اللّذة في السعي
في غابِرِ الأَيَّامِ، بَيْنَمَا كانَتِ الشَّمْسُ تَسْتَعِدُّ لِلْغُرُوبِ في أُفُقِ الغَابَةِ، خَرَجَ صَيّادُ الطُّيُورِ مُحَمَّلًا بِمَا أَفَاءَ عَلَيْهِ يَوْمُهُ مِنْ طَرَائِدَ بَرِّيَّةٍ، يَسِيرُ بِخُطُواتٍ وئِيدَةٍ، ومَلامِحَ مُتْعَبَةٍ. وعلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى مِنَ النَّهْرِ، كانَ هُناكَ صَيّادٌ آخَرُ، صَيّادُ الأَسْمَاكِ، قد أَنْهَى يَوْمَهُ بِخَيْرٍ وَفِيرٍ، يَحْمِلُ سَلَّةً ثَقِيلَةً تَفِيضُ بِالأَسْمَاكِ الطَّازَجَةِ الَّتِي اصْطَادَهَا مِنْ أَعْمَاقِ المِيَاهِ العَذْبَةِ.