الجمعة، 23 أغسطس 2024

• قصة للأطفال: سائق الحافلة

تعاطف

فِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ، كَانَ العَمُّ عَبدُ التَّوَّابِ، سَائِقُ الحَافِلَةِ المَدرَسِيَّةِ، يَقُودُ الحَافِلَةَ كَالعَادَةِ لِنَقلِ الطُّلَّابِ مِن بُيُوتِهِم إِلَى المَدرَسَةِ. كَانَ الجَمِيعُ يُحِبُّونَ العَمَّ عَبدَ التَّوَّابِ، لأَنَّهُ دَائِمًا مَا كَانَ يَروِي لَهُم قِصَصًا مُضْحِكَةً أَو يُعَلِّمُهُم كَلِمَاتٍ جَدِيدَةً بِالإِنجِلِيزِيَّةِ.

لَكِنَّ فِي أَحَدِ الأَيَّامِ، لَاحَظَ الأَطفَالُ أَنَّ العَمَّ عَبدَ التَّوَّابِ لَم يَكُن عَلَى طَبِيعَتِهِ. كَانَ وَجهُهُ حَزِينًا وَلَم يَتَحَدَّث مَعَ أَيِّ أَحَدٍ. تَسَاءَلَ الطُّلَّابُ عَن سَبَبِ ذَلِكَ، وَتَجَرَّأَ الطِّفلُ رَامِي وَسَأَلَهُ: "عَمَّ عَبدَ التَّوَّابِ، هَل أَنتَ بِخَيرٍ؟" حِينَئِذٍ، لَم يَستَطِع العَمُّ عَبدُ التَّوَّابِ إِخفَاءَ حُزنِهِ، وَانهَمَرَت دَمعَةٌ مِن عَينِهِ. طَلَبَ مِن رَامِي العَودَةَ إِلَى مَقعَدِهِ وَأَكمَلَ القِيَادَةَ بِصَمتٍ.

وَصَلَت الحَافِلَةُ إِلَى المَدرَسَةِ، وَنَزَلَ الطُّلَّابُ مِنهَا بِصَمتٍ وَوُجُوهُهُم مَلِيئَةٌ بِالحَيرَةِ. وَبَعدَ قَلِيلٍ، أَخبَرَتهُم مُعَلِّمَةُ الصَّفِّ أَنَّ ابنَ العَمِّ عَبدِ التَّوَّابِ، سَامِحَ، تَعَرَّضَ لِحَادِثِ سَيَّارَةٍ وَهُوَ يَعبُرُ الطَّرِيقَ، وَأَنَّهُ الآَنَ فِي المُستَشفَى يَتَلَقَّى العِلَاجَ.

فِي طَرِيقِ العَودَةِ إِلَى المَنزِلِ، كَانَ هُنَاكَ سَائِقٌ آخَرُ يَقُودُ الحَافِلَةَ بَدَلًا مِن العَمِّ عَبدِ التَّوَّابِ. وَعَلِمَ الطُّلَّابُ مِن مَسؤُولَةِ الحَافِلَةِ أَنَّ العَمَّ عَبدَ التَّوَّابِ أَخَذَ إِجَازَةً لِرُؤيَةِ ابنِهِ فِي المُستَشفَى.

فِي البَيتِ، فَكَّرَ رَامِي بِمَا يُمكِنُ أَن يَفعَلَهُ لِمُسَاعَدَةِ العَمِّ عَبدِ التَّوَّابِ. اِقتَرَحَت عَلَيهِ أُمُّهُ أَن يَشتَرِيَ مَعَ أَصدِقَائِهِ بَاقَةً مِنَ الزُّهُورِ وَيُرسِلُوهَا إِلَى المُستَشفَى. فِي اليَومِ التَّالِي، أَخبَرَ رَامِي زُمَلَاءَهُ بِالفِكرَةِ، وَوَافَقَ الجَمِيعُ. جَمَعُوا مَبلَغًا صَغِيرًا مِن مَصرُوفِهِم اليَومِيِّ وَذَهَبُوا إِلَى مُعَلِّمَتِهِم لِتُسَاعِدَهُم فِي شِرَاءِ البَاقَةِ. المُعَلِّمَةُ تَوَاصَلَت مَعَ شَرِكَةٍ لِتَوصِيلِ الزُّهُورِ وَاشتَرَت أَجمَلَ بَاقَةٍ مِنَ الزُّهُورِ البَيضَاءِ، وَأَرفَقَتهَا بِبِطَاقَةٍ مَكتُوبٍ عَلَيهَا "مِن طُلَّابِ الصَّفِّ الرَّابِعِ".

فِي اليَومِ التَّالِي، عَادَ العَمُّ عَبدُ التَّوَّابِ إِلَى عَمَلِهِ، وَكَانَت الاِبتِسَامَةُ تَعلُو وَجهَهُ. شَكَرَ الأَطفَالَ عَبرَ المَايكرُوفُونِ وَأَخبَرَهُم أَنَّ ابنَهُ سَامِحَ بَدَأَ يَتَحَسَّنُ، وَشَعَرَ بِالاِمتِنَانِ لِكُلِّ مَن سَاعَدَهُ فِي تِلكَ اللَّحظَةِ الصَّعبَةِ.

عن مجلة سيدتي... بِتِصِرُّف

 إقرأ أيضاً:

نوادر العرب: مكر الملك وحكمة المرأة العفيفة زوجة فيروز

قصة وحكمة: الثعلب الذكي والسّبع المتسلط

قصة وحكمة: الضفدع والثور

قصة وحكمة: الذئب والطفل الصغير

قصة وحكمة: الأسد والدّبّ والثعلب

للمزيد            

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً 

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق