الطيبة والصبر يجلبان السعادة
في قديم الزمان، كانت هناك فتاة جميلة تدعى سندريلا تعيش مع والديها في سعادة وهناء. ولكن ذات يوم، أصيبت والدتها بمرض شديد، ولم يمضِ وقت طويل حتى توفيت، تاركة سندريلا وحيدة مع والدها الحزين.
مرت
الأيام، وقرر والد سندريلا أن يتزوج من جديد، آملاً أن تجد ابنته أمًّا ترعاها.
لكن زوجته الجديدة كانت قاسية، وكان لديها ابنتان مدللتان تشبهانها في سوء الخلق.
لم تحب زوجةُ الأب سندريلا، فكانت تعاملها كخادمة، وأجبرتها على القيام بجميع
أعمال المنزل الصعبة، مثل تنظيف الأرضيات وغسل الصحون وإشعال النار. ولأنها كانت
ترتاح أحيانًا بجوار المدفأة، أصبحت ثيابها مغطاة بالرماد، فأطلقوا عليها اسم
"سندريلا".
رغم
كل ذلك، ظلت سندريلا طيبة القلب وصبورة، وكانت أجمل بعشر مرات من أختيها غير
الشقيقتين، رغم ملابسها البسيطة.
وذات
يوم، أعلن الملك عن إقامة حفلة كبيرة في القصر، ودعا جميع فتيات المملكة، ليختار
الأمير عروسه المستقبلية. فرحت الأختان كثيرًا، وأخذتا تجهزان أنفسهما بأفضل
الثياب والمجوهرات. ولم تنسيا أن تطلبا من سندريلا مساعدتهما، لأنهما كانتا تعرفان
ذوقها الرائع.
عندما
سألتها إحدى الأختين بمكر: "هل ترغبين في الذهاب إلى الحفل يا
سندريلا؟"، ردّت بحزن: "أنا؟ أنتما تضحكان عليّ! كيف أذهب بثيابي
هذه؟". فضحكتا منها، ورحلت الأختان إلى الحفل، تاركتين سندريلا وحيدة وحزينة.
جلست
سندريلا تبكي في المطبخ، وإذ بامرأة جميلة تظهر أمامها فجأة. كانت ترتدي ثوبًا
براقًا وعصا سحرية بيدها. قالت الجنية الطيبة: "لماذا تبكين يا صغيرتي"؟.
أخبرتها
سندريلا بحزنها، فتبسّمت الجنية وقالت: "لا تبكِ، فأنتِ ستذهبين إلى الحفل!
لكن عليكِ إحضار قرع من الحديقة". أحضرت سندريلا قرعًا كبيرًا، ولمسته الجنية
بعصاها السحرية، فتحوّل إلى عربة ذهبية رائعة! ثم طلبت منها إحضار ستة فئران،
فحولتها إلى خيول قوية، وأخرجت فأرًا آخر، ولمسته ليصبح سائق العربة.
ثم
لوّحت الجِنِّيَّةُ بعصاها على سندريلا، فتحوّلت ملابسها البسيطة إلى ثوب رائع،
مزين بالأحجار اللامعة، وقدّمت لها زوجًا من الأحذية الزجاجية الجميلة.
قالت
الجنية: "اذهبي الآن إلى الحفل، ولكن تذكري، عليك العودة قبل منتصف الليل،
وإلا سيختفي كل هذا السحر".
دخلت
سندريلا القصر، وكان الجميع يحدّقون بها في دهشة، فقد كانت أجمل فتاة في الحفل.
وعندما رآها الأمير، وقع في حبها على الفور، ورقص معها طوال الليل. لكن حينما دقت
الساعة الثانية عشرة، تذكرت سندريلا كلام الجِنِّيَّة، فهربت مسرعة، وفي عجلتها
سقطت إحدى فردتي حذائها الزجاجي على الدرج.
حاول
الأمير اللحاق بها، لكنه لم يتمكن، فوجد الحذاء الصغير وحمله بحرص، مصممًا على
العثور على صاحبته.
في
اليوم التالي، أمر الأمير بأن يجرب الحذاء على جميع الفتيات في المملكة. جربته
الأميرات وسيدات البلاط، لكن لم يكن مناسبًا لأي واحدة منهن. وأخيرًا، وصل إلى
منزل سندريلا. جربت الأختان الحذاء، لكنه كان ضيقًا جدًا عليهما.
عندما
طلبت سندريلا أن تجربه، ضحكت الأختان بسخرية، لكن الأمير أصرّ. وما إن أدخلت قدمها
فيه حتى انزلق بسهولة، فقد كان يناسبها تمامًا! ثم أخرجت فردة الحذاء الأخرى من
جيبها، وأرتهم أنها صاحبة الحذاء.
وفجأة،
ظهرت الجِنِّية ولمست سندريلا بعصاها، فتحولت إلى أميرة رائعة الجمال أمام الجميع.
ندمت
الأختان على معاملتهما السيئة لها، وطلبتا منها الصفح، فسامحتهما سندريلا بقلبها
الطيب.
وبعد
أيام قليلة، تزوجت سندريلا من الأمير في حفل رائع، وعاشت معه في سعادة وهناء،
بينما بقيت تتذكر دائمًا نصيحة والدتها: "كوني طيبة وصبورة، فالسعادة ستجد
طريقها إليك يومًا ما".
وهكذا،
عاشت سندريلا حياتها الجديدة، مليئة بالحب والفرح، وعاشت المملكة بأكملها في رخاء
وسلام.
قصة للأطفال: سلطعون نورا المشهور
قصة وحكمة: سمكة النهر وسمكة البحر
قصة للأطفال: الغزال ونقار الخشب والسلحفاة
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق