الجمعة، 28 فبراير 2025

• قصة وحكمة: الكلابُ المذنبةُ

العدل أساس الحكم الرشيد

في زمنٍ بعيدٍ، كان هناك ملكٌ عظيمٌ يسير في موكبهِ المهيبِ، راكبًا عربتَهُ الفاخرةَ التي تجرُّها ستةُ خيولٍ بيضاءَ، لامعةٌ كضوءِ القمرِ. ومع غروبِ الشمسِ، عادت الخيولُ إلى إسطبلاتِها، بينما تُركت العربةُ في فناءِ القصرِ، أحزمتُها الجلديةُ المتينةُ تتلألأ تحت نورِ المصابيحِ.





الخميس، 27 فبراير 2025

• قصة وحكمة: إل دورادو حلمٌ ذهبيٌّ أضاعَ إمبراطوريةً

الجشعُ يُهلكُ الأممَ والأفرادَ

على مرِّ العصورِ، لم يكن هناك ما يُغري الإنسانَ أكثرَ من بريقِ الذهبِ، فتاريخُ البشريةِ حافلٌ بأساطيرِ المدنِ المفقودةِ والكنوزِ المخبوءةِ التي تأسرُ العقولَ وتسلبُ الألبابَ. لكن حين يتحوَّلُ الطمعُ إلى هوسٍ، ويتحوَّلُ الحلمُ إلى لعنةٍ، لا بد أن تنتهيَ القصةُ بمأساةٍ. هذه قصةُ الإسبانِ الذين سعوا وراءَ سرابِ الذهبِ، فسقطوا في وحلِ الجشعِ، ولم يستيقظوا إلا بعدَ فواتِ الأوانِ.





الأربعاء، 26 فبراير 2025

• قصة أسطورة: نرسيسُ وظلُّه الهالِكُ

الغُرورُ يُهلِكُ صاحِبَهُ

في قديمِ الزمانِ، حيثُ كانتِ الأساطيرُ تحيا في أروقةِ الأرضِ وتُحاكُ في نسيجِ السماءِ، نشأتْ قصةُ نرسيسَ، الفتى الذي عشقَ انعكاسَ صورتِه حتى هلكَ في غرامِ ذاتِه. هي قصةٌ تحكي عن الجمالِ حينَ يُصبحُ لعنةً، وعن العشقِ حينَ يتحوَّلُ إلى سرابٍ، وعن الماءِ الذي لم يعدْ مرآةً للحياةِ، بل شاهدًا على المأساةِ.





الثلاثاء، 25 فبراير 2025

• قصة سياسية: الإسكندرُ وقيصرُ ونابليونُ

حينَ تتحسَّرُ العظمةُ على ما فاتَها

في ساحةِ موسكو الشاهقةِ، وتحتَ سماءٍ أرهقَتْها أصداءُ التاريخِ، اجتمعَ ثلاثةٌ من أعظمِ قادةِ الحروبِ عبرَ العصورِ، كأنَّ الزمنَ قد طوَى صفحاتِه ليُعيدَ رسمَ ملامحِ مجدٍ غابرٍ. هناكَ، حيثُ تُقامُ العروضُ العسكريةُ احتفالًا بذكرى الثورةِ البلشفيةِ، وقفَ الإسكندرُ المقدونيُّ، ويوليوسُ قيصرُ، ونابليونُ بونابرتُ، يرقبونَ الموكبَ الجبّارَ ينسابُ أمامَهم كالنهرِ المتدفّقِ بالعظمةِ والقوّةِ.





الاثنين، 24 فبراير 2025

قصة للأطفال: هدية لا تُقدَّر بثمن

الحب الصادق أغلى ثمنًا

في أحدِ الأيّامِ، كانت هناكَ طفلةٌ صغيرةٌ تتجوَّلُ بينَ أروقةِ السّوقِ، تبحثُ بعينيها البريئتينِ عن شيءٍ مميّزٍ. وبينما كانت تتأمَّلُ واجهاتِ المحلّاتِ، لفتَ انتباهَها بريقُ قلادةٍ جميلةٍ معروضةٍ في نافذةِ متجرٍ للمجوهراتِ. شعرتْ بسعادةٍ غامرةٍ، ودونَ تردُّدٍ، دخلتِ المحلَّ بخطواتٍ حماسيّةٍ.





الأحد، 23 فبراير 2025

• قصة وحكمة: الإسكندر الأكبر يحاصر مدينة صور

 

الكبرياء المفرط يؤدي للهلاك

حينَ يتصارعُ الكبرياءُ معَ العظمةِ، وتلتهبُ نارُ العنادِ في مواجهةِ طوفانِ القوةِ، يولدُ الصراعُ الذي يخلّدهُ التاريخُ. مدينةُ صورَ، درةُ فينيقيا، وقفتْ شامخةً أمامَ زحفِ الإسكندرِ الأكبرِ، تحدّتْهُ بجبروتِها، وراهنَ قادتُها على قدرتِهم على الصمودِ، فكانَ الرهانُ عظيماً والمصيرُ دامياً.





• قصة وحكمة: حيلةُ القائد صنّ بن وسذاجةُ خصمه

الغرورُ مهلكةٌ، والحكمةُ منجاةٌ

في سالفِ العصورِ، حينَ كانتِ الممالكُ تتنازعُ الحكمَ، والجيوشُ تتصادمُ في معتركِ السيوفِ والرماحِ، وتلكَ هي سنّةُ الممالكِ والدولِ، كان هناكَ قائدٌ فذٌّ، يُقالُ له صنُّ بنُ، تلميذٌ مخلصٌ لصنِّ تزو الحكيمِ، قد رُزقَ دهاءَ العارفينَ وحنكةَ القادةِ المتمرّسينَ.





السبت، 22 فبراير 2025

• قصة أسطورة: بروكوست طاغية القياس وسرير الهلاك

الطغيان يُهلِك صاحبه حتمًا

في غابر الأزمان، حيث الأساطير تتشابك مع الحقيقة، وحيث تجوب الوحوش والجبابرة الأرض، عاش رجلٌ جبارٌ عظيم الجثة، فاحش الطغيان، يُدعى بروكوست، وكان له سريرٌ مشؤومٌ صنعه ليكون ميزان العدالة في عينيه، لكنه لم يكن سوى أداة بطشه وسيف انتقامه.





الخميس، 20 فبراير 2025

• قصة وحكمة: الفأرُ والفيلُ

الوهم لا يصنع الهيبة

كان في سالفِ العصرِ والأوانِ فأرٌ ضئيلُ البُنيةِ، عظيمُ الوَهمِ، يأنسُ في نفوسِ البشرِ خوفًا، ويرى في تقافزِهم عندَ رؤيتِه نصرًا ومهابةً، فظنَّ أنَّه جليلُ القدرِ، مهيبُ الذكرِ. وكان لا يسيرُ في دربٍ إلَّا تخيَّل أنَّه ملكٌ يُلقي الرعبَ في قلوبِ الخلقِ، ولا يظهرُ في بقعةٍ إلَّا ارتعدتْ لها الأوصالُ، وارتجفتْ منها الأبدانُ.





الثلاثاء، 18 فبراير 2025

• قصة وحكمة: حكمة الملك تساو تساو في ساعة الحسم

الحكمة في ضبط النفس

في خضمّ أتون الحروب التي عصفت بالممالك الصينية الثلاث في القرن الثالث الميلادي، كانت قرارات القادة تصنع الفرق بين النصر والهزيمة، بين المجد والدمار. في إحدى هذه المعارك المحتدمة، وقف الملك تساو تساو أمام اختبارٍ عسيرٍ لقدراته القيادية، اختبارٍ لم يكن لسيفه أو لجيوشه دخلٌ فيه، بل لعقله وحكمته.





الاثنين، 17 فبراير 2025

• قصة وحكمة: كيف أسقط هيلا سيلاسي آخر خصومه

حين يُحَرِّك الدهاءُ مياهَ التَّمَرُّد

في دهاليز التاريخ، تتجلى دروس الحكم والسياسة، حيث لا تُكتسب العروش بالقوة وحدها، بل بدهاء العقول ومهارة التخطيط. هذه قصة صراع إرادات بين قائد بارع في التلاعب بالأحداث، وطامح سقط في فخ الغضب والكبرياء. إنها حكاية هيلا سيلاسي وخصمه اللدود، راس جوجسا، في صراع لم يكن مجرد معركة على العرش، بل مواجهة بين التخطيط المحكم والانفعال المتهور.





السبت، 15 فبراير 2025

• قصة وحكمة: غَضَبُ نابليون وسُخرِيَة تاليران

الغضب يهدم الهيبة والسلطةTop of Form

في دهاليز التاريخ، حيث تتشابك المصائر وتتصادم الإرادات، لا تسير العظمة دومًا على خط مستقيم. فكما أن النصر يصنع الأبطال، فإن لحظات الضعف تكشف عن معادن الرجال. نابليون بونابرت، الإمبراطور الذي هزّ أوروبا بأسرها، لم يكن استثناءً من هذه القاعدة.





الجمعة، 14 فبراير 2025

• قصة وحكمة: المارانوس.. قناع الرياء في محاكم التفتيش

المظهر يخدع، والحقيقة تُخفى

في أواخر القرن الرابع عشر، انطلقت في إسبانيا حملة اضطهاد شعواء استهدفت اليهود، فشهدت البلاد مذابح دموية أزهقت أرواح الآلاف، فيما نُفي آلاف آخرون قسرًا خارج حدودها. أما من كُتب لهم البقاء، فقد أُجبروا على التخلي عن ديانتهم واعتناق المسيحية قسرًا. غير أنّ ذلك لم يكن نهاية المطاف، بل كان بداية لفصل جديد من الصراع الخفي.





الخميس، 13 فبراير 2025

• قصة وحكمة: رحلة البحث عن السعادة

القناعة سر السعادة والرضا

كان هناك رجل دؤوب، لا يملك من الدنيا إلا فأسه، ولا يتزود في الحياة إلا بعزيمته. كل يوم، مع بزوغ الفجر، يتوجه إلى الجبل المهيب، يضرب الصخر بصبر كأنه يُطَوِّع الحديد، فيستخرج منه قوت يومه، يبيعه في السوق ويعود راضيًا قانعًا، يرى في شظايا الحجارة كنزه، وفي عرق جبينه عزَّه.





الأربعاء، 12 فبراير 2025

• قصة أسطورة: الصوف الذهبي.. مغامرة جيسون والأرجوناوت

الشجاعة تصنع المجد 

في سالف العصور، يوم كانت الآلهة تسير بين الأنام، وحين كانت الأرض مسرحًا للأساطير والمعجزات، وُلد بطلٌ قُدِّر له أن يخلد اسمه في سفر المجد، إنه جيسون، الفارس المقدام، والعقل الراجح، الذي حمل في قلبه حلمًا أشبه بالمحال: الظفر بالصوف الذهبي، الكنز العجيب الذي تربع في مملكة كولشيس البعيدة، والمفتاح السحري لاستعادة شرف عائلته، والجلوس على عرشٍ كان حقًّا له.





• قصة وحكمة: كامبانيلا الفيلسوف الذي هزم محاكم التفتيش

البقاء للأذكى، لا للأقوى

في أواخر القرن السادس عشر، اجتاحت إيطاليا موجة من القمع الديني العنيف كرد فعل على الإصلاح البروتستانتي، حيث سعت الكنيسة الكاثوليكية لاستئصال أي فكر منحرف عبر محاكم التفتيش. كانت هذه المحاكم أداة بيد رجال الدين لاستئصال كل من تسول له نفسه التشكيك في التعاليم الكنسية. وبين ضحايا هذا القمع برز اسم الفيلسوف والراهب الدومينيكي توماسو كامبانيلا، الذي لاقى اضطهادًا يفوق ما تعرض له غيره، حتى من بينهم العالم الشهير جاليليو.





• قصة وحكمة: بوسانيوس.. الأمير الذي غلبته ثقافة الأعداء

من أنكر أصله، ضاع

في عام 487 ق.م، انطلقت حملة عسكرية من إسبرطة إلى بلاد فارس، يقودها الأمير الشاب بوسانيوس، في مهمة للانتقام من الغزاة واستعادة المدن والجزر التي استولى عليها الفرس. كانت المدن الإغريقية قد نجحت في صدّ هجوم فارسيّ هائل، وكان على بوسانيوس، بمساندة أسطول أثيني، أن يُكمل المهمة ويثأر للإغريق.





الثلاثاء، 11 فبراير 2025

• قصة أسطورة: سقوط إيكاروس.. حينما خانت الأجنحةُ صاحبَها

التوازنُ يحفظُ الحياةَ

في سالفِ العصرِ والأوانِ، وفي جزيرةِ كريتَ حيثُ ملكِها الجبارِ مينوسُ، عاشَ مهندسُ البديعِ وصانعُ العجائبِ دايدالوسُ، وابنُه الناشئُ إيكاروسُ. كان دايدالوسُ رجلًا ليس كغيرِه من الرجالِ، بل كان ذا عقلٍ وقّادٍ ويدٍ ماهرةٍ، فكانت إبداعاتهُ تسبقُ زمانَه، وتبهرُ من سمعَ عنها أو رآها.





الأحد، 9 فبراير 2025

• قصة وحكمة: الذئب والحصان

المكر يُفضَح، والصدق أنجى.

في غداةٍ رقَّ نسيمها، وشمسٍ أرسلت خيوطها لتُذهِب عن الأرض غشاوة الليل، وجد ذئبٌ نفسه في مزرعةٍ عامرة، يتخللها حقلٌ مترامي الأطراف، تكسوه سنابل الشوفان كأنها بساطٌ مذهبٌ بيد الفجر. فوقف الذئب عند أطرافه، يرمقه بعينٍ لا تألف الحصيد، ولا تجد في الحبِّ المزروع بديلاً عن اللحم المذبوح. فهزّ رأسه ومضى لا يلوي على شيء.





• قصة أسطورة: صخرة سيزيف.. عذابٌ لا ينتهي

المكرُ لا يُنجي من القدرِ

في سالفِ الزمانِ، وحين كانتِ الأيامُ تدورُ كرحى القدرِ، عاشَ ملكٌ ماكرٌ، أشدُّ دهاءً من الثعالبِ، وأمضى مكرًا من الأفاعي، إنه "سيزيفُ"، ابنُ "إيولوسَ"، إلهِ الرياحِ الهوجاءِ، وملكُ "سيلينا"، تلك الأرضِ التي شقّتْ أمواجَها السفنُ، وازدحمتْ أسواقُها بالتجارِ، ورفرفتْ فوقَها راياتُ الحيلةِ والخداعِ.





السبت، 8 فبراير 2025

• قصة للأطفال: فارس والكرة الأرضية

أنقذوا الكرة الأرضية

عاد «فارس» من مدرسته في ذلك اليوم، وهو يفكر كثيرًا فيما قاله معلّمه اليوم، فقد كان درس اليوم عن الكرة الأرضية، وقال المعلم: يجب أن ننقذ الكرة الأرضية، يجب على كلٍّ منا أن يقوم بدوره لإنقاذها، الهواء ملوث، والعالم يختنق، عوادم السيارات والمصانع، حرق الخشب والمحاصيل، كل ذلك، يجعل طبيعة الكرة الأرضية تتغير، لذا يا أطفال، أنتظر منكم غدًا، أن يقول لي كلٌّ منكم كيف يمكن أن ننقذ الكرة الأرضية، فكروا جيدًا حتى الغد.





قصة وحكمة: ديغول رمز النصر الفرنسي

السيادة تُنتزع ولا تُوهب

في أتون الحرب، حيث تُصنع الأقدار وتُختبر القيادات، يبرز العظماء في لحظات الحسم. وسط فوضى ما بعد الحرب العالمية الثانية، أدرك الجنرال شارل ديغول أن معركة التحرير لم تنتهِ بعد، بل بدأت معركة أخرى، معركة الكرامة والسيادة. لم يكن يريد لفرنسا أن تُحرر فحسب، بل أن تستعيد مجدها بيد أبنائها، لا كهبة من الحلفاء.





الجمعة، 7 فبراير 2025

قصة أسطورة: ميدوسا.. لعنة الجمال وحكم القدر


الغرور مفتاح اللعنة

في سالف العصر والأوان، حين كانت الآلهة تسكن الأوليمب، وحين كانت الأرض تحكمها الأقدار، وُلدت فتاة من نور وجمال، اسمها ميدوسا، فتنة الزمان، ومفخرة كل عين ترى. كانت حسناء تضاهي في بهائها إشراق القمر في الليالي البيض، وفي لمعان شعرها تنافس خيوط الشمس، وفي خضرة عينيها تغار أمواج بحر إيجه المتلاطم.





الخميس، 6 فبراير 2025

• قصة أسطورة: أراكني النسّاجة ولعنة أثينا

الغرور يهلك صاحبه دائمًا

في سالف العصر والأوان، في بلاد ليديا الخصبة حيث تعانق الجبال الغيوم وتهمس الأنهار بحكايا الزمان، وُلدت فتاة تدعى أراكني، ذات يد ماهرة وصنعة ساحرة. ورثت عن أبيها صباغة الصوف، لكنها جاوزت الأقران وتخطت المهرة، حتى باتت أناملها تنسج خيوطًا كأنها من نور القمر، وتطرّز صورًا كأنها حكايات السحر.





• قصة للأطفال: سندريللا والأمير

الطيبة والصبر يجلبان السعادة

في قديم الزمان، كانت هناك فتاة جميلة تدعى سندريلا تعيش مع والديها في سعادة وهناء. ولكن ذات يوم، أصيبت والدتها بمرض شديد، ولم يمضِ وقت طويل حتى توفيت، تاركة سندريلا وحيدة مع والدها الحزين.





الأربعاء، 5 فبراير 2025

• قصة وحكمة: الملك هنري الثاني وديان دي بواتييه

الحب والسلطة

في عام 1536، التقى هنري الثاني، ملك فرنسا المستقبلي، بديان دي بواتييه، المرأة التي ستصبح أولى عشيقاته وأكثرهن تأثيرًا في حياته. كانت ديان آنذاك في السابعة والثلاثين من عمرها، أرملة رجل مرموق كان كبير المشرفين على المضيفة الملكية في نورماندي، بينما لم يكن هنري سوى فتى في السابعة عشرة، مفعمًا بالنزق والطَّيْش.





الأحد، 2 فبراير 2025

• قصة وحكمة: صانعُ الحِبَالِ

الرزقُ بالبركةِ لا بالمال

في سالِفِ الأَزْمَانِ، وفي قَرْيَةٍ وَادِعَةٍ تَتَرَاقَصُ عَلَى ضِفَافِ النَّهْرِ، عَاشَ رَجُلٌ حِرْفَتُهُ شَرِيفَةٌ، وَمِهْنَتُهُ وَضِيعَةٌ فِي أَعْيُنِ النَّاسِ، لَكِنَّهُ كَانَ يَرَاهَا تَاجًا عَلَى رَأْسِهِ. كَانَ صَانِعًا لِلْحِبَالِ، يَنْسِجُ خُيُوطَ القُطْنِ الرَّقِيقَةَ، يَلُفُّهَا بِأَنَامِلِهِ الخَشِنَةِ، حَتَّى تَصِيرَ حِبَالًا مَتِينَةً تَقِي السُّفُنَ مِنَ الغَرَقِ، وَتَرْبِطَ الخُيُولَ فِي الإِسْطَبْلَاتِ، وَتَشُدَّ البُيُوتَ كَيْ لا تَنْهَارَ جُدْرَانُهَا. غَيْرَ أَنَّ جُهْدَهُ المُضْنِيَ لَمْ يَكُنْ يُدِرُّ عَلَيْهِ إِلَّا قُوتًا بِالكَادِ يَسُدُّ رَمَقَهُ وَرَمَقَ صِغَارِهِ.