• قصة سياسية: لقاء الأشقاء بعد نصف قرن في كوريا

حكاية فراق وواقع مرير

فِي صَيْفِ عَامِ 1945، وَمَعَ اقْتِرَابِ الْحَرْبِ الْعَالَمِيَّةِ الثَّانِيَةِ مِنْ نِهَايَتِهَا، بَدَأَتِ الْمُسْتَعْمَرَةُ الْيَابَانِيَّةُ فِي كُورِيَا تَتَرَنَّحُ وَتَنْهَارُ تَحْتَ وَطْأَةِ الْهَزَائِمِ الْمُتَتَالِيَةِ. وَمَا إِنْ أَعْلَنَتِ الْيَابَانُ اسْتِسْلَامَهَا غَيْرَ الْمَشْرُوطِ فِي الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ أُغُسْطُس/آب، حَتَّى انْقَسَمَتْ كُورِيَا عَلَى طُولِ خَطِّ الْعَرْضِ 38 إِلَى مَنْطِقَتَيْ نُفُوذٍ، إِذْ كَانَتِ الْوِلَايَاتُ الْمُتَّحِدَةُ تُدِيرُ الْجَنُوبَ، وَرُوسْيَا تُدِيرُ الشَّمَالَ.

• قصة وحكمة: الطاووس وملكة الآلهة

القَناعَةُ

في يَومٍ مِنَ الأيَّامِ، وفي مَرجٍ أَخضَرَ يَفترِشُ الأَرضَ بِساطًا مِنَ الزُّهورِ والنَّسيمِ العَليلِ، كانَ هُناكَ طاووسٌ زاهٍ بِرِيشٍ تَتَلأْلَأُ أَلوانُهُ كَأَنَّها قَوسُ قُزَحٍ في سَماءِ صَافيةٍ. كانَ ذلِكَ الطَّاووسُ آيَةً مِنَ الجَمالِ، وأَعيُنُ الخَلقِ جَميعًا تَتابِعُهُ إِعجابًا ودَهشَةً.

• قصة وحكمة: النّملة والحمامة

فَــلا يَضيـعُ جَميــلٌ أينَمــا زُرِعــا

فِي غَابِرِ الأَيَّامِ، خَرَجَتْ نَمْلَةٌ ضَئِيلَةُ الجَسَدِ نَحْوَ النَّهْرِ قَاصِدَةً الِارْتِوَاءَ مِنْ مَائِهِ الزُّلَالِ، غَيْرَ أَنَّ الأَقْدَارَ لَمْ تَكُنْ مَعَهَا رَحِيمَةً، إِذِ انْزَلَقَتْ فِي التَّيَّارِ العَاتِي، فَأَخَذَهَا المَوْجُ يَتَلَاعَبُ بِهَا كَرِيشَةٍ فِي مَهَبِّ الرِّيَاحِ...

• قصة وحكمة: الكلب والذئب

حُرِّيَّةٌ

في يَومٍ مِن أَيَّامِ الصَّحْوِ البَهِيَّةِ، خَرَجَ ذِئْبٌ هَائِمٌ فِي الفَلَاةِ، يَطْوِي الأَرْضَ طَيًّا بَحْثًا عَنْ لُقْمَةٍ يَسُدُّ بِهَا رَمَقَهُ، وَيُطْفِئُ بِهَا نَارَ جُوعِهِ. وَمَا إِنِ اقْتَرَبَ مِن إِحْدَى القُرَى، حَتَّى وَقَعَ بَصَرُهُ عَلَى كَلْبٍ سَمِينٍ، يَرْفُلُ فِي عَافِيَةٍ، يَمْرَحُ بَيْنَ ظِلَالِ الأَشْجَارِ وَكَأَنَّ الدُّنْيَا قَدْ أُهْدِيَتْ إِلَيْهِ. فَأَخَذَ الذِّئْبُ يَتَأَمَّلُهُ بِحَسْرَةٍ وَحَيْرَةٍ، وَقَالَ فِي نَفْسِهِ: "كَيْفَ لَكَ، يَا كَلْبُ، أَنْ تَبْدُوَ فِي هَذِهِ النَّضَارَةِ وَالسُّرُورِ؟!"

• قصة وحكمة: الذئب وراعي الأغنام

نتيجة الكذب

في قَديمِ الزَّمانِ، في قَريةٍ نائيةٍ تَتَرَبَّعُ على قِمةِ جَبلٍ شاهِقٍ، كان هُناكَ راعٍ صغيرٌ يَرعى أغنامَهُ بينَ المروجِ الخَضراءِ والجِبالِ الشاهِقةِ. كانَ هذا الرَّاعي يَمتلكُ خيالًا خَصبًا وأَحلامًا واسِعةً، ولكنَّهُ كانَ يَعيشُ في رُتابةِ الحَياةِ اليوميَّةِ، التي بَدأت تَثقلُ عليهِ وتَبعثُ في نَفسِهِ المَللَ والضَّجرَ.

• قصة للأطفال: الأَميرَانِ التَّوأَمَانِ

فِطنَة

«لا يُمْكِنُ التَّمْيِيزُ بَيْنَهُمَا»، قَالَ المَلِكُ لِزَوْجَتِهِ، يُحَدِّثُهَا عَنْ اِبْنَيْهِمَا فَهِيمٍ وَنَبِيهٍ اللَّذَيْنِ سَيَحْكُمَانِ بَعْدَهُ. أَضَافَ قَائِلًا: كِلَاهُمَا فَصِيحَانِ، وَمُتَفَوِّقَانِ فِي العُلُومِ وَالحِسَابِ، وَمَاهِرَانِ فِي الصَّيْدِ وَالمُبَارَزَةِ، وَبَارِعَانِ فِي السِّيَاسَةِ. قَاطَعَتْهُ المَلِكَةُ: لِمَ لا تَخْتَارُ فَهِيمًا فَهُوَ الأَكْبَرُ؟ ضَحِكَ المَلِكُ وَقَالَ بِتَهَكُّمٍ: الأَكْبَرُ؟! وَهُمَا تَوْأَمَانِ بَيْنَهُمَا دَقِيقَتَانِ فَقَطْ!

• قصة مُخَيِّبَة: في المقهى عُصفُورٌ

عَالَة

تَرَكَ عُصفُورٌ جَماعَتَهُ ناشِبَةً على شَبابِيكِ عِمارةٍ شاهِقَةٍ غيرِ مأهُولةٍ، وحَلَّقَ نُزُولًا إلى شُجَيْرَةٍ على مَقرُبَةٍ مِنها قِطٌّ مَهزُولٌ يَتَرَصَّدُ؛ ليَحُطَّ بعدَ ذلكَ على الرَّصِيفِ غيرَ مُكتَرِثٍ لأقدامِ العابِرِينَ مِنَ المارَّةِ ولا للقِطِّ المُترَصِّدِ. أَخَذَ يَدنُو مُتَقاطِرًا شيئًا فشيئًا مِنَ المقهَى، قَبلَ المَدخَلِ تَوَقَّفَ هُنَيهَةً، ثُمَّ قَدَّمَ الفُضُولَ وأَخَّرَ الحَذَرَ وتَجاوَزَ العَتبَةَ.

• قصة للأطفال: الأرنب والسلحفاة

مُثَابَرَةٌ

فِي يَومٍ مِنَ الأَيَّامِ، اجتَمَعَ أَرنَبٌ وَسُلحفَاةٌ فِي حَدِيثٍ وَمُنَافَسَةٍ، فَالأَرنَبُ كَانَ مَغرُورًا بِسُرعَتِهِ، سَاخِرًا مِن بُطءِ السُّلحفَاةِ وَثِقَلِ حَرَكَتِهَا. قَالَ الأَرنَبُ فِي نَفسِهِ: "كَيْفَ لِسُلحفَاةٍ بَطِيئَةٍ أَن تُنَافِسَنِي؟".

• قصة للأطفال: سائق الحافلة

تعاطف

فِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ، كَانَ العَمُّ عَبدُ التَّوَّابِ، سَائِقُ الحَافِلَةِ المَدرَسِيَّةِ، يَقُودُ الحَافِلَةَ كَالعَادَةِ لِنَقلِ الطُّلَّابِ مِن بُيُوتِهِم إِلَى المَدرَسَةِ. كَانَ الجَمِيعُ يُحِبُّونَ العَمَّ عَبدَ التَّوَّابِ، لأَنَّهُ دَائِمًا مَا كَانَ يَروِي لَهُم قِصَصًا مُضْحِكَةً أَو يُعَلِّمُهُم كَلِمَاتٍ جَدِيدَةً بِالإِنجِلِيزِيَّةِ.

• قصة للأطفال: أسماء بالألوان

لينا

فِي أَحَدِ فُصُولِ الصَّفِّ الثَّانِيِ الِابْتِدَائِيِّ، كَانَ هُنَاكَ ثَلَاثُ فَتَيَاتٍ يَحْمِلْنَ نَفْسَ الِاسْمِ: لِينَا. هَذَا التَّشَابُهُ فِي الْأَسْمَاءِ أَوْقَعَ مُعَلِّمَةَ الْفَصْلِ فِي حَيْرَةٍ كَبِيرَةٍ، وَجَعَلَ الْفَتَيَاتِ الثَّلَاثَ يَشْعُرْنَ بِالْإِحْرَاجِ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَحْيَانِ. لِذَلِكَ، قَرَّرَتِ الْفَتَيَاتُ الِاجْتِمَاعَ أَثْنَاءَ الِاسْتِرَاحَةِ لِلْبَحْثِ عَنْ حَلٍّ لِهَذِهِ الْمُشْكِلَةِ الَّتِي بَدَأَتْ تُزْعِجُهُنَّ طِوَالَ الْعَامِ الدِّرَاسِيِّ.

• قصة وحكمة: الخفّاش بين الطير والحيوان

حِياد

فِي قَدِيمِ الأَزْمَانِ، اشْتَعَلَتْ حَرْبٌ بَيْنَ الطَّيْرِ وَالْوُحُوشِ، فَاشْتَدَّ النِّزَاعُ وَضَاعَ الصُّلْحُ بِلَا رُجُوعٍ. الثَّعَالِبُ تُلَاحِقُ الإِوَزَّ كُلَّمَا طَارَ، وَالنُّسُورُ تَفْتِكُ بِالأَرَانِبِ فِي كُلِّ دَارٍ، وَالْبُومُ تَأْكُلُ الْفِئْرَانَ عِنْدَ الْغَسَقِ وَالإِبْكَارِ.

• قصة وحكمة: الأسد والدّب والثعلب

الحكيم أقوى

كَانَ جَدْيٌ سَمِينٌ قَدْ وَقَعَ فِي قَبْضَةِ أَسَدٍ عَنِيدٍ وَدُبٍّ صِنْديدٍ، وَكُلٌّ مِنهُمَا أَرَادَهُ لِنَفْسِهِ الطَّامِعَةِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي قَلْبِهِ مَكَانٌ لِلتَّخَلِّي وَلَا حَتَّى لِمُشَارَكَةِ القِسْمَةِ. بَدَأَتْ بَيْنَهُمَا مَعْرَكَةٌ عَنِيفَةٌ لَا هَوَادَةَ فِيهَا، ضَاقَ فِيهَا الصَّدْرُ وَاشْتَدَّتْ فِيهَا الهِمَّةُ، وَبَعْدَ قِتَالٍ طَوِيلٍ أَنْهَكَ القُوَى وَأَضْعَفَ العَزِيمَةَ، سَقَطَا عَلَى الأَرْضِ مُتْعَبَيْنِ لَا حَوْلَ لَهُمَا وَلَا قُوَّةَ.

• قصة وحكمة: الذئب والطفل الصغير

جعجعة بلا طحين

في لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ، جَلَسَ طِفْلٌ صَغِيرٌ فِي أَعْلَى الدَّارِ، يُرَاقِبُ السَّمَاءَ بِنُجُومٍ كَالْأَحْجَارِ، يُنِيرُهَا الْقَمَرُ كَأَنَّهُ مِصْبَاحٌ فِي اللَّيْلِ الْبَهِيمِ، وَيُشْرِقُ بِنُورِهِ عَلَى كُلِّ مَكَانٍ عَظِيمٍ.

• قصة وحكمة: الضّفدع والثور

غرور

في يَومٍ مِنَ الأَيَّامِ، كانَ ضِفْدَعٌ صَغِيرٌ يَجْلِسُ بِجِوَارِ ضِفْدَعٍ كَبِيرٍ عَلَى حَافَةِ البِرْكَةِ، فَقَالَ الضِّفْدَعُ الصَّغِيرُ: "آهِ يَا أَبِي! لَقَدْ رَأَيْتُ وَحْشًا مُرْعِبًا، كَبِيرًا كَالْجَبَلِ، لَهُ قَرْنَانِ عَلَى رَأْسِهِ، وَذَيْلٌ طَوِيلٌ وَأَظْلَافٌ مَشْقُوقَةٌ."

فَرَدَّ عَلَيْهِ الضِّفْدَعُ الكَبِيرُ: "كَفَى يَا وَلَدِي، إِنَّهُ ثَوْرُ الفَلَّاحِ، فَلَا تُبَالِغْ فِي الوَصْفِ. لَعَلَّهُ أَطْوَلُ مِنِّي قَلِيلًا، وَلَكِنِّي أَسْتَطِيعُ أَنْ أَجْعَلَ نَفْسِي بِحَجْمِهِ تَمَامًا."

ثُمَّ بَدَأَ الضِّفْدَعُ الكَبِيرُ يَنْفُخُ صَدْرَهُ، وَيَنْفُخُ، وَيَنْفُخُ، وَسَأَلَ الصَّغِيرَ: "هَلْ أَصْبَحْتُ كَالثَّوْرِ الآنَ؟" فَأَجَابَهُ الصَّغِيرُ: "لَا يَا أَبِي، بَلْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ هَذَا."

فَوَاصَلَ الضِّفْدَعُ نَفْخَ نَفْسِهِ، ثُمَّ سَأَلَهُ مَرَّةً أُخْرَى: "هَلْ أَنَا بِحَجْمِ الثَّوْرِ الآنَ؟" فَرَدَّ الصَّغِيرُ: "أَكْبَرَ يَا أَبِي، أَكْبَرَ."

فَمَا كَانَ مِنَ الضِّفْدَعِ الكَبِيرِ إِلَّا أَنْ أَخَذَ نَفَسًا عَمِيقًا، وَنَفَخَ، وَنَفَخَ، حَتَّى انْفَجَرَ فِي النِّهَايَةِ، قَائِلًا: "يَقِينًا أَنَّ الثَّوْرَ لَمْ يَكُنْ بِهَذَا الحَجْمِ!"

"الغُرُورُ بِالنَّفْسِ يُهْلِكُ صَاحِبَهُ."

إقرأ أيضاً:

نوادر العرب: خالد بن عبدالله القسري مع الشاب السارق

نوادر العرب: قصة عقد اللؤلؤ، أبو بكر الأنصار

قصة وحكمة: الرجل والثعبان

قصة وحكمة: الأرانب والضفادع

قصة وحكمة: الأيل عند النهر

للمزيد            

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً 

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

• قصة وحكمة: الثعلب الذكي والسَّبع المتسلّط

الحذر والفطنة

فِي زَمَنٍ كَانَ فِيهِ السَّبُعُ عَلَى فِرَاشِ الْمَنِيَّةِ، أَرْسَلَ فِي طَلَبِ جَمِيعِ الْحَيَوَانَاتِ لِيُوَدِّعَهُمْ وَيُسْمِعَهُمْ وَصَايَاهُ الْأَخِيرَةَ. فَتَقَدَّمَتِ الْمِعْزَاةُ إِلَى كَهْفِ السَّبْعِ، وَدَخَلَتْ تَلُوذُ بِرُكْنِهِ، تَسْمَعُ حَدِيثَهُ وَتُعَاهِدُهُ، ثُمَّ أَعْقَبَتْهَا النَّعْجَةُ تَدْخُلُ الْكَهْفَ بِذَاتِ الْعَزْمِ، وَلَمَّا طَالَتِ الْإِقَامَةُ فِيهَا، اِقْتَحَمَ الْعَجْلُ الْمَكَانَ لِيَأْخُذَ مِنَ الْأَسَدِ الْحُكْمَ وَيَشْهَدَ الْبَيَانَ.

• نوادر العرب: مكر الملك وحكمة المرأة العفيفة زوجة فيروز

خِيانَةٌ

يُحْكَى أَنَّهُ فِي سَالِفِ الزَّمَانِ، فِي أَرْضٍ بَعِيدَةٍ، كَانَ هُنَاكَ مَلِكٌ مِنْ مُلُوكِ الزَّمَانِ، قَدْ طَلَعَ يَوْمًا إِلَى أَعْلَى قَصْرِهِ لِيَتَأَمَّلَ الْأُفُقَ وَيَسْتَمْتِعَ بِجَمَالِ الْمَكَانِ. فَإِذَا بِهِ يُبْصِرُ امْرَأَةً بَدِيعَةَ الْحُسْنِ، تَتَلَأْلَأُ جَمَالًا وَبَهَاءً كَالْقَمَرِ فِي تَمَامِهِ، وَاقِفَةً عَلَى سَطْحِ دَارٍ تُجَاوِرُ قَصْرَهُ الْعَالِي. فَمَالَ قَلْبُهُ إِلَيْهَا وَشَغَفَ بِجَمَالِهَا أَيَّمَا شَغَفٍ.

• قصة وحكمة: الأيل عند النهر

لَا تَكُونُ الأُمُورُ كَمَا تَبْدُو لَنَا دَائِمًا

فِي يَوْمٍ مِّنَ الأَيَّامِ، فِي حَرٍّ شَدِيدٍ وَمُضَاءٍ بِنُورٍ سَاطِعٍ، قَدِمَ أَيِّلٌ إِلَى النَّهْرِ مُسْتَنْشِقًا هَوَاءً عَذْبًا، قَاصِدًا إِرْوَاءَ عَطَشِهِ بِنَسَمَاتٍ بَارِدَةٍ. وَعِنْدَمَا لَامَسَتْ أَنْظَارُهُ سَطْحَ المَاءِ اللَّامِعِ، رَأَى صُورَةَ نَفْسِهِ فِي المَاءِ كَأَنَّهَا مِرْآةٌ بِلُّورِيَّةٌ صَافِيَةٌ، فَتَأَمَّلَ فِي قُرُونِهِ المُتَشَابِكَةِ كَالعَاجِ المَرْصُوصِ، وَقَالَ:

• قصة وحكمة: الأرانب والضفادع

الأُمُورَ لَيْسَتْ بِالسُّوءِ الَّذِي نَظُنُّهُ

يُحْكَى أَنَّ الأَرَانِبَ البَرِّيَّةَ كَانَتْ فِي ذُعْرٍ دَائِمٍ، تَهْرُبُ مِنْ كُلِّ مَنْ يُقَارِبُهَا، وَتَفِرُّ مِنْ كُلِّ مَنْ يَدْنُو مِنْهَا، حَتَّى عَاشَتْ حَيَاتَهَا بَيْنَ الخَوْفِ وَالوَجَلِ، لَا تَعْرِفُ أَيْنَ تَذْهَبُ وَلَا إِلَى أَيْنَ تَهْرُبُ.

• قصة وحكمة: الرجل والثعبان

عَداوَة

في سالفِ الأَزمانِ، كانَ هُناكَ رَجلٌ من أهلِ الرِّيفِ، ابتعدَ عن صَخبِ المدينةِ ولهيبِها، وعاشَ مع أُسرَتِهِ في وادٍ تَغشاهُ الخُضرةُ ويَسري فيهِ الماءُ بينَ الزهورِ.

• نوادر العرب: قصة عقد اللؤلؤ: أبو بكر الأنصاري

النَّزَاهَةِ وَالشَّرَفِ

كَانَ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ نَمُوذَجًا لِلْعَدْلِ وَالأَمَانَةِ، وَحَرِيصًا عَلَى تَطْبِيقِ القَانُونِ بِأَدَقِّ تَفَاصِيلِهِ. وَفِي أَحَدِ الأَيَّامِ، عِنْدَمَا كَانَ فِي مَكَّةَ المُكَرَّمَةِ، اشْتَدَّ بِهِ الجُوعُ وَلَمْ يَجِدْ مَا يَسُدُّ رَمَقَهُ. وَأَثْنَاءَ تَجَوُّلِهِ، وَجَدَ لِفافَةً مِنَ الحَرِيرِ، أَخَذَهَا إِلَى مَنْزِلِهِ، وَعِنْدَمَا فَتَحَهَا وَجَدَ بِدَاخِلِهَا قِطَعًا مِنَ اللُّؤْلُؤِ البَرَّاقِ.

• نوادر العرب: خالد بن عبد الله القسري مع الشاب السارق

شَهامَةٌ

كانَ يا ما كان، في سالِفِ العَصْرِ والأوان، خالِدُ بنُ عَبدِ اللهِ القَسْرِيُّ، أَمِيرُ البَصْرَةِ وزِمامُها المَكِين، يَأْمُرُ ويَنْهَى، ويَنْظُرُ في أُمُورِ رَعِيَّتِهِ بِعَينِ الرَّقِيبِ الأَمِين. وفي يَومٍ مِنَ الأَيَّامِ، أُتِيَ إِلَيْهِ بِجَمَاعَةٍ مِنَ القَوْمِ، قدِ اعتَقَلُوا شَابًّا فَائِقَ الحُسْنِ وَالبَهَاءِ، ذُو وَجهٍ يُضِيءُ كَالقَمَرِ لَيلَةَ التَّمَام، تُزَيِّنُهُ سَكِينَةٌ وَوَقَار، وتَفُوحُ مِنهُ رَوَائِحُ الطِّيبِ وَالبَخُور، ويُخَيَّلُ لِمَن يَرَاهُ أنَّهُ مِن أَهلِ النَّعِيمِ وَالسُّرُور. قَدَّمُوهُ إِلَى خَالِدٍ وَهُم يَزعُمُونَ أنَّهُ لِصٌّ أَمسَكُوهُ مُتَلَبِّسًا بِالجُرمِ المَشْهُود، فَوَقَفَ الشَّابُّ بَينَ يَدَيِ الأَمِير، وظَهَرَ عَلَيهِ مِن عَلَامَاتِ الأَدَبِ وَحُسْنِ الهَيئَةِ مَا جَعَلَ خَالِدًا يَتَأَمَّلُ فِيهِ مَلِيًّا.

• قصة عجيبة: شاب فلسطيني إله يُعبد في الهند

زِيف

فِي عَامِ 1984، أَنْهَى شَابٌّ فِلَسْطِينِيٌّ دِرَاسَتَهُ الثَّانَوِيَّةَ، طَامِحًا أَنْ يَدْرُسَ طِبَّ الأَسْنَانِ فِي جَامِعَةِ الْهِنْدِ لِرُخْصِ تَكَالِيفِ التَّعْلِيمِ هُنَاكَ. وَصَلَ الشَّابُّ إِلَى مَدِينَةِ بُومْبَاي، وَقَرَّرَ أَنْ يَسْتَقِلَّ قِطَارًا إِلَى الْجَامِعَةِ فِي مَدِينَةٍ بَعِيدَةٍ. فِي طَرِيقِهِ، مَرَّ بِالْعَدِيدِ مِنَ الْقُرَى الرِّيفِيَّةِ الَّتِي يَقْطُنُهَا أُنَاسٌ بُسَطَاءُ غَيْرُ مُتَعَلِّمِينَ.

