بعد أن تمكن "نابليون" من حمل أحد الجيوش
النمساوية على الاستسلام في "أولم" في سنة 1805، انسحب حلفاء النمساويين
الروس عبر نهر الدانوب، على أمل أن ينالوا ما يكفي من الوقت من أجل إعادة تنظيم
صفوفهم، فجعلوا النهر بينهم وبين الفرنسيين كحاجز لهذه الغاية، ومن أجل منع جيوش "نابليون"
من عبور النهر، تم تدمير جميع الجسور المعلقة فوق نهر الدانوب، وما لم يتم تدميره لُغِّمَ بالمتفجرات لوقت الحاجة.
في تلك الأثناء، بينما بدأ الفرنسيون يقتربون من
العاصمة "فيينا" عبر الدانوب، كانت مفاوضات السلام تجري على قدمٍ وساق،
ولأن الأمر قد يثبت عدم جدواه في حالة ما أتت المفاوضات بثمارها، امتنع النمساويون
من تفجير جسور "فيينا"، غير أنهم فخخوها بالمتفجرات من أجل تفجيرها في
أية لحظة يحاول فيها الفرنسيون الاستحواذ عليها، من بين هذه الجسور المففخة كان
جسر "تابور"، الذي كان في حراسته والإشراف عليه الضابط "أوزبيرغ".
في
الثالث عشر من نوفمبر، وصلت وحدات جيش فرنسية متقدمة تحت قيادة "خواكيم مورات"
و"جون لان" إلى الجسر وقام جنودها بإخفاء أسلحتهم بعيدا عن الأنظار، ثم
عبر "مورات" و"لان" الجسر سيراً على الأقدام وهما يتبادلان
الأحاديث وقد تعالت أصوات ضحكاتهما وكأنهما ليسا في حالة حرب، ومما تحدثا حوله
كانت المعاهدة التي تم إمضاؤها للتَّوّ حول السلام والهدنة بين البلدين، وهنا أحاط
بهما الجنود النمساويون المرتبكون ووجهوا أسلحتهم نحوهما. لدى وصولهما للجهة
الأخرى من الجسر، طلبا من الجنود استدعاء القائد "أوزبيرغ" لرؤيته
متسائلين عما إذا كان قد سمع بمعاهدة السلام أم لا.
بينما
تم إرسال رسالة لاستدعاء "أوزبيرغ، ظل "مورات" و"لان" يتبادلان
أطراف الحديث مع الجنود النمساويين من أجل تشتيت انتباههم عن الجنود الفرنسيين
الذين بدأوا يعبرون الجسر ببطء وسرية تامة. عندما وصل "أوزبيرغ" صَدَّقَ
على فوره الضابطين الفرنسيين، وعندما عَبَّرَ أحد جنوده عن عدم ارتياحه للموضوع
قائلاً بأنهما قد يكونان يخدعانهم، وبَّخَ "مورات" الضابط "أوزبيرغ"
على تركه لأحد جنوده يخاطب ضباطاً بهذه الطريقة الوقحة، ويعرقل معاهدة السلام.
شعر
"أوزبيرغ" البائس بالخجل وأمر باعتقال ذلك الرقيب، ثم سَلَّمَ الجسر
للفرنسيين الذين قاموا على فورهم بعبور نهر الدانوب، وخلال شهر تمكنوا من تدمير
الجيوش النمساوية-الروسية في "أوستيريلتز" في أكثر انتصارات "نابليون"
دهاءً.
حوكم
"أوزبيرغ" البائس بتهمة التهاون في تأدية مهامه وثبتت إدانته فأُعدم.
المصدر:
1
المصدر:
2
إقرأ أيضاً
للمزيد
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق