الجمعة، 22 مايو 2020

• قصة مُخَيِّبَة: إمام مسجدنا لص


حَكَى أحدُ أئمة دول الساحل الإفريقي أنه تم تعيين إمامٍ حافظٍ لكتاب الله، عارفٍ باللهجة المحلية مُتَفَقِّهٌ في الدين في مسجد قرية، فاستحسن الجميع ذلك، فكانت العوائل تتنافس على إكرامه في بيوتها وخاصة في شهر رمضان، وبعد مدة جاءَ دورُ إحدى العائلات، فدعوا الإمام للإفطار عندهم، فحضر الإمامُ بعد أداء صلاة المغرب، فاستُقبِل أحسن استقبال، وأُكرِم غاية الإكرام، ثم انصرف الإمام وهو يدعو لهم.

ولما بدأتْ المرأةُ تنظيفَ المائدة وتنظيم غرفة الاستقبال، تذكَّرتْ أنها كانت قد وضعتْ مبلغاً معتبراً من المال على المائدة، فلم تجده، وبحثت في كل الغرفة فلم تجد له أثراً.
ولما عاد زوجُها من صلاة التراويح أخبرته وسألته إن كان قد أخذ المال فنفى ذلك. وبعد تفكيرٍ تذكرا أنه لم يدخل بيتهم أحدٌ غير الإمام، فتوصلا إلى أن المتهم الوحيد هو الإمام...!
غَضِبَ الرجلُ غضباً شديداً وتساءَل كيف يقوم الإمام بذلك وهو الذي دعاه إلى بيته وأكرمه في شهر رمضان وهو من المفروض أن يكون قدوة للناس، ورغم غضبه كان الرجل حيياً فكتم الأمرَ في نفسه واستحى أن يواجه الإمام بذلك، ولكنه في نفس الوقت صار يجتنب الإمام كي لا يسلم عليه أو يحادثه.
وبعد مرور سنة كاملة وفي رمضان التالي جاء دور نفس العائلة لدعوة الإمام إلى الإفطار مرة أخرى، ولكن الرجل تذكر حادثة السرقة، فتشاور مع زوجته وكانت امرأة صالحة فشجعته على ذلك قائلة: لعلَّ للإمام ظروفاً قاهرةً قد اضطرته إلى ذلك، ولنعفُ عنه عسى أن يعفو الله عنا.
دعا الرجلُ الإمامَ، فلما أنهى إفطاره سأله: ألم تلاحظ أنني قد غَيَّرْتُ من معاملتي معك منذ رمضان الفائت. قال: نعم، ولم أتابع الأمر لكثرة انشغالاتي، قال: أسألك وأجبني بصراحة، لقد نسيت زوجتي مبلغاً من المال فوق المائدة وقد اختفى بعد ذهابك، وقد بحثنا عنه دون جدوى. فهل أنت الذي أخذته؟
فقال الإمام: نعم أنا الذي أخذته.!
فَبُهِتَ صاحبُ البيت.!!! ثم استطرد الإمام فقال: لقد لاحظتُ المبلغَ، وكانت النافذةُ مفتوحةً، فإذا بتيارٍ هوائي بَعْثَرَ المالَ، فجمعتُه حتى لا يضيعَ تحت الأثاث ويصعب عليكم وجوده. ثم أَطرَقَ رأسه وأجهشَ بالبكاء، ثم قال: أتدري لِمَ أبكي؟ أنا لا أبكي على اتهامك لي وإن كان بالفعل مؤلماً، ولكني أبكي لأنه قد مرت سنةٌ كاملة ولم يقرأ أحدكم شيئاً من القرآن من المصحف، ولو فتحتم المصحف ولو مرة واحدة لوجدتم نقودكم فيه. فأسرع الرجل إلى المصحف وفتحه فوجد المبلغ فيه كاملاً...!

إقرأ أيضاً
للمزيد              
أيضاً وأيضاً







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق