الأربعاء، 12 يونيو 2024

• قصة للأطفال: الأسدُ والفأرُ

النَّجْدَةُ قَدْ تَأْتِي مِنْ أَمَاكِنَ غَيْرِ مُتَوَقَّعَةٍ

فِي إِحْدَى الغَابَاتِ الكَثِيفَةِ، كَانَ هُنَاكَ أَسَدٌ قَوِيٌّ يَغُطُّ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ، وَرَأْسُهُ الضَّخْمُ مُسْتَنِدٌ عَلَى كَفَّيْهِ الكَبِيرَتَيْنِ. وَبَيْنَمَا هُوَ مُسْتَغْرِقٌ فِي قَيْلُولَتِهِ، مَرَّ فَأْرٌ صَغِيرٌ خَجُولٌ عَلَى وَجْهِهِ دُونَ قَصْدٍ، وَسُرْعَانَ مَا وَجَدَ الفَأْرُ نَفْسَهُ يَرْكُضُ مَذْعُورًا بَعْدَ أَنْ أَيْقَظَ الأَسَدَ مِنْ نَوْمِهِ.

اِسْتَفَاقَ الأَسَدُ بِغَضَبٍ، وَبِسُرْعَةٍ، قَبَضَ عَلَى الفَأْرِ بِمَخَالِبِهِ الضَّخْمَةِ. وَمِنْ رُعْبِ الفَأْرِ الصَّغِيرِ، بَدَأَتِ الدُّمُوعُ تَنْهَمِرُ مِنْ عَيْنَيْهِ، وَبَدَأَ يَتَوَسَّلُ قَائِلًا: "أَرْجُوكَ أَيُّهَا الأَسَدُ العَظِيمُ، أَتْرُكْنِي أَذْهَبْ! فَأَنَا مَخْلُوقٌ ضَعِيفٌ لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُؤْذِيَكَ. وَمَنْ يَدْرِي، رُبَّمَا فِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ أَتَمَكَّنُ مِنْ مُسَاعَدَتِكَ."

ضَحِكَ الأَسَدُ مِنْ قَوْلِ الفَأْرِ، فَقَدْ بَدَا لَهُ أَنَّ فِكْرَةَ مُسَاعَدَةِ الفَأْرِ لَهُ ضَرْبٌ مِنَ المُسْتَحِيلِ. وَلَكِنَّهُ، بِلُطْفٍ كَبِيرٍ، قَرَّرَ أَنْ يُطْلِقَ سَرَاحَهُ قَائِلًا: "اِذْهَبْ، يَا صَدِيقِي الصَّغِيرُ. لَنْ أَقْتُلَكَ، وَلَكِنَّنِي أَشُكُّ فِي أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ مُسَاعَدَتِي يَوْمًا مَا."

مَرَّتِ الأَيَّامُ، وَفِي إِحْدَى الجَوْلَاتِ الَّتِي كَانَ يَقُومُ بِهَا الأَسَدُ بَحْثًا عَنْ فَرِيسَتِهِ، وَقَعَ فِي شِبَاكٍ نَصَبَهَا لَهُ الصَّيَّادُونَ. حَاوَلَ الأَسَدُ بِكُلِّ قُوَّتِهِ أَنْ يَتَحَرَّرَ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ، وَبَدَأَ يَزْأَرُ بِشِدَّةٍ، مِمَّا مَلَأَ الغَابَةَ بِأَصْوَاتِهِ الغَاضِبَةِ.

سَمِعَ الفَأْرُ الصَّغِيرُ زَئِيرَ الأَسَدِ، وَعَرَفَ فَوْرًا أَنَّهُ فِي مُشْكِلَةٍ. أَسْرَعَ الفَأْرُ نَحْوَ مَصْدَرِ الصَّوْتِ حَتَّى وَجَدَ الأَسَدَ مَحْبُوسًا فِي الشِّبَاكِ. دُونَ تَرَدُّدٍ، بَدَأَ الفَأْرُ يَقْضِمُ الحِبَالَ بِأَسْنَانِهِ الصَّغِيرَةِ، قَاضِمًا إِيَّاهَا بِجِدٍّ وَاجْتِهَادٍ، حَتَّى اِسْتَطَاعَ أَخِيرًا أَنْ يَقْطَعَ الحِبَالَ وَيُحَرِّرَ الأَسَدَ.

قَالَ الفَأْرُ وَهُوَ يَبْتَسِمُ: "لَقَدْ ضَحِكْتَ عِنْدَمَا قُلْتُ لَكَ إِنَّنِي سَأَرُدُّ لَكَ الجَمِيلَ. وَلَكِنَّكَ تَرَى الآنَ، يَا صَدِيقِي الأَسَدُ، أَنَّهُ حَتَّى الفَأْرُ الصَّغِيرُ يُمْكِنُهُ أَنْ يُقَدِّمَ مُسَاعَدَةً عَظِيمَةً."

وَمُنْذُ ذَلِكَ اليَوْمِ، أَصْبَحَتِ الغَابَةُ تَعْرِفُ أَنَّ الصَّدَاقَةَ وَالمُسَاعَدَةَ قَدْ تَأْتِيَانِ مِنْ أَمَاكِنَ غَيْرِ مُتَوَقَّعَةٍ، وَأَنَّ القُوَّةَ لَا تُقَاسُ بِحَجْمِ الجَسَدِ، بَلْ بِعَزِيمَةِ الرُّوحِ.

إقرأ أيضاً:

قصة للأطفال: الإسكافي والقزمان

قصة للأطفال: قطار الزعيم

قصة للأطفال: الثعلب والعنب

قصة وحكمة: كولومبوس وُلِدَ لِيُتَوَّج مَلِكاً

قصة للأطفال: سامر يحتفظ بأسرار عائلته

للمزيد             

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق