مات من أجل غيره (النخوة والشهامة والإيثار)
حدث في إحدى قرى ألمانيا أن حشدًا كبيرًا من الناس كان في غرفة من
غرف أحد الفنادق، ولم يكن للغرفة إلا باب واحد مفتوح، وكان يجلس بجانب الباب حدّاد
القرية التقي الشجاع.
وبغتة أبصروا كلبًا ضخمًا يتجه نحو مدخل الباب، وحالما رآه بوّاب
الفندق صاح بهم: إرجعوا إلى الوراء، فالكلب مسعور.
فحدث هرج ومرج بين الناس، وفجاة تقدم الحداد وقال: اهدأوا وعودوا إلى
الخلف، إلى أن أقبض على الكلب، ومن ثم اخرجوا بسرعة، فخير لنا أن يموت واحد منّا
من أن يهلك الجميع.
وهجم الحداد على الكلب، وقبض عليه قبضة حديدية فأزاخه من مكانه، لكن
الكلب غرس أنيابه المسمومة في جسد الحداد، فلم يأبه الحداد لآلامه، وظل ممسكًا
بالكلب حتى خرج الجميع من الغرفة، فدفع الكلب بقوة إلى داخلها، ثم خرج وأغلق
الباب!!
واجتمع الأصدقاء الذين أنقذ الرجل حياتهم يبكون، فجعل يعزيهم وهو
يقول: لا تبكوا فأنا لم أعمل إلا ما أملته عليّ نخوتي، وعندما أموت أرجو أن
تذكروني بالخير.
أما الآن فتعالوا صلّوا معي كي لا يطيل الله ألمي! أنا أعلم أنني
سأصاب بالمرض المخيف، ولكني أعدكم ألا أوذي أحدًا!
إنطلق الحداد إلى دكانه، وربط نفسه بسلسلة حديدية، لفّ أحد طرفيها
حوله ثم أحكم ربط طرفها الآخر في عمود حديدي، بحيث لا تستطيع قوة أن تفكها، ثم التفت
إلى أصدقائه وقال: الآن أنتم في أمان. هاتوا لي طعامًا طالما كنت في حالة جيدة،
وابتعدوا عني إذا ما ظهرت عليّ أعراض المرض، أما عائلتي فإنني أتركها في حماية
الله!!
وظهرت عليه أعراض المرض، وبقي تسعة أيام يتألم آلامًا مبرّحة ثم
مات!! مات من أجل غيره!
تابعونا
على الفيس بوك وتويتر
مواضيع تهم
الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال
وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق