الثلاثاء، 27 أغسطس 2024

• قصة وحكمة: الذئب وراعي الأغنام

نتيجة الكذب

في قَديمِ الزَّمانِ، في قَريةٍ نائيةٍ تَتَرَبَّعُ على قِمةِ جَبلٍ شاهِقٍ، كان هُناكَ راعٍ صغيرٌ يَرعى أغنامَهُ بينَ المروجِ الخَضراءِ والجِبالِ الشاهِقةِ. كانَ هذا الرَّاعي يَمتلكُ خيالًا خَصبًا وأَحلامًا واسِعةً، ولكنَّهُ كانَ يَعيشُ في رُتابةِ الحَياةِ اليوميَّةِ، التي بَدأت تَثقلُ عليهِ وتَبعثُ في نَفسِهِ المَللَ والضَّجرَ.

وذاتَ يَومٍ، وقد أرادَ أن يَكسِرَ هذا المَللَ، خَطرت لهُ فِكرةٌ ماكِرةٌ تُخفي وراءَها ابتِسامةً شَريرَةً. تَقدمَ نَحوَ مَشارفِ القَريةِ حتى يَسمعَهُ أهلُها، وصَرَخَ بأعلى صَوتِهِ قائلًا: "ذِئب! ذِئب! أَغيثوني! الذِّئبُ يَهاجمُ أغنامي!" ارتَعَدت قُلوبُ أهلِ القَريةِ، وانطَلقوا مُسرعينَ، يَحملونَ العِصيَّ والأسلِحةَ البِدائيَّةَ، وهم يُهرولونَ لإنقاذِ الرَّاعي وأغنامِهِ.

ولكِن، ما إن وَصلوا إلى المَكانِ حتى وَجدوا الرَّاعيَ الصَّغيرَ جالِسًا يَضحكُ مِلءَ شَدقيهِ، مُستهزِئًا بما فَعَلَ. فقالوا لهُ وقد اشتَعَلت قُلوبُهم بالغَضبِ: "وَيلك! كيف تَجرؤُ على خِداعِنا بهذا الشَّكلِ؟!" ثمَّ انصَرَفوا وهم يَتَوعَّدونهُ بالعِقابِ إن كَرَّرَ فِعلتَهُ.

ومعَ مُرورِ الأَيَّامِ، عادَت إلى الرَّاعي تلكَ الرَّغبةُ في تِكرارِ خِدعَتِهِ السَّخيفةِ. وفي يَومٍ آخرَ، وَقفَ مَرَّةً أُخرى على مَشارفِ القَريةِ وصَرَخَ: "ذِئب! ذِئب!" ورَكَضَ أهلُ القَريةِ مَرَّةً أُخرى لِنجدَتِهِ، ليَجدوا أنَّ الذِّئبَ كانَ مُجردَ وَهمٍ، وأنَّ الرَّاعيَ الصَّغيرَ كانَ يَمزَحُ ويَعبثُ بقُلوبِهم البَرِيئةِ.

ومضَت الأَيَّامُ، وفي يَومٍ تَعَكَّرَ فيهِ صَفُو السَّماءِ وزَأَرَت الرِّياحُ، ظَهَرَ الذِّئبُ الحَقيقيُّ بينَ الأَشجارِ، عَيناهُ تَتَّقِدانِ كالجَمرِ، وأسنَانُهُ تَلمَعُ كالسُّيوفِ المَسنونةِ. صَرَخَ الرَّاعي بكُلِّ ما أُوتِيَ من قُوَّةٍ: "ذِئب! ذِئب! أَغيثوني!" لكنَّ هذهِ المَرَّةَ، لم يَكتَرث لهُ أحدٌ. ظَنَّ أهلُ القَريةِ أنَّ الرَّاعيَ يُعيدُ نَفسَ الحِيلةِ، فَتَركوهُ لمَصيرِهِ.

وما هي إلَّا لَحظاتٌ حتى هَجمَ الذِّئبُ على الأغنامِ، وافترَسَ منها ما شَاءَ. نَظَرَ الرَّاعي الصَّغيرُ إلى ما حَدَثَ بعُيونٍ تَملؤُها الحَسرةُ والنَّدمُ، وقد أدركَ أخيرًا أنَّ الكَذبَ قد جَرَّ عليهِ الوِيلاتِ.

ومُنذُ ذلكَ اليَومِ، تَعَلمَ الرَّاعي دَرسًا لا يُنسى: "متى ما فَقدَ الإنسانُ صِدقَهُ، ضاعَ مَوْقِعُهُ بينَ النَّاسِ، حتى وإن قالَ الحَقَّ بعدَ ذلكَ."

 إقرأ أيضاً:

قصة وحكمة: الخفّاش بين الطير والحيوان

قصة للأطفال: أسماء بالألوان

قصة للأطفال: سائق الحافلة

قصة للأطفال: الأرنب والسلحفاة

قصة مُخَيِّبَة: في المقهى عصفور

للمزيد            

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً 

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق