قال
المأمونُ وكان في مجلسً من أصحابه: أسْمِعُوني ما قال دِعْبِلُ الخُزَاعِيُّ في حَقِّنَا! فأنشدوه هذين البيتين:
إني
من القوم الذين ســيوفهــم قـــتـلـتْ أخــــاك
وشَـَّــــرفـتـك بـمـقـعـــــــــد
شادوا
بِذِكر بعد طول خموله واستنقذوك
من الحضيض الأوهد
فقال
المأمون: قَبَّحَهُ الله! ما أبهته! متى كنتُ خاملَ الذكر! وفي حجر الخلافة رُبِّيتُ!
وبدرها غُذِّيتُ! خليفة! وأخو خليفة! وابن خليفة.
ثم
جَدَّ في طلب دِعْبِلُ! حتى ظَفِرَ به! فلم يَشُكّ أحدٌ في أنه قاتله.
فلما دخلَ عليه قال له: يا دِعْبِلُ! واستنقذوك من الحضيض
الأوهد.
فقال: يا أمير المؤمنين! قد عفوتَ عمّن هو أعظم مني جُرماً.
فقال: صدقتَ! لابأس عليك! أنشدني (مدارس آيات) وهي قصيدة عامرة نَظَمَها دِعْبِلُ في
رثاء أهل البيت.
فقال:
أأُنشدها وأنا آمن؟
قال:
نعم.
فأنشده
إياها! فجعل المأمون يبكي! لما بلغ قوله:
بناتُ
زيادٍ في القصورِ مصونةٌ وبـنـتُ رســــول
الله في الـفـلـوات
ثم
وَصَلَهُ وأَمَّنَهُ.
إقرأ أيضاً
للمزيد
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق