السبت، 8 فبراير 2025

• قصة للأطفال: فارس والكرة الأرضية

أنقذوا الكرة الأرضية

عاد «فارس» من مدرسته في ذلك اليوم، وهو يفكر كثيرًا فيما قاله معلّمه اليوم، فقد كان درس اليوم عن الكرة الأرضية، وقال المعلم: يجب أن ننقذ الكرة الأرضية، يجب على كلٍّ منا أن يقوم بدوره لإنقاذها، الهواء ملوث، والعالم يختنق، عوادم السيارات والمصانع، حرق الخشب والمحاصيل، كل ذلك، يجعل طبيعة الكرة الأرضية تتغير، لذا يا أطفال، أنتظر منكم غدًا، أن يقول لي كلٌّ منكم كيف يمكن أن ننقذ الكرة الأرضية، فكروا جيدًا حتى الغد.

لذا، جلس فارس في غرفته طوال اليوم يفكر، يقرأ ويفكر، حتى شعر بالنعاس وغلبه النوم.

رأى فارس أنه يسير في طريق العودة من المدرسة، والسماء تمطر، فلاحظ جسدًا كرويًا ملقًى على الأرض، يتأوّه ويئِن ويسعل، اقترب أكثر، فلاحظ أشياء غريبة؛ ملابس قديمة ممزقة، يرتديها الجسد، وتصدر منه رائحة ثقيلة، اختلطت برائحة المطر، فكر أن يبتعد عن تلك الرائحة، ولكن عاد الجسد ليتأوه ويسعل، فاقترب فارس وسأل صاحب الجسد: من أنت؟ وماذا بك؟

قال صاحب الجسد الكروي: أنا الكرة الأرضية.

فكرر فارس في دهشةٍ: الكرة الأرضية!

قالت الكرة: نعم، وأنا أسعل من الاختناق.

فسأل فارس: ماذا حدث لك؟

قالت الكرة: الإنسان لوّث هوائي، وجعلني أختنق.

فقال فارس في أسفٍ: أمر مؤسف حقًا.

مدت الكرة الأرضية يدها لفارس، وقالت: ساعدني أيها الطفل، من فضلك.

أشفق فارس عليها، وفكر: ربما عليه أن يسحبها أولًا، بعيدًا، إلى مكانٍ جافٍّ ودافئ، حتى لا يصاب جسد الكرة بالبرد.

 كانت الكرة خفيفة كريشة، دحرجها فارس حتى مدخل بيت قديم، ركن الكرة بجانب الحائط، وجلس جانبها ليستريح، لحظات وقفز، وقف حائرًا، من أين يبدأ؟

وماذا يفعل؟

ثم قفز إلى سطح الكرة، وأخذ يتجول بين شوارعها، فرأى الكثير والكثير من الأدخنة، تخرج من بين مبانيها، مصانع، وعوادم سيارات، كل ذلك، جعل لون الهواء رماديًا، وحجبوا الشمس عن الكرة الأرضية.

جاءت فكرة لفارس، وقرر أن يجربها، جاء بشجرةٍ وزرعها بجانب أول مصنع، وبعد مرور بعض الوقت، لاحظ أن الهواء الرمادي، يصفو لونه تدريجيًا، والشمس تتسلّل إلى المصنع، فرح فارس كثيرًا بفكرته، وأخذ يزرع الشجر على كل سطح الكرة الأرضية ثم قفز منها، فوجد جسد الكرة الأرضية، يتعافى ولونه يخضر، والهواء من حولها يصفو تمامًا، والكرة تتقافز فرحة، وهي تقول: شكرًا لك أيها الطفل، لقد أنقذتني من الدمار.

استيقظ فارس من النوم فرحًا، وأخذ يقفز فوق السرير، وهو يقول: لقد عرفت كيف سأنقذ الكرة الأرضية.

في صباح اليوم التالي في المدرسة، وقف فارس وقال للمعلم: أيها المعلم، يجب أن نزيد من الأشجار والمساحات الخضراء، لقد قرأت أن النباتات تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون، وتخرج لنا الأكسجين اللازم لعملية التنفس، لذا، علينا أن نحوّل الكرة الأرضية إلى جنةٍ خضراء.

أثنى المعلم على فارس وجعل التلاميذ يصفقون له، وقال لهم: فكرة جميلة، ولذلك، علينا أن نبدأ بمدرستنا، علينا أن نحولها إلى جنةٍ خضراء صغيرة.

المصدر: 1

إقرأ أيضاً:

قصة وحكمة: خدعة الذئاب وهلاك كلاب الراعي

قصة وحكمة: صانع الحبال

قصة وحكمة: الملك هنري الثاني وديان دي بواتييه

قصة للأطفال: سندريللا والأمير

قصة أسطورة: أراكني النسّاجة ولعنة أثينا

للمزيد            

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً 

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق