السبت، 29 يونيو 2024

• قصة للأطفال: الغُراب الطَّيِّبُ والثَّعلَبُ الماكرُ

حيلةُ الثعلب ودرسٌ للغراب

فِي قَلْبِ غَابَةٍ سَاحِرَةٍ، كَانَتْ تَعِيشُ فِيهَا مَجْمُوعَةٌ مِنَ الغِرْبَانِ، مُنْتَشِرَةً عَلَى أَغْصَانِ وَفُرُوعِ الأَشْجَارِ العَالِيَةِ. وَسَطَ هَذِهِ الجَوْقَةِ مِنَ الطُّيُورِ، كَانَ هُنَاكَ غُرَابٌ مُمَيَّزٌ يَخْتَلِفُ عَنْ بَقِيَّةِ رِفَاقِهِ. كَانَ هَذَا الغُرَابُ مَعْرُوفًا بِكَرَمِهِ وَعَطْفِهِ، وَلَكِنْ كَانَ لَهُ عَيْبٌ وَاحِدٌ: صَوْتُهُ كَانَ قَبِيحًا. بِسَبَبِ هَذَا الصَّوْتِ المُزْعِجِ، شَعَرَ الغُرَابُ بِأَنَّهُ غَيْرُ مَرْغُوبٍ فِيهِ بَيْنَ بَاقِي الغِرْبَانِ، فَقَرَّرَ أَنْ يَعِيشَ فِي عُزْلَةٍ بَعِيدًا عَنْهُمْ، عَلَى شَجَرَةٍ مُرْتَفِعَةٍ فِي طَرَفِ الغَابَةِ.

فِي الجَانِبِ الآخَرِ مِنَ الغَابَةِ، كَانَ هُنَاكَ ثَعْلَبٌ مَشْهُورٌ بِذَكَائِهِ وَكَسَلِهِ. رَغْمَ كَسَلِهِ، كَانَ الثَّعْلَبُ يَعْرِفُ كَيْفَ يَسْتَغِلُّ الفُرَصَ لِيَحْصُلَ عَلَى الطَّعَامِ. وَفِي أَحَدِ الأَيَّامِ، بَيْنَمَا كَانَ الثَّعْلَبُ يَتَجَوَّلُ فِي الغَابَةِ بَحْثًا عَنْ وَجْبَةٍ يَسُدُّ بِهَا جُوعَهُ، لَمَحَتْ عَيْنَاهُ الغُرَابَ وَحِيدًا عَلَى شَجَرَتِهِ، مُمْسِكًا بِقِطْعَةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ الجُبْنِ فِي مِنْقَارِهِ.

بِلَمَعَانٍ فِي عَيْنَيْهِ وَخُطَّةٍ مَاكِرَةٍ فِي رَأْسِهِ، قَرَّرَ الثَّعْلَبُ أَنْ يَحْتَالَ عَلَى الغُرَابِ لِيَحْصُلَ عَلَى الجُبْنِ. اقْتَرَبَ بِحَذَرٍ وَقَالَ بِصَوْتٍ نَاعِمٍ: "يَا أَيُّهَا الغُرَابُ الجَمِيلُ، لَقَدْ سَمِعْتُ أَنَّكَ تَمْلِكُ صَوْتًا سَاحِرًا. كُلُّ حَيَوَانَاتِ الغَابَةِ تَتَحَدَّثُ عَنْ جَمَالِ غِنَائِكَ، هَلْ تَكَرَّمْتَ وَأَسْمَعْتَنِي مَقْطَعًا مِنْ أُغْنِيَتِكَ الجَمِيلَةِ؟"

ابْتَسَمَ الغُرَابُ فِي قَرَارَةِ نَفْسِهِ، فَقَدْ أَسْعَدَتْهُ كَلِمَاتُ الثَّعْلَبِ المُعَسَّلَةُ. كَيْفَ لَا يَسْعَدُ وَقَدْ قِيلَ لَهُ أَنَّ صَوْتَهُ جَمِيلٌ؟ بِرَغْبَةٍ فِي إِظْهَارِ مَهَارَاتِهِ، نَسِيَ الغُرَابُ تَمَامًا قِطْعَةَ الجُبْنِ وَبَدَأَ فِي تَحْضِيرِ نَفْسِهِ لِلغِنَاءِ. وَمَا أَنْ فَتَحَ مِنْقَارَهُ لِيُصْدِرَ أَوَّلَ نَغْمَةٍ، حَتَّى سَقَطَتْ قِطْعَةُ الجُبْنِ مِنْهُ وَتَلَقَّاهَا الثَّعْلَبُ فِي الهَوَاءِ بِمَهَارَةٍ وَلَاذَ بِالفِرَارِ سَرِيعًا.

عِنْدَمَا أَدْرَكَ الغُرَابُ مَا حَدَثَ، شَعَرَ بِحُزْنٍ شَدِيدٍ وَأَلَمٍ فِي قَلْبِهِ. أَدْرَكَ أَنَّ لُطْفَهُ وَثِقَتَهُ السَّرِيعَةَ فِي الآخَرِينَ قَدْ جَعَلَاهُ يَفْقِدُ الجُبْنَ، وَتَعَلَّمَ دَرْسًا قَيِّمًا: أَنَّ الحَذَرَ وَالذَّكَاءَ لَا يَقِلَّانِ أَهَمِّيَّةً عَنْ اللُّطْفِ وَالكَرَمِ فِي هَذَا العَالَمِ المَلِيءِ بِالمَكْرِ وَالخِدَاعِ.

 إقرأ أيضاً:

قصة للأطفال: الفيل وابن آوى

قصة مُخَيِّبة: الخراساني والمقلى

نوادر العرب: الأعرابي والمرزوي

قصة للأطفال: البيت المسحور

قصة للأطفال: البطة الصغيرة الحزينة

للمزيد            

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً 

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق