الأحد، 6 أكتوبر 2024

• قصة وحكمة: هنري الثامن وكاترين

حب ضائع وصراع مع الكنيسة

في عام 1527، اتخذ الملك هنري الثامن ملك إنجلترا قرارًا مصيريًا بالبحث عن طريقة للتخلص من زوجته كاترين أراجون، بعدما خيّبت آماله في إنجاب وريث ذكر للعرش، مما عرّض سلالته الملكية للخطر.

وقد استند هنري في مبرراته إلى نص من الكتاب المقدس يرى أن زواج الرجل من أرملة أخيه يُعتبر خرقًا للقانون الإلهي، يُعاقب بعدم إنجاب الأبناء. في السابق، كانت كاترين قد تزوجت شقيق هنري الأكبر، الأمير آرثر، الذي توفي بعد خمسة أشهر فقط من زواجهما، ليقوم هنري بالزواج من أرملته في وقت لاحق.

كاترين، ابنة الملكين الإسبانيين إيزابيلا وفرديناند، كان زواجها من هنري عاملًا محوريًا في توطيد التحالف بين إنجلترا وإسبانيا. حاولت إقناع هنري أن علاقتها بآرثر لم تتعدَ حدود الزواج الرسمي، ولم تُمسّ عذريتها قط. هذا الادعاء أيده البابا كليمنت السابع، الذي صادق على زواجها من هنري، مما جعل أي تلميح لسفاح المحارم أمرًا مرفوضًا. لكن بعد أن بلغت كاترين سن اليأس في عام 1520 دون أن تنجب ولدًا، رأى هنري أن ذلك تأكيد على بطلان زواجهما، وأن الله قد عاقبه بسبب ما اعتبره زواجًا محرمًا.

لكن لم يكن هذا السبب الوحيد وراء سعي هنري لإلغاء زواجه. فقد كان الملك واقعًا في غرام امرأة شابة تدعى آن بولين، وكان يطمح أن تنجب له وريثًا شرعيًا. لذلك، وجد أن السبيل لتحقيق حلمه هو إنهاء زواجه من كاترين، لكنه واجه رفضًا قاطعًا من البابا كليمنت لإلغاء الزواج.

في صيف عام 1527، انتشرت الشائعات بأن هنري قد يغامر بإلغاء زواجه دون موافقة الفاتيكان. وبالفعل، بدأ هنري تنفيذ خطته، فتوقف عن مشاركة كاترين الفراش معتبرًا إياها أختًا له، وأصر على مناداتها بـ"أميرة ويلز الأرملة"، وهو اللقب الذي كانت تحمله بعد وفاة شقيقه. وفي عام 1531، نفاها إلى قلعة نائية، متحديًا أوامر البابا الذي هدده بالحرمان الكنسي إذا لم يُعيدها إلى القصر الملكي.

لكن هنري لم يلتفت لهذه التهديدات، وبدلاً من ذلك، أعلن بطلان زواجه من كاترين وتزوج آن بولين في عام 1533. استشاط البابا غضبًا، لكنه لم يتمكن من ردع هنري، الذي قرر الاستقلال عن سلطة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، وأسس كنيسة إنجليزية خاصة، اعترفت بآن بولين ملكة شرعية.

حاول البابا بشتى الطرق كبح جماح هنري، لكن الأخير لم يُعره أي اهتمام، واستمرت مسيرته في تقويض سلطة البابوية. أما كاترين، فقد عانت من الإهمال والاحتقار، وحاولت التمسك بحقوقها دون جدوى. تدهورت حالتها النفسية والصحية بسبب عزلها عن الحياة الملكية وإهمال هنري لها، حتى فارقت الحياة في عام 1536، متأثرة بورم في القلب، لتنتهي بذلك مأساة ملكة سعت للحفاظ على زواجها، بينما اختار الملك المضي في طريق آخر، ممهّدًا لعهد جديد في تاريخ إنجلترا.

المصدر: THE 48 LAWS OF POWER, ROBERT GREEN

 إقرأ أيضاً:

قصة للأطفال: العصفور والفيل والثعلب

قصة وحكمة: بانشو فيللا: من بطل إلى كابوس لأميركا

قصة للأطفال: الحرف الضائع

قصة للأطفال: ليلى لا تأكل السمك

قصة وحكمة: السمكات الثلاث

للمزيد            

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً 

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق