عَداوَة
في سالفِ الأَزمانِ، كانَ هُناكَ رَجلٌ من أهلِ الرِّيفِ، ابتعدَ عن صَخبِ المدينةِ ولهيبِها، وعاشَ مع أُسرَتِهِ في وادٍ تَغشاهُ الخُضرةُ ويَسري فيهِ الماءُ بينَ الزهورِ.
وفي صَباحٍ باكرٍ، خرجَ
ابنُهُ الصَّغيرُ يَلعَبُ تحتَ ظِلالِ الأشجارِ الوارفةِ، فَوَطِئَ بِقَدمِهِ على
ثُعبانٍ غافلٍ مُستَتِرٍ تحتَ العُشبِ. فاستدارَ الثُّعبانُ مُلتَفًّا كالحَلقةِ،
وانقَضَّ عليهِ بَغتةً كالبرقِ، فَعَضَّهُ بِنابِهِ الحادِّ، فَخَرَّ الفَتى
مَيتًا على وَجهِهِ.
ولمّا بَلَغَ الأَبَ
النَّبأُ، اشتعلَ غَضَبُهُ حتى كادَ يَفقِدُ عَقلَهُ، فَأَمْسَكَ بِفَأسِهِ
وانطلقَ وراءَ الثُّعبانِ السَّامِّ، فاقتَفى أَثَرَهُ في جَنَباتِ الحقولِ، ثم
عاجَلَهُ بِضَربَةٍ قاطِعةٍ شَطَرَ بها ذَيلَهُ، فَتَركَهُ يَتَلَوّى مِنَ الأَلَمِ.
لكنَّ الثُّعبانَ لم يُغلِق بابَ الانتقامِ، بل استدارَ يَلدَغُ ماشيةَ الفَلاحِ
انتقامًا، حتى أوقعَ بهِ خَسائرَ فادحةً.
فلما رَأى الفَلاحُ أنْ
لا مَفرَّ من المُصالَحةِ، ذَهَبَ إلى جُحرِ الثُّعبانِ حامِلًا عَسلًا وطَعامًا،
وقالَ: "يا أيها الثُّعبانُ، لَقَد أَخطأنا جَميعًا، فَلْنَطوِ صَفْحَةَ العَداوةِ،
وَلْنَفْتَح بابَ الصَّفْحِ والمُسامَحَةِ. فقد كنتَ مُحِقًّا في عِقابِك لِابني،
وكُنتُ مُحِقًّا في انتِقامي مِنك. فهيا نعودُ إلى طريقِ السِّلمِ والرِّضا."
لكنَّ الثُّعبانَ أَجابَ
بِدهاءٍ واحترازٍ: "كلا، خُذْ هَداياكَ وانْصَرِفْ، فَلَنْ تَنْسَى أبدًا مَوْتَ
وَلَدِكَ، وَلَنْ أَنْسى قَطّ فُقدانَ ذيلي."
قصة للأطفال: فريدة وأصبعها العجيب
قصة للأطفال: الأمير والأميرة والثعبانان
قصة عجيبة: شاب فلسطيني إله يُعبد في الهند
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق