جَزاءُ الْخِيانَةِ
يُحْكَى
أَنَّ ابْنَ آوى - وَهُوَ حَيَوَانٌ صَغِيرٌ وَلَكِنَّهُ مُزْعِجٌ - قَالَ
لِلْفِيلِ:
يَا
سَيِّدَ الغَابَةِ، إِنَّ عَلَى الضِّفَّةِ الأُخْرَى مِنَ النَّهْرِ حَفْلًا
رَائِعًا مَلِيئًا بِكُلِّ أَصْنَافِ الخَضْرَوَاتِ الطَّازَجَةِ، مَاا رَأْيُكَ
إِذَا عَبَرْنَا النَّهْرَ وَتَنَاوَلْنَا العَشَاءَ هُنَاكَ اللَّيْلَةَ؟
وَفَكَّرَ الفِيلُ قَلِيلًا ثُمَّ قَالَ: إِنَّهَا فِكْرَةٌ جَيِّدَةٌ.
وَعِنْدَمَا
أَصْبَحَ القَمَرُ فِي مُنْتَصَفِ السَّمَاءِ، جَاءَ ابْنُ آوى لِلْفِيلِ وَقَالَ
لَهُ: هَيَّا بِنَا نَذْهَبُ.
وَعِنْدَ
النَّهْرِ، لَمْ يَكُنْ ابْنُ آوى يَعْرِفُ السِّبَاحَةَ، لِذَلِكَ صَعِدَ إِلَى
ظَهْرِ الفِيلِ الَّذِي عَبَّرَ بِهِ النَّهْرَ فِي أَمَانٍ تَامٍ، وَهُنَاكَ
كَانَتِ القَرْيَةُ كُلُّهَا نَائِمَةً وَلَكِنَّ الحُقُولَ كَانَتْ مُمتَدَّةً
تَحْتَ ضَوْءِ القَمَرِ مَلِيئَةً بِالخَضْرَوَاتِ الرَّائِعَةِ، وَبَدَأَ ابْنُ
آوى يَأْكُلُ فِي سُرْعَةٍ وَنَهَمٍ، وَكُلَّمَا هَمَّ الفِيلُ بِتَنَاوُلِ أَيِّ
نَوْعٍ مِنَ الطَّعَامِ، أَسْرَعَ ابْنُ آوى الَّذِي كَانَ صَغِيرًا وَأَخَفَّ
حَرَكَةً مِنَ الفِيلِ بِالْتِهَامِهِ مِنْ أَمَامِهِ، وَبَعْدَ قَلِيلٍ لَمْ
يَبْقَ أَمَامَهُ إِلَّا البَقَايَا، وَرَغْمَ ذَلِكَ كَظَمَ الفِيلُ غَيْظَهُ
وَحَاوَلَ أَنْ يَجِدَ مَا يَسُدُّ بِهِ جُوعَهُ، وَلَكِنْ فُوجِئَ بِابْنِ آوى
وَهُوَ يَنَامُ عَلَى ظَهْرِهِ وَيَبْدَأُ فِي إِصْدَارِ العَدِيدِ مِنَ
الأَصْوَاتِ العَالِيَةِ وَالمُزْعِجَةِ، وَعَبَثًا حَاوَلَ الفِيلُ إِسْكَاتَهُ
حَتَّى يَتَنَاوَلَ وَجْبَتَهُ فِي هُدُوءٍ، وَلَكِنْ دُونَ فَائِدَةٍ.
اسْتَيْقَظَ
أَهْلُ القَرْيَةِ عَلَى الأَصْوَاتِ وَخَرَجُوا وَهُمْ يَحْمِلُونَ العِصِيَّ
وَالرِّمَاحَ وَالبَنَادِقَ، وَحِينَ سَمِعَ الفِيلُ جَلَبَتَهُمْ لَمْ يَجِدْ
بُدًّا مِنَ الفِرَارِ وَهُوَ مَازَالَ جَائِعًا، وَعِنْدَ النَّهْرِ رَكِبَ ابْنُ
آوى عَلَى ظَهْرِ الفِيلِ وَبَدَأَ الفِيلُ فِي السِّبَاحَةِ، وَفِي
مُنْتَصَفِ النَّهْرِ تَمَامًا تَوَقَّفَ
الفِيلُ وَسَأَلَهُ:
لِمَاذَا
أَصْدَرْتَ كُلَّ هَذِهِ الأَصْوَاتِ المُزْعِجَةِ الَّتِي أَيْقَظَتِ الجَمِيعَ؟
قَالَ
ابْنُ آوى: هَذِهِ عَادَتِي دَائِمًا، أُحِبُّ أَنْ أُغَنِّيَ بَعْدَ أَنْ
أَتَنَاوَلَ العَشَاءَ.
وَفِي
الحَالِ أَخَذَ الفِيلُ يَتَحَرَّكُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً، وَأَحَسَّ ابْنُ آوى
أَنَّهُ يُوشِكُ عَلَى الإِنْزِلَاقِ مِنْ فَوْقِ ظَهْرِهِ فَهَتَفَ فِي فَزَعٍ:
مَاذَا
تَفْعَلُ؟
قَالَ
الفِيلُ: هَذِهِ عَادَتِي دَائِمًا أُحِبُّ أَنْ أَتَقَلَّبَ بَعْدَ العَشَاءِ.
وَتَرَكَهُ
فِي مُنْتَصَفِ النَّهْرِ.
قصة للأطفال: مولد النور: سيرة طفولة النبي محمد (ص)
قصة حب: قيس ولبنى: وفاء يتحدّى الأقدار
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق