الاثنين، 24 فبراير 2025

قصة للأطفال: هدية لا تُقدَّر بثمن

الحب الصادق أغلى ثمنًا

في أحدِ الأيّامِ، كانت هناكَ طفلةٌ صغيرةٌ تتجوَّلُ بينَ أروقةِ السّوقِ، تبحثُ بعينيها البريئتينِ عن شيءٍ مميّزٍ. وبينما كانت تتأمَّلُ واجهاتِ المحلّاتِ، لفتَ انتباهَها بريقُ قلادةٍ جميلةٍ معروضةٍ في نافذةِ متجرٍ للمجوهراتِ. شعرتْ بسعادةٍ غامرةٍ، ودونَ تردُّدٍ، دخلتِ المحلَّ بخطواتٍ حماسيّةٍ.

تقدَّمتِ الطفلةُ نحوَ صاحبِ المحلِّ وقالتْ بصوتٍ مليءٍ بالحماسِ:
"
من فضلكَ يا سيدي، أريدُ شراءَ تلكَ القلادةِ الجميلةِ. أودُّ إهداءَها لشقيقتي الكبرى. وأرجو أن تغلّفَها لي بطريقةٍ رائعةٍ!"

نظرَ إليها صاحبُ المحلِّ متعجِّبًا، فقد بدتْ صغيرةً جدًّا على شراءِ شيءٍ ثمينٍ كهذا. فسألَها بلطفٍ: "وهل لديكِ المالُ الكافيُ يا صغيرتي؟"

عندها، مدّتِ الطفلةُ يدَها الصغيرةَ، ووضعتْ أمامَه حفنةً من العملاتِ المعدنيّةِ القليلةِ، التي لم تكنْ تساوي شيئًا مقارنةً بسعرِ القلادةِ الباهظِ. لكنّها نظرتْ إليه برجاءٍ وقالتْ: "هل تكفي هذهِ النقودُ ياسيدي؟ لقد جمعتُها كلَّها لأجلِ شقيقتي. فمنذُ أن فقدنا والدتَنا، وهي تعتني بي وتعملُ بجدٍّ من أجلي. أريدُ أن أراها تبتسمُ من قلبِها مرّةً أخرى، كما كانتْ من قبلُ."

أحسَّ صاحبُ المحلِّ بدفءِ كلماتِها، وتأثَّرَ بحبِّها العميقِ لشقيقتِها. ابتسمَ لها بحنانٍ، ثم أخذَ القلادةَ وغلَّفَها بأجملِ ورقِ زينةٍ، وربطَها بشريطٍ أنيقٍ، وكأنَّه يجهّزُ هديةً لأغلى شخصٍ في العالمِ. ناولَها للطفلةِ بحذرٍ قائلًا: "احمليها جيدًا، وتأكَّدي أنَّ شقيقتَكِ ستفرحُ بها كثيرًا."

وبالفعلِ، غادرتِ الطفلةُ المتجرَ وهي تحملُ العلبةَ بكلِّ حبٍّ، وعيناهَا تشعّانِ فرحًا.

بعدَ وقتٍ قصيرٍ، دخلتْ فتاةٌ شابةٌ إلى المتجرِ، كانتْ تحملُ بيدِها نفسَ العلبةِ التي غلَّفَ بها الرجلُ القلادةَ. تقدَّمتْ نحوَه وقالتْ بعدَ تحيَّةٍ مهذَّبةٍ: "سيدي، هل هذهِ القلادةُ قد اشتُريتْ من هنا؟"

هزَّ الرجلُ رأسَه إيجابًا، فأخرجَتِ الفتاةُ القلادةَ من العلبةِ وسألَته بدهشةٍ: "لكنْ أخبرْني، بكَمْ بيعَتْ؟ أختي الصغيرةُ لا تملكُ مالًا كافيًا لشراءِ مثلِ هذهِ القلادةِ الغاليةِ!"

ابتسمَ الرجلُ وأجابَها بحكمةٍ: "عذرًا، لا يمكنُني إخبارُكِ بثمنِها. إنَّ أيَّ صفقةِ بيعٍ تتمُّ في متجري تبقى سرًّا بيني وبينَ الزبونِ."

نظرتْ إليه الفتاةُ بحيرةٍ، ثم وضعتِ العلبةَ على الطاولةِ قائلةً: "أنا آسفةٌ يا سيدي، ولكنْ لا يمكنُني قبولَها، فنحنُ لا نملكُ ما يكفي لدفعِ ثمنِها."

ابتسمَ صاحبُ المتجرِ بلطفٍ وأعادَ العلبةَ إليها قائلًا: "لكنَّ أختَكِ الصغيرةَ دفعتْ ثمنًا لا يستطيعُ الكبارُ تحمُّلَه. لقد دفعتْ كلَّ ما تملكُ مقابلَ ابتسامةٍ منكِ."

اهتزَّ قلبُ الفتاةِ من كلماتِه، وسالتْ دموعُها تأثُّرًا. حملَتِ القلادةَ بينَ يديْها، وهي تشعرُ بدفءِ حبِّ أختِها الصغيرِ، وأدركَتْ كمْ كانتْ غاليةً لديها.

ليس المالُ وحدَهُ هو ما يحدِّدُ قيمةَ الأشياءِ، بل الحبُّ الصادقُ والتقديرُ هما أثمنُ ما يمكنُ للإنسانِ أن يقدِّمَه لمنْ يحبُّ.

إقرأ أيضاً:

قصة وحكمة: المارانوس.. قناع الرياء في محاكم التفتيش

قصة وحكمة: غضب نابليون وسخرية تاليران

قصة وحكمة: كيف أسقط هيلا سيلاسي آخر خصومه

قصة وحكمة: حكمة الملك تساو تساو في ساعة الحسم

قصة وحكمة: الفأر والفيل

للمزيد            

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً 

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق