الثقة العمياء تهدم الذات
في أعماقِ الغابةِ الوارفةِ، حيثُ تسكنُ الأشجارُ معاً في سلامٍ يُشبهُ نسيمَ الصباحِ الهادئِ، ظهرَ رجلٌ غريبٌ يحملُ بينَ طيّاتِ صوتِه رجاءً مُغلّفًا بالخداعِ. اقتربَ منَ الأشجارِ بعينينِ تُخفِيانِ خنجرَ الغدرِ تحتَ غطاءٍ منَ الوَدَاعةِ. خاطبَهُنَّ قائلاً: "يا أشجارَ الغابةِ العظيمةِ، أعينوني بفَرعٍ صغيرٍ لصُنعِ مقبضٍ لفأسي. لا أريدُ سوى إزالةِ شجرةٍ واحدةٍ تُعيقُ طريقي، ولن أنالَ منكنَّ بأذى."
تبادلتِ
الأشجارُ النظراتِ، مُرتابةً ومُتردّدةً، لكنها أمامَ إلحاحِه وثقتِهِ المزعومةِ
رضختْ، وقالتْ: "نهبُكَ غصنًا يانعًا من شجرة صغيرة، فاقنَعْ به ولا تطلُبِ
المزيدَ". كانَ في كلماتِهنَّ نبرةٌ منَ التحذيرِ، لكنَّ الرجلَ أخفى
ابتسامةَ الظَّفرِ وراءَ قناعِ الامتنانِ.
صنعَ
الرجلُ مقبضًا لفأْسِهِ، لكنه لم يقفْ عندَ حاجتِهِ المزعومةِ. رفعَ الفأسَ
عاليًا، وضربَ جذوعَ الأشجارِ بضرباتٍ لا ترحمُ. تساقطَتِ الأشجارُ واحدةً تلوَ
الأُخرى، وعلا صوتُ الآهاتِ في أرجاءِ الغابةِ. أدركتِ الأشجارُ حينَها أنَّها
كانتْ أداةً في يدِ خائنٍ، ومنحتِ الثقةَ لمنْ لا يستحقُّها.
صرختْ
إحدى الشجيراتِ الباقيةِ بصوتٍ مخنوقٍ: "يا للأسفِ! كنا نحنُ من زوّدَهُ
بسلاحِ فنائِنا،
حينَ صدّقنا الوعدَ الكاذبَ وغضضنا الطرْفَ عنْ نواياهُ."
وهكذا، باتتِ الغابةُ شاهدةً على درسٍ عظيمٍ نُقشَ على جذوعِ الأشجارِ الباقيةِ: الثقةُ التي تُمنحُ بلا بصيرةٍ، قدْ تصيرُ سهمًا يُطلقُ إلى القلبِ، وحينَها، لا ندمَ ينفعُ ولا الزمانَ يعودُ.
قصة للأطفال: الثعبان والنمر والقرد
قصة وحكمة: حصان الحرب والطحان الحكيم
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق