كان فتىً من أهل الكوفة عاشقاً لفتاة، وكان أهلُها قد أَحَسُّوا
به فرصدوه، فلم يَقدر على الوصول إليها، فواعَدَها في ليلةٍ مظلمة، وأتى فَتَسَلَّقَ
سورَ بيتها، فَعَلِمَ به أهلُها فأخذوه وأتوا به خالد بن عبدالله القسري وقالوا له:
إنه لصٌّ تَسلَّقَ علينا من الحائط. فسأله خالد عن ذلك فَكَرِهَ أن يُنكِرَ السرقةَ
فيفضحَ الجاريةَ، فقال: أَسارقٌ أنت؟ قال: نعم، أَصلحَ الله الأمير. فأمر بقطع يمينه.
وكان
لهذا العاشق أخٌ كريم، قد عَلِمَ ببعض شأنه، فأخذ ورقةً وكتب فيها هذه الأبيات:
أخالد قد أعطيت في الخلق رتبةً وما العاشقُ
المظلوم فينا بسارقِ
أَقَرَّ بما لم يَجنِ عمداً لأنه رأى القَطْعَ
خيراً من فضيحة عاشقِ
ولولا الذي قد خِفتُ من قَطْعِ
كَفِّهِ لألفيتُ
في أمر الهوى غير ناطقِ
ثم
حذف الرقعةَ فوقعت في حِجر خالد فقرأها ثم أمرَ بالفتى إلى السجن، وصرف القوم. فلما
خلا مجلسه دعا به فسأله عن قصته فعرفه، فبعث إلى أبي الفتاة فقال: قد عرفتَ قصة هذا
الفتى فما يمنعُك من تزويجـه؟ قال خـوف العار. قال لا عار عليك في ذلك، والعار ألا
تُزَوِّجُه فتكشف أمره! فسأله أن يُزَوِّجَه ففعل، فدفع إليه عن الفتى خمسة آلاف درهم،
وأمره بتعجيل إهدائها إليه.
إقرأ أيضاً
للمزيد
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق