ثياب الإمبراطور
كان يا ما كان، في قديم الزمان، إمبراطور مولع بالثياب الفاخرة والمزخرفة، لدرجة أن خزائنه كانت تعج بأكوام من السراويل والمعاطف والقمصان والعباءات الفاخرة والمزركشة والمقصبة. كان يغير ملابسه كل ساعة ليبدو دائمًا أنيقًا، كطاووس متباهٍ بأبهى حُلل.
ذاع صيته في الأرجاء
بسبب شغفه هذا، مما جذب انتباه اثنين من الخياطين الماكرين، اللذين ادّعيا بأنهما
صانعا أزياء من الطراز الرفيع، وأنهما قد ابتكرا نوعًا جديدًا من الملابس لم تراه
العين البشرية من قبل، وهي خاصة بالملوك فقط.
عندما استفسر الإمبراطور
عن طبيعة هذه الملابس الفريدة، أخبراه بأنها ليست فقط ساحرة وسحرية، بل إنها غير
مرئية للعين المجردة إلا إذا كان من يراها غبيًا أو كاذبًا يدعي الإخلاص في عمله.
هذا الكلام أثار حماس الإمبراطور ورغبته الشديدة في اقتناء تلك الملابس السحرية.
فأمر الرجلين بالانكباب على صناعة هذه الثياب الفريدة، وخصص لهما مشاغل القصر،
وأغدق عليهما بالأموال، خصوصًا وأنه كان يستعد لمناسبة عظيمة: ذكرى تنصيبه، حيث
كان سيستعرض ثيابه أمام الشعب في احتفال ضخم.
استقر الخياطان في ضيافة
الإمبراطور، يدعيان العمل ويذهبان ويجيئان وكأنهما منهمكان في حياكة الثياب
العجيبة، في حين أنهما لم يفعلا شيئًا في الواقع.
بعد أربعة أيام، دفع
الفضول الإمبراطور إلى إرسال وزيره الأول لاستطلاع الحقيقة. رحب الخياطان بالوزير
وأخذاه إلى النول وقالا له: "انظر إلى هذه المنسوجات البديعة، هذه الألوان
المبهرة والتصاميم الرائعة". لكن الوزير لم ير شيئًا، فكان النول فارغًا. غير
أنه صمت، خوفًا من أن يُتهم بالغباء أو بالكذب. وعاد إلى الإمبراطور مادحًا عمل
الخياطين.
لم يمضِ سوى يومين حتى
دفع الفضول الإمبراطور إلى إرسال وزيره الثاني. الوزير الآخر رأى أيضًا النول فارغًا،
لكنه لم يجرؤ على التصريح بذلك خشية أن يُعتبر غبيًا أو كاذبًا. فعاد أيضًا إلى
الإمبراطور مملقًا الثناء على الخياطين.
جاء يوم الاحتفال
العظيم، وذهب الإمبراطور بنفسه إلى مشغل الخياطة مصحوبًا بوزرائه ومستشاريه.
استقبله الخياطان بترحاب كبير، وأخبراه أن الملابس جاهزة على الطاولة. نظر
الإمبراطور إلى الطاولة فلم ير شيئًا. لكن، متذكرًا ما قاله الخياطان عن أن
الأغبياء والكاذبين فقط لا يرون هذه الثياب، امتدح الأعمال المذهلة التي أنجزاها.
أمر الخياطان الإمبراطور
بخلع ملابسه ليرتدي الثياب الجديدة، فأطاع الإمبراطور، وخرج مرتديًا لباسه الداخلي
فقط، معتقدًا أنه يرتدي أجمل الثياب.
انطلق موكب العرض أمام
الجماهير، والإمبراطور في مقدمة الجمع، يمشي عاريًا. الجميع كانوا مصدومين
ومندهشين، لكن لا أحد تجرأ على التفوه بكلمة، إذ سمعوا بحكاية الخياطين وخافوا أن
يُتهموا بالغباء.
حتى مرت العربة أمام
فتاة صغيرة صاحت: "الإمبراطور عارٍ!" عندها انطلقت الجماهير تهتف بجرأة
الفتاة: "الإمبراطور عارٍ!".
أدرك الإمبراطور حينها
أنه وقع ضحية خدعة كبرى، وأن رجاله وحاشيته كانوا جبناء. عاد بسرعة إلى قصره ليبدل
ثيابه، وأمر باعتقال الخياطين وزجهم في السجن المؤبد. كما أمر بمكافأة الفتاة
الصغيرة على شجاعتها وصدقها، مانحًا إياها وأسرتها الكثير من المال، وقال:
"الأطفال وحدهم يقولون الحقيقة، لأنهم أبرياء ولا يخافون".
قصة مُخَيِّبَة: فَصاحة بعد فوات الأوان
قصة للأطفال: الأشجار تنتصر على الأشرار
قصة للأطفال: مزحة بريئة تغمر القلوب بالسعادة
نوادر العرب: مغامرات أبو القاسم: حذاء البؤس والوفاء
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق