الثلاثاء، 18 يونيو 2024

• قصة للأطفال: حكاية الجَدّ: أسرار الكون والإنسان

"حوار بين الأجيال: رحلة في تاريخ الكون والإنسان"

في أحد الأيام، سأل خالد جده، وقد طالت التجاعيد وجهه: "يا جدي، كم عمرك؟" أجاب الجد مبتسمًا: "يا ولدي، لقد مرّ عليَّ الكثير من السنين، عمر طويل." استفسر خالد بفضول: "هل عاصرت بداية الكون؟ أيهما أكبر، عمرك أم عمر الأرض؟"

ضحك الجد قائلاً: "يا خالد، سؤالك بسيط ولكنه يحمل معنى عميقًا. أنا لم أعش سوى سبعين عامًا، بينما عمر الأرض يُقدر بحوالي خمسة مليارات سنة، كما يعتقد العلماء. فعمري بالنسبة لعمر الأرض كحبة رمل في صحراء شاسعة."

بدت خيبة الأمل على وجه خالد وقال: "كنت أتمنى أنك قد رأيت بداية العالم وتستطيع أن تخبرني بما حدث."

أجابه الجد بحكمة: "لم يشهد أحد بداية الكون، لكن العلماء وضعوا نظريات متعددة. من أشهرهم عالم فرنسي من القرن الثامن عشر يُدعى إيمانويل كانت. قال إن الكون بدأ بسحابة ضخمة من الغاز تعرف بالسديم، كانت تدور بسرعة وتنجذب ذراتها بفعل الجاذبية. مع تصادم هذه الذرات، تولدت الحرارة والضوء، فظهرت الشمس أولاً، ثم تكونت الكواكب من الكتل الصغيرة التي تطايرت بعيدًا عن السديم. هذه النظرية، المعروفة بنظرية السديم، تُعد الأساس لتفسير نشأة النظام الشمسي."

ابتسم خالد متسائلاً: "ولكن هل أثبت العلماء هذه النظرية؟"

رد الجد: "بالتأكيد، يا بني. في الحقيقة، لقد تم تسجيل أصوات الكون الأولى من لحظة التكوين بفضل التكنولوجيا الحديثة. وفي عام 1922، قدم عالم الفلك الأمريكي إدوين هابل دليلًا على توسع الكون، حيث أوضح أن المجرات تبتعد عن بعضها. هذه الملاحظة ساعدتنا في تقدير عمر الكون، وقد أطلق الأمريكيون على مرصدهم الشهير اسم هابل تكريمًا له."

لم يكتفِ خالد بما سمع، فقال محتجًا: "أنت دائمًا تتحدث عن الفضاء، هل للأرض شيءٌ من ذلك أيضًا؟"

أجاب الجد: "نعم، يا بني. الأرض أيضاً تحتفظ بالكثير من الأسرار. الأشجار والصخور بل وحتى جثث الحيوانات المدفونة في الرمل أو الجليد، كلها تتحدث. الشاعر الفرنسي فيكتور هوغو قال: (في كل شجرة مقطوعة، يمكننا أن نحسب عدد السنين التي عاشتها عبر عصارتها). فعندما ننظر إلى جذع شجرة مقطوعة، نرى حلقات عمرية تدل على مراحل حياتها. كل حلقة تسجل فصولًا من الزمن، وتخبرنا عن ظروف الطقس خلال فترات نمو الشجرة. الأرض أيضًا هي سجل زمني لملايين السنين."

سأل خالد بشغف: "وكيف يمكن للصخور أن تتحدث، يا جدي؟"

قال الجد: "علماء الجيولوجيا هم من يقرأون صخور الأرض. بدراسة الطبقات الرسوبية والبقايا الأحفورية في الصخور، يمكنهم تحديد عمرها والحقبة الزمنية التي نشأت فيها. باستخدام عنصر الكربون المشع، الكربون 14، يستطيع العلماء قياس فترة انحلاله وتحديد أعمار الحفريات القديمة بدقة."

تابع خالد حديثه قائلاً: "سمعت أن الأرض كانت تسكنها الديناصورات العملاقة. كيف استطاع الإنسان، رغم صغره، أن يسيطر على الأرض بعدهم؟"

أجاب الجد بتفصيل: "الإنسان جاء متأخرًا إلى الأرض، قبل حوالي 3 ملايين سنة فقط. لكن ما ميزه عن الحيوانات الأخرى هو استخدامه للأدوات. لم يكن يعتمد على جسمه فقط، بل صنع أدوات واستعملها، كما تطور ذكاؤه ليجعله يحتفظ بها ويحسنها مع مرور الوقت. على عكس الحيوانات التي تخاف من النار، تعلم الإنسان كيف يشعلها ويستخدمها للدفء والطهي والإضاءة، وهذا ساعده على التقدم والهيمنة. كما أن الإنسان هو أول من اتخذ مكانًا ثابتًا للعيش والدفاع عنه. ومع مرور الوقت، تطور الإنسان ليصل إلى ما هو عليه الآن، ولن يتوقف عن السعي نحو التقدم."

بهذا، تَأَمَّلَ خالد قائلاً: "حقًا يا جدي، إن قصة الإنسان مثيرة، ونحن نستمر في التعلم والتطور".

بتصرّف عن محمد سيف

 إقرأ أيضاً:

قصة مُخَيِّبَة: فَصاحة بعد فوات الأوان

نوادر العرب: الغراب المُتَّهم

قصة للأطفال: الأشجار تنتصر على الأشرار

قصة للأطفال: مزحة بريئة تغمر القلوب بالسعادة

نوادر العرب: مغامرات أبو القاسم: حذاء البؤس والوفاء

للمزيد             

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق