الأربعاء، 13 مايو 2020

• قصة مؤامرة: السجين ذو القناع الحديدي


في كواليس الأَدب الفرنسي قصةٌ مُثيرةٌ رواها الكاتب والفيلسوف  ڤـولتير عن "سجين غامض" ذي قناع حديديّ، لم يَعرف أَحدٌ ماذا اقترَف، ما هي تهمتُه، وما كانت مدةُ عقوبته في السجن.

ففي عام 1669م، وَصَلتْ عربةٌ ملكية فاخرة إلى سجن "الباستيل" الفرنسي، تَرَجَّلَ منها عددٌ من الحراس يحيطون برجل يرتدي ثياباً فاخرة، ويُخفي وجهَه خلفَ قناعٍ حديدي مُحكم الإغلاق لا يترك له سوى فتحتين لعينيه وأخرى لِفَمِه.
استقبلَ مديرُ السجن ذلك السجين الغامض باحترام شديد، ونقله إلى زنزانة خاصة فاخرة، وعامَلَه معاملة النبلاء، لكن الأوامر كانت تقضي بقتله حال محاولته نزع القناع الحديدي.
وكان ذو القناع الحديدي سجيناً مثالياً يقضي معظم وقته في القراءة ومراقبة الطيور، وكان يُعَامِل جميعَ الحراس بتهذيب شديد، إلا أن حارس زنزانته الخاص كثيراً ما كان يسمعه يبكي بحرقةٍ وينتحب.
ولم يخلع ذو القناع الحديدي قناعَه على الاطلاق لأربعة وثلاثين عاماً قضاها في زنزانته الانفرادية إلى أن تُوفيّ، وَتَمَّ نَقْلُهُ بعربةٍ ملكية خاصة إلى قبر من رخامٍ نادر، حيث تَمَّ دَفْنُهُ تحتَ اسم مستعار "مارشيولي"، في حين قامَ الحرّاسُ بحرق سريره وكرسيِّه وفراشه وجميع ثيابه، وقاموا بكشط جدران الزنزانة لإزاله أيّ أثرٍ يَدلُّ على شخصيته، بل وأُحيط قبرُه بحراسةٍ مشدّدة لمدة شهر كامل حتى يضمن الملك لويس الرابع عشر بقاءَ هذا اللغز في طيّ الكتمان.
تُوفِّي مساء 19 تشرين الثاني (نوڤـمبر) 1703م في زنزانةٍ نائيةٍ مُنفردةٍ من سجن الباستيل، ودُفِنَ سِرُّهُ معه تاركاً بعده لِمُخَيِّلَة الأُدباء تَصَوُّرَ أَنه ماتَ ضحيّةَ الظلم والقهر والاستبداد، وإِمكانَ أَنه تَوأَمُ الملك لويس الرابع عشر الذي خشِيَ أَن يُنافسَه في حكْم فرنسا فأَسَرَه مقَنَّعاً بالحديد، محرِّماً كشْفَ قناعه كي لا يتعرف إِليه أَحد.
وقد تم عمل فيلم عن القصة The Man in the Iron Mask في 1998

إقرأ أيضاً
للمزيد              
أيضاً وأيضاً








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق