الأربعاء، 22 مايو 2024

• قصة وحكمة: الملك ويليام في مواجهة بسمارك

كن للجبان نابليوناً (الجُبْنُ نقطةُ ضَعفٍ قويةٍ عليك استغلالها، فالجبناء يريدون أن يشعروا وكأنهم نابليون، لكن ينقصهم العزم)

في عام 1862 قام ويليام ملكُ بروسيا بتعيين "أوتو فان بسمارك" رئيساً للوزراء ووزيراً للخارجية، وكان بسمارك معروفاً بِجُرأته وطموحه ورغبته في تقوية الجيش، كان ويليام مُحاطاً في الحكومة ومجلس الوزراء بالليبراليين الذين كانوا يرغبون في الحَدِّ من السلطات الممنوحة للملك.

وكان خطراً على الملكِ ويليام أن يَضَعَ بسمارك في هذا المنصب الحسّاس، وقد حاولت الملكةُ التي كانت غالباً ما تُؤَثِّرُ على قرارات الملك أن تُثنيه عن هذا الاختيار، لكن هذه المرة تَشَبَّثَ ويليام برأيه.

بعد أسبوعٍ من تَسَلُّمِهِ مهام منصبه ألقى بسمارك خطاباً مُرتَجلاً أمام أعضاء الوزارات يُقنعهم بضرورة زيادة عَدَدِ وعتاد الجيش، وانتهى بقوله «لن تُحَلَّ المعضلاتُ الكبيرة في عصرنا بالخُطَبِ وعزائم جموع الشعب، وإنما بالسيوف والدماء». انتشرت خُطبته في أنحاء ألمانيا، وصَرَخَت الملكةُ في وَجْهِ زوجها بأن بسمارك ليس إلا جنديٌ بربري يعشقُ سَفْكَ الدِّماءِ ويسعى لاغتصاب الحُكم في بروسيا، وأن على ويليام أن يَفصِلَه من مَنصبه، وقد أَيَّدَها في ذلك الليبراليون في الحكومة، وكانت الاحتجاجات من الشِّدَّة لدرجةٍ جَعَلَت ويليام يخشى أن تنتهي حياتُه على المقصلة كما حدثَ للويس السادس عشر ملك فرنسا إن أَبقى على بسمارك رئيساً للوزراء.

أَدرَكَ بسمارك أن عليه أن يحتوي الملكَ قبل أن يفوتَ الأوان، وأَدرَكَ أيضاً أنه ارتكبَ خطأً كبيراً، وأنه كان واجباً عليه أن يُخَفِّفَ من حِدَّةِ كلماته، لكن حين فَكَّرَ في الاستراتيجية التي عليه اتخاذُها للتعامل مع الموقف قَرَّرَ أن لا يعتذر، بل أن يفعل عكس ذلك تماماً لأنه كان يعرفُ الملكَ جيداً.

حين التقى بسمارك بالملك، وَجَدَهُ کما تَوَقَّعَ غاضباً بتأثيرٍ من شَحْذِ الملكة لمخاوفه، وأَسَرَّ لبسمارك بقلقِه من أن تنتهي حياتُه تحت نَصْلِ المقصلة، لكن بسمارك رَدَّ ببساطةٍ قائلاً «نعم، الموتُ حَقٌ علينا جميعاً، وإن آجلاً أو عاجلاً سيموت كل من عليها، فهل هناك ميتةٌ أشرف من هذه؟ أن أموتَ أنا فداءً لِمَلِكِي وسيدي، أو تموت أنت وتمهرون جلالتكم بدمائكم حقكم الملكي الذي أنعم الله به عليك. لا فرق إذن أن نموت بالمقصلة أو في ساحة الحرب طالما نُدافعُ عن الشرف والمَكَانة التي كَرَّمَنا الله بها». واستمر بسمارك يناشد في الملك روحَ العِزَّةِ وجلالِ موقعِه كقائدٍ أعلى للجيوش، وتَساءَلَ كيف يسمحُ للآخرين أن يفرضوا عليه أهواءَهم؟ أليس شَرَفُ ألمانيا أغلى من التلاعبِ بالكلماتِ والخُطَبِ؟.

لم ينجحْ بسمارك فقط في الاستمرار کرئيس وزراءٍ بعد إقناع الملك بالتصدي للملكة وللبرلمان، بل جَعَلَهُ يوافقُ على تقويةِ الجيشِ وهو ما كان يريده دائماً.

المصدر: THE 48 LAWS OF POWER, ROBERT GREEN (ترجمة د. هشام الحناوي)

 إقرأ أيضاً:

قصة للأطفال: عندما يسقط الشهاب تمنَّ أمنيةً

قصة وحكمة: الصَّيد الثمين

قصة للأطفال: الولد الذي يكذب والبحر

قصة للأطفال: الطائر الكذاب

قصة للأطفال: ماجد وزجاجة العطر

للمزيد             

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق