• قصة وحكمة: السَّلْطَعُونُ وَالثَّعلَبُ

التَّهَوُّرُ سَبِيلُ الْهَلَاكِ

فِي أَرْضٍ بَعِيدَةٍ مُتَرَامِيَةِ الْأَطْرَافِ، حَيْثُ تَتَعَانَقُ السَّمَاءُ مَعَ الْأُفُقِ وَتُلَامِسُ الرِّيَاحُ وَجْهَ الْبَحْرِ، كَانَ يَعِيشُ سَلْطَعُونٌ صَغِيرٌ، يُلَازِمُ أَمْوَاجَ الشَّاطِئِ كَأَنَّهَا مَوْطِنُهُ الَّذِي لَا يُغَادِرُهُ. لَكِنَّهُ، وَقَدْ ضَاقَ صَدْرُهُ مِنْ عَيْشِهِ الرَّتِيبِ، قَرَّرَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ بَيْنِ أَحْضَانِ الْمَاءِ لِيَسْتَكْشِفَ عَالَمَ الْيَابِسَةِ الْغَامِضِ.

• قصة وحكمة: صائدُ الطيورِ والطائرُ الأسودُ

فضولٌ أعمى يقود للندم

في غابةٍ متراميةِ الأطرافِ، شاسعةِ الأرجاءِ، زاخرةٍ بالأشجارِ العاتِيَةِ والظلالِ الوارفةِ، كان صيّادُ الطيورِ ينسجُ بمهارةٍ جهازًا غريبًا يثيرُ التساؤلاتِ. كانت أنامِلُه الدقيقةُ تتحرّكُ كراقصٍ حاذقٍ، تُدخِلُ الخيوطَ وتُخرِجُ، وتشدُّ الحبالَ برِفقٍ، حتى تكتملَ حَبكتُه التي تنضَحُ بالمكرِ والخداعِ.

• قصة للأطفال: رانيا وَمِصْبَاحُ الأَمَلِ

الأَمَلُ يُنيرُ دُروبَ الحَياةِ

فِي قَرْيَةٍ صَغِيرَةٍ وَسَطَ الثُّلُوجِ، كَانَتْ رانيا طِفْلَةً فُضُولِيَّةً تَبْلُغُ مِنَ الْعُمْرِ ثَمَانِيَ سَنَوَاتٍ، تَعِيشُ مَعَ وَالِدَيْهَا. هَذَا الْعَامُ، كَانَ الْوَضْعُ صَعْبًا؛ فَقَدْ فَقَدَ وَالِدُهَا وَظِيفَتَهُ، وَكَانَتْ وَالِدَتُهَا تَعْمَلُ بِجِدٍّ لِتَغْطِيَةِ النَّفَقَاتِ.

• قصة وحكمة: المِسمارُ المفقودُ

مَنْ أَهْمَلَ القَلِيلَ، خَسِرَ الكَثِيرَ

كانَ يا ما كانَ في سالِفِ الأزمانِ، تاجِرٌ بارِعٌ اعتادَ التَّجوّالَ بينَ الأسْواقِ والمَعارِضِ، يَعْرِضُ بِضاعَتَهُ ويعودُ بأرْباحٍ وَفِيرَةٍ. في أحَدِ الأيَّامِ، شَدَّ رِحالَهُ إلى مَعْرِضٍ كَبيرٍ يَعِجُّ بالبَاعَةِ والمُشْتَرِينَ، وهُناكَ باعَ كُلَّ ما حَمَلَتْهُ عَرَبَتُهُ من بَضائِعَ.

• قصة وحكمة: البراهميُ والنَّمرُ وابنُ آوى

الغَدْرٌ

كَانَ فِي سَالِفِ العَصْرِ وَالأوَانِ، فِي قَرْيَةٍ صَغِيرَةٍ، شَيْخٌ حَكِيمٌ يُدْعَى البَرَاهِمِيّ، عُرِفَ بِعَقْلِهِ الثَّاقِبِ وَقَلْبِهِ الرَّقِيقِ. وَفِي صَبَاحِ أَحَدِ الأَيَّامِ، خَرَجَ يَتَنَزَّهُ فِي الغَابَةِ، حَيْثُ تَتَرَنَّمُ الطُّيُورُ وَيَتَمَايَلُ الشَّجَرُ، فَصَادَفَ قَفَصًا حَدِيدِيًّا يَتَوَسَّطُ المَكَانَ، وَفِي دَاخِلِهِ نَمِرٌ هَائِجٌ يَكَادُ يُحَطِّمُ قُضْبَانَهُ.

• قصة وحكمة: التّاجرُ والحمارُ

إِنَّ الطُّيورَ على أَشكالِها تَقَعُ

فِي يَوْمٍ مِّنَ الأَيَّامِ، اسْتَيْقَظَ رَجُلٌ فِي عَزْمٍ أَكِيدٍ وَنِيَّةٍ صَادِقَةٍ لِشِرَاءِ حِمَارٍ يُعِينُهُ عَلَى أُمُورِ حَيَاتِهِ وَيَكُونُ خَيْرَ رَفِيقٍ فِي دُرُوبِهِ الطَّوِيلَةِ. قَصَدَ الرَّجُلُ سُوقَ الدَّوَابِّ، حَيْثُ الْتَقَى بِصَاحِبِ حِمَارٍ قَوِيِّ الْمَظْهَرِ، فَتَفَاوَضَا حَتَّى تَوَصَّلَا إِلَى اتِّفَاقٍ. قَالَ الْبَائِعُ: "خُذِ الْحِمَارَ مَعَكَ لِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، فَإِنْ أَعْجَبَكَ، كَانَ الْبَيْعُ، وَإِنْ لَمْ يُعْجِبْكَ، رَدَدْتَهُ إِلَيَّ بِلَا ضَرَرٍ وَلَا نَدَمٍ."

• قصة وحكمة: البُسْتَانِيُّ وَكَلْبُهُ

سوء الظن يُفسد النوايا

فِي قَرْيَةٍ تَرْفُلُ بِثَوْبِ الشَّمْسِ الذَّهَبِيِّ، وَتُعَانِقُهَا النَّسَائِمُ الرَّقِيقَةُ، عَاشَ بُسْتَانِيٌّ وَدِيعٌ مَعَ كَلْبٍ وَفِيٍّ. كَانَ الكَلْبُ يُطَارِدُ فِي حَدِيقَةِ البُسْتَانِي أَسْرَابَ الفَرَاشَاتِ، وَيَمْرَحُ بَيْنَ الأَزْهَارِ، وَيُلَاحِقُ الطُّيُورَ، أَوْ يَلْهُو بِذَيْلِهِ فِي نَهَمٍ لَا يُعْرَفُ لَهُ حَدٌّ.

قصة وحكمة: الصيّادُ وحَطّابُ الغابةِ

الفُضُولُ بلا شَجاعَةٍ مَهْلَكَة.

في غابَةٍ كَثيفَةٍ، واسِعَةِ الأَرجاءِ، عَميقَةِ الأَغوارِ، حَيْثُ الأَشْجارُ مُتَشابِكَةُ الأَغْصانِ، وَالدُّروبُ مُتَعَرِّجَةُ المَسارِ، كانَ هُناكَ صَيّادٌ يُطارِدُ أَحْلامَهُ بِالبَحْثِ عَنِ الأَسَدِ، سَيِّدِ الغابَةِ وَسُلطانِ الوُحوشِ.

قصة وحكمة: الطَّائِرُ الذَّهَبِيُّ

مَنْجَمُ الحُرِّيَّةِ وَالحِكْمَةِ

فِي سَالِفِ العَصْرِ وَالأَوَانِ، وَفِي غَيَاهِبِ الغَابَاتِ الغَنَّاءِ، كَانَ هُنَاكَ طَائِرٌ عَجِيبٌ يُدْعَى "سِنْدُوكَا"، يَخْتَالُ بِجَنَاحَيْهِ كَالشَّمْسِ فِي وَسَطِ النَّهَار، وَيُحَلِّقُ فَوْقَ القِمَمِ بِلَا انْكِسَار. وَمَا جَعَلَ هَذَا الطَّائِرَ آيَةً فِي الغَرَابَةِ، أَنَّ فَضَلَاتِهِ، يَا سَادَةُ، مَا إِنْ تَمَسَّ الأَرْضَ حَتَّى تَتَحَوَّلَ إِلَى ذَهَبٍ يَلْمَعُ لَمَعَانَ الشِّهَابِ.

• قصة أسطورة: هرقل: ملحمة التكفير والصراع مع أقدار الآلهة

التكفير عن الذنب يصنع الخلود

في عصور الأساطير اليونانية التي غمرت الكون بأسرارها، وتوّجت الأبطال بتاج المجد على صهوات الخلود، وُلد في حُلكة الليالي نجمٌ مشعٌّ، ملؤه القوّة والبطولة... إنه هرقل، أو كما دعاه الإغريق: هيراكليس، مجدُ هيرا وأسطورة الرجال الشُجعان.

• قصة للأطفال: ذات الرداء الأحمر

طاعة الوالدين تُنقذ.

في يوم من الأيام، كانت هناك فتاة صغيرة جميلة يحبها الجميع ويتعلقون بها. كانت جدتها تحبها أكثر من أي أحد آخر، وأهدتها ذات يوم رداءً أحمر صغيرًا وجميلًا. أحبَّت الفتاة الرداء كثيرًا لدرجة أنها لم ترتدِ أي شيء سواه، ومنذ ذلك اليوم صار الجميع يناديها "ذات الرداء الأحمر".

• قصة وحكمة: الأشجارُ والفأسُ

الثقة العمياء تهدم الذات

في أعماقِ الغابةِ الوارفةِ، حيثُ تسكنُ الأشجارُ معاً في سلامٍ يُشبهُ نسيمَ الصباحِ الهادئِ، ظهرَ رجلٌ غريبٌ يحملُ بينَ طيّاتِ صوتِه رجاءً مُغلّفًا بالخداعِ. اقتربَ منَ الأشجارِ بعينينِ تُخفِيانِ خنجرَ الغدرِ تحتَ غطاءٍ منَ الوَدَاعةِ. خاطبَهُنَّ قائلاً: "يا أشجارَ الغابةِ العظيمةِ، أعينوني بفَرعٍ صغيرٍ لصُنعِ مقبضٍ لفأسي. لا أريدُ سوى إزالةِ شجرةٍ واحدةٍ تُعيقُ طريقي، ولن أنالَ منكنَّ بأذى."

• قصة وحكمة: طبيب القمر: التأثير على الأرواح قبل الأجساد

الإيحاء أقوى من العلاج

في أوائل الثمانينيات من القرن الثامن عشر، كانت برلين في حالة ذهول بعد أن انتشرت الأخبار عن أسلوب علاج غير تقليدي أطلق عليه البعض "طب القمر"، كان يطبقه رجل غريب الأطوار يدعى الدكتور فايسلدر.

• قصة وحكمة: المرأةُ ذاتُ الجلدين

الجمالُ جوهرٌ لا مظهر

كانَ يا ما كانَ في قديمِ الزمانِ، في أرضٍ تزيَّنَتْ بالبساطةِ وتكلَّلَتْ بالقصصِ الموشَّاةِ بالعِبَرِ، قريةٌ في قلبِ نيجيريا، شهِدَتْ من الأحداثِ ما يُثيرُ الدهشةَ ويُحرِّكُ القلوبَ. في تلكَ القريةِ، عاشَتْ امرأةٌ ذاتُ هيئةٍ عجيبةٍ، سَمَّوها "ذاتَ الجلدينِ". كانتْ في ظاهرِها تحمِلُ قُبْحًا نَفَرَتْ منهُ العيونُ، وتوجَّسَتْ منهُ النفوسُ، فنبذَها أهلُ قريتِها وعاملوها بجفاءٍ وقسوةٍ، حتى باتتْ تسيرُ بينهم كالغريبةِ في ديارِها.

قصة وحكمة: الصَّيَّادُ وَالغَفْلَةُ.. الجَوْهَرَةُ الضَّائِعَةُ

إِذا هَبَّتْ رِياحُكَ فاغتَنِمْها

يُحْكَى – وَاللهُ أَعْلَمُ – أَنَّهُ كَانَ فِي سَالِفِ الزَّمَانِ، عَلَى ضِفَافِ بَحْرٍ لا يَنْفَدُ خَيْرُهُ، صَيَّادٌ يُعْرَفُ بِجِدِّهِ وَاجْتِهَادِهِ، يَصِيدُ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَمَكَةً وَاحِدَةً تَكْفِيهِ وَأَهْلَ بَيْتِهِ قُوتَ يَوْمِهِمْ، ثُمَّ يَسْتَرِيحُ حَتَّى تَحِينَ حَاجَتُهُمْ إِلَى أُخْرَى. وَذَاتَ يَوْمٍ، وَبَيْنَمَا كَانَتْ زَوْجَةُ الصَّيَّادِ تَقْطَعُ مَا جَادَ بِهِ البَحْرُ عَلَيْهِمْ، إِذَا بِهَا تَقِفُ مَشْدُوهَةً أَمَامَ أَمْرٍ عَجِيبٍ، إِذْ وَجَدَتْ فِي بَطْنِ السَّمَكَةِ لُؤْلُؤَةً نَفِيسَةً تَلْمَعُ بِبَرِيقٍ لا تُخْطِئُهُ العَيْنُ.

• قصة وحكمة: البَرغُوثُ وَالرَّجُلُ

لا يُستهان بالجرم اليسير

فِي سَالِفِ العَصْرِ وَالأَوَانِ، إِذْ كَانَتِ النُّفُوسُ تُصَارِعُ الكَائِنَاتِ الصَّغِيرَةَ فِي مِيدَانِ الحَيَاةِ، نَزَلَ بَرغُوثٌ طُفَيليٌّ عَلَى رَجُلٍ مُكْتَمِلِ العَقْلِ، فَلَمْ يَجِدْ فِي بَدَنِهِ مَأوًى إِلَّا جِلْدَهُ، وَاتَّخَذَ مِنْهُ مَسرَحًا لِجَشَعِهِ وَمَصْدَرًا لِقُوتِ يَومِهِ. فَمَا كَانَ مِنْ هَذَا البَرغُوثِ إِلَّا أَنْ استَلَذَّ عَضَّ الرَّجُلِ، وَعَبَّ مِنْ دَمِهِ حَتَّى أَضرَمَ النَّارَ فِي جِلدِ صَاحِبِهِ، فَتَوَالَى الحَكُّ مَكَانَ العَضِّ، وَتَعَاظَمَ الأَلَمُ مَعَ كُلِّ نَبْضٍ.

• قصة وحكمة: القِلادَةُ المَسْرُوقَةُ

الصِّدقُ يَنجو بِصاحِبِهِ

فِي سالِفِ العَصْرِ وَالأوانِ، وَفِي مَمْلَكَةٍ عابِقَةٍ بِالحَياةِ مُكْتَظَّةٍ بِالأَنْفَاسِ، عَاشَتِ امْرَأَةٌ عُرِفَتْ بَيْنَ النّاسِ بِحِكْمَتِها وَصِدْقِها، وَذاعَ صِيتُها بِفَضْلِ قَلْبِها المُفْعَمِ بِالخَيْرِ وَعَزْمِها عَلَى مُساعَدَةِ المُحْتاجِينَ. كانَتْ بَسْمَتُها طَيْفًا مِنَ الأَمَلِ، وَكَلِمَتُها بَعضًا مِنَ الغَزَلِ، حَتَّى أَحَبَّها الجَمِيعُ، وَصارَتْ ضَيْفًا مَأْلُوفًا فِي قَصْرِ المَلِكِ، حَيْثُ وُصِفَتْ بِجالِبَةِ الحَظِّ السَّعِيدِ وَرَفِيقَةِ النَّوَايَا الطَّيِّبَةِ.

• قصة وعبرة: خلف الشاشـة

ظلمة

في تلك الليلة، بدأ (مسعود) يشعر أن هناك أشياء غريبة تحدث له، كان وحيداً مثل كل ليلة، والغرفة من حوله صامتة، أحس أنه وحيد أكثر من ذي قبل، لا رفيق له إلا جهاز (التلفزيون)، الشي الوحيد الذي يملأ المكان بالأصوات والصور والموسيقى...

• قصة وحكمة: حِصَانُ الحَرْبِ والطَّحَّانُ الحَكِيمُ

لِكُلِّ زَمَانٍ رِجَالَهُ

فِي سَالِفِ العَصْرِ وَالأَوَانِ، كَانَ هُنَاكَ حِصَانُ حَرْبٍ جَسُورٌ، شَهِدَ صَلِيلَ السُّيُوفِ وَنَقْعَ الغُبَارِ، وَرَأَى المَوْتَ يَرْقُصُ فِي سَاحَاتِ الوَغَى. كَانَ رَفِيقَ الفُرْسَانِ وَدِرْعَهُمْ، وَحَامِلَ لِوَاءِ النَّصْرِ حَيْثُمَا حَلَّ وَارْتَحَلَ.

• قصة للأطفال: الثعبان والنمر والقرد

مَن يُنكِر الجميل

في مدينة بومباي كان يعيش رجل فقير جداً يدعى (راج). وكانت زوجته التي تعاني من هذا البؤس الشديد تقول له يومياً:

ـ يا لك من قاسي القلب! ألا ترى أن أطفالنا سوف يموتون جوعا في حين انك لا تهتم بشيء؟ اذهب وابحث عن وسيلة لجلب العيش ولا ترجع إلا إذا وجدتها.

• قصة للأطفال: عرس القطط

نَدَمٌ ورَجاءٌ

في قرية صغيرة واقعة على ضفة نهر، كانت تعيش أسرتان متجاورتان لكل منهما فتاة صغيرة، كانت الفتاتان تتشابهان في الجمال، لكنهما تختلفان بالطباع وكثيراً ما كانتا تتخاصمان ثم تعودان فتتصالحان.

ذات صباح قالت الأم لابنتها ليلى:

• قصة وحكمة: المِصباح المغرور

"التواضع سر النور"

في بَلْدَةٍ صَغِيرَةٍ هَادِئَةٍ بَيْنَ التِّلَالِ الخَضْرَاءِ، كَانَ هُنَاكَ مِصْبَاحٌ يَتَلَأْلَأُ فِي أَحَدِ المَنَازِلِ، يَنْثُرُ نُورَهُ الذَّهَبِيَّ كَأَنَّهُ قَبَسٌ مِنْ شَمْسٍ أَبَتْ أَنْ تَغِيبَ. كُلَّ لَيْلَةٍ، كَانَ المِصْبَاحُ يَمْلَأُ الأَرْكَانَ بِدِفْءٍ يُزِيلُ بَرْدَ الظَّلَامِ، وَيُشِعُّ فِي النُّفُوسِ رَاحَةً وَسَكِينَةً.

• قصة وحكمة: التاجرِ الجَشِعِ

عاقِبَةُ الطَّمَع

كانَ يا ما كانَ، في سالفِ العَصرِ والأوانِ، تاجِرٌ ثَرِيٌّ ذو مالٍ وجاهٍ، ولكِنَّهُ كانَ أَسِيرَ الطَّمَعِ والجَشَعِ، لا يَشْبَعُ مِن كُنُوزِ الدُّنْيَا ولا يَرْضَى بِما رَزَقَهُ اللهُ. وكانَ ذلِكَ التَّاجِرُ قدْ عادَ لتَوِّهِ مِن رِحْلَةِ تِجَارَةٍ طَوِيلَةٍ، جَابَ فيها بِلَادًا بَعِيدَةً، وباعَ فيها التَّوَابِلَ النَّادِرَةَ، وقدْ عادَ قَافِلًا إلى دِيَارِهِ بِصُحْبَةِ أَرْبَعِينَ جَمَلًا مُحَمَّلَةً بِالبَضَائِعِ النَّفِيسَةِ.

• قصة وحكمة: الفلاح والثعبان

الطبعُ يغلبُ التطبّعَ

في صباحٍ شتائيٍّ مكفهرٍّ، حينَ لفحَ البردُ وجهَ الأرضِ، وجدَ فلاحٌ في حقلٍ قفرٍ ثعباناً قد جثمَ بلا حراكٍ، ممدوداً كأنَّهُ جثّةٌ هامدةٌ، وقد تغلغلَ الصقيعُ في عروقهِ حتى كادَ يزهقُ روحهُ. بدا الثعبانُ كأنَّما يُنادي بنظراتهِ الحائرةِ طالباً عوناً من يدهِ الحانيةِ. رقَّ قلبُ الفلاحِ، إذ لم يملكْ لضعفِهِ إلّا شفقةً، ولمسكنتهِ إلّا تضحيةً.

• قصة وحكمة: الفَلَّاحُ وشَجَرَةُ التُّفَّاحِ

العَسَلُ في الصَّبرِ

فِي سَالِفِ العَصْرِ وَالأَوَانِ، حِينَ كَانَتِ الأَرْضُ تَرْوِي حِكَايَاتِهَا لِلسَّمَاوَاتِ، عَاشَ فِي إِحْدَى القُرَى فَلَّاحٌ بَسِيطٌ، مَلَأَ قَلْبَهُ الأَمَلُ، لَكِنَّ صَبْرَهُ كَانَ شَحِيحًا. كَانَ لِلْفَلَّاحِ شَجَرَةُ تُفَّاحٍ بَاسِقَةُ الجِذْعِ، وَارِفَةُ الظِّلَالِ، تَمْتَدُّ أَغْصَانُهَا كَأَنَّهَا تُعَانِقُ السَّمَاءَ، وَلَكِنَّهَا – وَيَا لَلْعَجَبِ – لَمْ تَهَبْ ثَمَرًا قَطُّ، لَا تُفَّاحَةً نَضِرَةً، وَلَا حَتَّى زَهْرًا يَعِدُ بِعَطَاءٍ.

• قصة للأطفال: سيرين والأنسولين

البطلة

سِيرِين طِفْلَةٌ فِي العَاشِرَةِ مِنَ العُمْرِ، تُعَانِي مِنَ السُّمْنَةِ المُفْرِطَةِ لِأَنَّ شَهِيَّتَهَا لِلأَكْلِ زَائِدَةٌ، سِيرِين بَدَأَتْ أَخِيرًا بِالشُّعُورِ بِالغَثَيَانِ وَالثِّقَلِ فِي قَدَمَيْهَا، بِالإِضَافَةِ إِلَى ضَبَابِيَّةٍ فِي الرُّؤْيَةِ مِنْ وَقْتٍ إِلَى آخَرَ، لَمْ تُخْبِرْ سِيرِين وَالِدَيْهَا بِمَا كَانَتْ تَشْعُرُ بِهِ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَضَعَا لَهَا حِمْيَةً لِلأَكْلِ لِأَنَّهُمَا كَانَا دَائِمًا يُحَاوِلَانِ حَدَّ وُجَبَاتِهَا خَشْيَةَ أَنْ تَجْلِبَ شَهِيَّتُهَا الزَّائِدَةُ لَهَا المَرَضَ.

• قصة مثَل: جَوِّعْ كَلْبَكَ يَتْبَعْكَ

"رُبَّمَا أَكَلَ الْكَلْبُ مُؤَدِّبَهُ إِذَا لَمْ يَنَلْ شَبَعَهُ"

فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ، حَيْثُ كَانَتِ الْمَمَالِكُ تُحْكَمُ بِقَبْضَةٍ مِنْ حَدِيدٍ، عُرِفَ أَحَدُ مُلُوكِ حِمْيَرَ بِقَسْوَتِهِ الشَّدِيدَةِ وَظُلْمِهِ الْبَالِغِ لِرَعِيَّتِهِ. كَانَ هَذَا الْمَلِكُ يَرَى فِي الْقُوَّةِ وَالْجُوعِ سَبِيلًا لِإِخْضَاعِ النَّاسِ، وَكَانَ شِعَارُهُ الَّذِي يَتَرَدَّدُ عَلَى لِسَانِهِ: "جَوِّعْ كَلْبَكَ يَتْبَعْكَ".

• نوادر العرب: الرجل الحكيم بائِع السعادة

التسامح هو الفوز الحقيقي

في قديم الزمان، وفي مدينة يكتنفها الحزن وتغشى وجوه أهلها غمامة الكآبة، حيث تسود الآهات وتنطق الشكوى، بدا وكأن الحياة نفسها تخبئ الفرح عنهم. تَأَمَّلَ الحكيم سليمان حالهم بحزن وقال: "ربما يبحثون عن السعادة وهي قريبة، وربما يسعون وراء النور وهو حاضر بينهم". وبعد تفكير عميق، اتخذ قرارًا غير اعتيادي: أن يفتتح دكانًا يعرض فيه السعادة للبيع!

• قصة وحكمة: التاجرُ والحمارُ

الحيلة لا تفيد

كان يا ما كان، في سالفِ الزمانِ، تاجرٌ حاذقٌ ذو بصيرةٍ وحنانٍ، يتخذ له حمارًا أمينًا، قويًّا ومعينًا، يُشاركه الكدَّ والتعبَ، في حَمْلِ الأثقالِ وقهرِ الصعابِ. كان هذا الحمارُ يتفانى في خدمتِهِ، حاملًا على ظهرِهِ أكياسَ الملحِ الثقيلَةِ من المدينةِ إلى دارِ التاجرِ في طاعةٍ وسكينةٍ، ورِضا بما قسَمَ اللهُ له من دورٍ.

• قصة وحكمة: البَلُّوطُ واليَقْطِينَةُ

لكلِّ شيءٍ موضعُه

في قَرْيَةٍ سَكَنَتْ أَحْضَانَ الرِّيفِ، كَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ بَسِيطُ الرُّوحِ عَمِيقُ التَّأَمُّلِ، يَتَجَوَّلُ في بَسَاتِينِ الطَّبِيعَةِ مُتَأَمِّلًا أَسْرَارَ الكَوْنِ وأَحَاجِيَّهِ.

• قصة للأطفال: الخنازير الثلاثة الصغار

التخطيط والحكمة قوة

في يومٍ من الأيام، كانت هناك خنزيرةٌ عجوزٌ تعيش مع ثلاثةِ خنازيرَ صغيرة. وفي أحد الأيام، قالت لهم: "يا أبنائي، لقد حان الوقت لتخرجوا إلى العالم وتبحثوا عن أرزاقكم."

ودّع الخنازيرُ الصِّغارُ أمهم، وانطلقوا ليكسبوا قوتهم.

• قصة وحكمة: العنزةُ والحمارُ

الطَّمَعُ مُهلِكٌ لِصاحِبِهِ

في أرضٍ بعيدةٍ، وتحتَ سماءٍ عاليةٍ، عاشَ رجلٌ يمتلكُ حمارًا صبورًا وعنزةً متطلعةً طامعةً. كانَ الحمارُ يعملُ ليلَهُ ونهارَهُ، متحملًا الأثقالَ ومتعبّدًا في خدمةِ مولاهُ، فيطحنُ الحبوبَ وينقلُ الأحمالَ، حتى أرهقهُ العناءُ وهدّ قواهُ التعبُ.

• قصة للأطفال: الخَيّاط والفأر

صَداقة ومُشارَكة

في قديمِ الزمانِ وسالفِ العصرِ والأوانِ، كان هناك فأرٌ صغيرٌ يقطنُ في منزلِ خيّاطٍ شهيرٍ بمهارتهِ وصنائعهِ، معروفٍ بحياكتِهِ الملابسَ الفاخرةَ وذائعِ الصيتِ بلمساتهِ البديعةِ. اعتادَ ذلكَ الفأرُ المسكينُ أن يتسلّلَ إلى ورشةِ الخياطِ معَ الليلِ البهيمِ، يبحثُ هنا وهناكَ عن فتاتِ الطعامِ وقطعِ القماشِ الصغيراتِ، يبتغي بها دفءَ مَسْكِنهِ وراحةَ بيتهِ.

• قصة للأطفال: صديقي الأسد

صَداقَة

اندفع (سعيد) ذو السنوات الخمس من ورشة (أبو حديد) ميكانيكي السيارات وهو يصرخ ويصيح:

- انقذوني... انقذوني.

• قصة وعبرة: زوجة الخبّاز

وَهْمُ الثراء وثَمنُ النَّدم

في قريةٍ صغيرةٍ، تُعْرَفُ بطيبةِ أهلِها وأصالةِ قلوبِهم، عاشَ رجلٌ يُدعى كريم. كانَ رجلًا بسيطًا في مظهرِه، عميقًا في طيبتهِ، وكأنَّ قلبَه خُبْزٌ أُعِدَّ ليُطْعِمَ كلَّ جائعٍ ويُشْبِعَ كلَّ عابرِ سبيلٍ. اختارَ كريمٌ أنْ يكونَ خَبَّازًا، يَصْنعُ بيديهِ الخبزَ الطازَجَ لأهلِ قريتِه، مُعْتَبِرًا أنَّ هذهِ الحِرْفَةَ رسالةٌ، وأنَّ في طراوَةِ الخبزِ الذي يُعِدُّهُ للناسِ دلالاتٍ لا يُدْرِكُها إلا مَن باعَ دنياهُ بثمنٍ زهيدٍ.

• قصة وعبرة:الرجلُ العجوزُ وحفيدُهُ

القُدوة

في سالفِ العصرِ والأوانِ، وفي بلادٍ نَسَجَتْ من خيوطِ الزمانِ حكاياتٍ وأسراراً، كان هناك شيخٌ طاعنٌ في السّنِ، قارَبَتْ عيناهُ على الانطفاءِ، وخَفَّ سمعُهُ حتى لم يَعُدْ يُدركُ من الهمسِ شيئًا، وكانت يداهُ ترتعشانِ كأوراقِ الخريفِ في مهبِّ الريحِ، فما من لقمةٍ يرفعُها إلا وسقطَ بعضُها على مائدةِ الزمانِ، وما من حساءِ يَشربُهُ إلا تساقطتْ قطراتُهُ على المفرشِ كالدموعِ في كؤوسِ الحزنِ.

• قصة وعبرة: الصديقُ الوفيّ، حكايةُ الوفاء والعطاء

الوفاء يظهر وقت الشدة.

في قديمِ الزمانِ، كانَ هناكَ تاجِرُ ياقوتٍ وأحجارٍ كريمةٍ، اشتَهَرَ بثَروتِهِ الكبيرةِ وحبِّهِ لتِجارَتِهِ، وكانَ لهُ ابنٌ لطيفٌ وطيِّبُ القلبِ يعملُ أيضًا في التِّجارةِ، لكن بطرقٍ مُختلِفةٍ عنْ أبيهِ. فقد كانَ الابنُ يَملِكُ مَشاريعَ كثيرةً وأموالًا طائلةً، ورغمَ كلِّ هذا الغِنى، بَقِيَ مُتَواضِعًا وكريمًا. كانَ يُساعِدُ الفُقراءَ ويهتمُّ بأصدِقائِهِ ويُحبُّهُم بصِدقٍ، وكانوا هُم أيضًا يُحبُّونه ويُحترمونه لما كان يَتحلَّى به من صِفاتٍ طَيِّبةٍ.

• قصة للأطفال: الصديق وقت الضِّيق

الصديقُ الحقيقيّ يَظهر في وقت الشِّدة.

في قريةٍ صغيرةٍ، كان يعيشُ فتىً طيِّبُ القلبِ اسمُهُ مروان مع والدتِهِ في بيتٍ بسيطٍ. كانتْ حياتُهما هادئةً، ورغمَ قِلَّةِ ما يملكانِ منَ المالِ، كانا سعيدَيْنِ معاً. كانتْ والدةُ مروان تعملُ بجدٍّ في صناعةِ المنسوجاتِ في المنزلِ وتبيعُها للنّاسِ، وكان مروان يُساعدُها بعدَ انتهاءِ يومِهِ المدرسيِّ.

• قصة للأطفال: الصَّديقُ الوفيّ

الصديق الحقيقي يُعرف بالوفاء

في يومٍ من الأيّامِ، كان هناكَ ولدٌ اسمُهُ أشرف. أشرف كانَ فتًى مرحًا ومحبوبًا في مدرستِهِ، وكان يفتخرُ دائمًا بكثرةِ أصدقائِهِ. كان يقولُ في نفسِهِ: "كم أنا محظوظٌ! لديَّ الكثيرُ من الأصدقاءِ!". وبينما كان أشرف يعيشُ في سعادةٍ بسببِ كثرةِ أصدقائِهِ، كان هناكَ زميلُهُ في الصفِّ، أحمد، الذي لم يكن لديهِ عددٌ كبيرٌ من الأصدقاءِ، لكنه كان يحبُّ أصدقاءَهُ القليلينَ بصدقٍ، ويهتمُّ بهِم ويقفُ إلى جانبِهِم دائمًا.

• قصة وحكمة: الإمبراطورِ اليابانيِّ جو شابين وضيفِهِ دايناجونَ

القوةُ الحقيقيَّةُ هي الترفُّعُ وضبطُ النفسِ.

في بلاطِ الإمبراطورِ اليابانيِّ جو شابينَ، كان وعاءُ الشاي الثمينُ محاطًا بهالةٍ من التقديرِ والإعجابِ، حتى جاءَ حدثٌ مفاجئٌ قلبَ الموازينَ، وأبرزَ دروسًا خفيةً حولَ المعاني الحقيقيَّةِ للقوةِ والتَّرفُّعِ.

قصة وحكمة: المرأة والأسد

الدَّوَاءُ السِّحري

في قديمِ الزمانِ، وفي أطرافِ بلدةٍ تُدعى غوجامَ، كانتْ هناكَ امرأةٌ يكتنفُها الحزنُ ويتملَّكها الهمُّ، فقدْ تبدَّلتْ محبَّةُ زوجِها نحوَها، وانقلبتْ مودَّتُهُ قسوةً وجفاءً، بعدَ أن كانتْ أيَّامُ زواجِهِما الأولى مليئةً بالودادِ والمودَّةِ.

• قصة وحكمة: الفأرةُ الحكيمةُ

حِكمةُ الاختيارِ وصِدقُ الهُويةِ

في زمنٍ بعيدٍ، إذ الطيورُ ترفرفُ في الأجواءِ والنسماتُ تلثمُ الحقولَ والوديانَ، كان هناك طائرٌ يحملُ في منقارهِ فأرًا صغيرًا، انزلقَ منهُ دونَ قصدٍ، وهبطَ في يدِ رجلٍ حكيمٍ، عُرفَ بالتقوى وحُسنِ السريرةِ. ما إن رأى الرجلُ الفأرَ الصغيرَ يتلوى من الخوفِ والضعفِ، حتى حنَّ قلبُه وأخذتْه شفقةُ الأبرارِ، فابتسمَ، وأشفقَ عليه كأنه ينظرُ إلى كائنٍ بائسٍ أرهقتْه الحياةُ. رفعَ عصاهُ السحريةَ، وبضربةٍ من ضرباتِها التي لا تخطئُ، حوَّل الفأرَ إلى فتاةٍ فاتنةِ الجمالِ، بهيةِ الطلعةِ.