• قصة وحكمة: القرد والتمساح

غَدْرٌ

فِي سَالِفِ ٱلْأَزْمَانِ، حَيْثُ كَانَ ٱلْعَجَبُ مِنْ طَبَائِعِ ٱلْحَيَوَانِ لَا يَفْتُرُ، كَانَ هُنَاكَ قِرْدٌ ذُو عَقْلٍ رَشِيدٍ، يَعِيشُ عَلَى شَجَرَةٍ وَارِفَةِ ٱلْأَغْصَانِ بِجِوَارِ نَهْرٍ عَذْبٍ تَتَهَادَى فِيهِ ٱلْمِيَاهُ. وَفِي يَوْمٍ مِنَ ٱلْأَيَّامِ، أَتَى تِمْسَاحٌ سَبَّاحٌ، تَتَلَأْلَأُ فِي عَيْنَيْهِ أَطْيَافُ ٱلطَّمَعِ، وَطَلَبَ مِنَ ٱلْقِرْدِ شَيْئًا مِنَ ٱلْفَاكِهَةِ ٱلَّتِي يَتَلَذَّذُ بِتَنَاوُلِهَا. فَمَا كَانَ مِنَ ٱلْقِرْدِ إِلَّا أَنْ ٱسْتَجَابَ لِطَلَبِهِ وَأَكْرَمَهُ بِمَا فِي جُعْبَتِهِ مِنْ فَاكِهَةٍ نَاضِجَةٍ لَذِيذَةٍ.

• قصة للأطفال: الأَميرُ وَالأَميرَةُ وَالثُّعبَانَانِ

مُثَابَرَةٌ

فِي يَومٍ مِنَ الأَيَّامِ، كَانَ هُنَاكَ مَلِكٌ يُدعَى دِيفَاشَاكْتِي، وَكَانَ قَلِقًا جِدًّا عَلَى ابْنِهِ الأَميرِ، الَّذِي كَانَ ضَعِيفًا وَنَحِيفًا، وَيَزْدَادُ ضَعْفُهُ يَومًا بَعدَ يَومٍ. حَاوَلَ المَلِكُ كُلَّ شَيءٍ، وَاسْتَدعَى أَفضَلَ الأَطبَّاءِ مِنْ جَمِيعِ أَنحَاءِ البِلَادِ، لَكِنَّهُمْ لَم يَتَمَكَّنُوا مِنْ مُسَاعَدَتِهِ. فَقَدْ كَانَ هُنَاكَ ثُعبَانٌ يَعِيشُ دَاخِلَ بَطْنِ الأَميرِ، وَلَم يَنجَحْ أَيُّ عِلَاجٍ فِي تَحْسِينِ حَالَتِهِ.

• قصة وعبرة: الدّبّ والصديقان

صَداقَةٌ

فِي يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ ٱلصَّيْفِ ٱلْجَمِيلَةِ، سَارَ مُسَافِرَانِ ٱثْنَانِ فِي دَرْبٍ مُوحِشٍ، وَقَدْ بَدَتْ عَلَيْهِمَا عَلَامَاتُ ٱلْوُدِّ وَٱلصَّفَاءِ، كَأَنَّهُمَا صَدِيقَانِ حَمِيمَانِ. فَجْأَةً، وَبَيْنَمَا هُمَا يَتَبَادَلَانِ أَطْرَافَ ٱلْحَدِيثِ، ظَهَرَ فِي ٱلْأُفُقِ دُبٌّ ضَخْمٌ، يَقْطَعُ ٱلطَّرِيقَ أَمَامَهُمَا.

قصة للأطفال: فَريدَةُ وإِصْبَعُها العَجيبُ

وَعدٌ

الحَقيقَةُ هي أَنَّ فَريدَةَ العَجيبَةَ وليسَ أُصْبُعُها فَقَط.. فَفَريدَةُ لَها مَوْهِبَةٌ خاصَّةٌ جِدًّا! فَهي تَسْتَطيعُ أَنْ تَتَكَلَّمَ مَعَ كُلِّ جُزْءٍ مِنْ أَجْزاءِ جِسْمِها بِلُغَةٍ لا يَفْهَمُها إِلّا هِيَ.

• قصة للأطفال: القط ذو الحذاء

القط النبيل

فِي قَرْيَةٍ صَغِيرَةٍ هَادِئَةٍ، كَانَ يَعِيشُ طَحَّانٌ طَيِّبُ الْقَلْبِ اسْمُهُ "عَلِي" مَعَ قِطَّتِهِ الذَّكِيَّةِ الْمَدْعُوَّةِ "مُشْمُش". عَلِي لَمْ يَكُنْ يَمْلِكُ الْكَثِيرَ مِنَ الْمَالِ، لَكِنَّهُ كَانَ يُعَامِلُ مُشْمُش كَأَنَّهَا فَرْدٌ مِنْ عَائِلَتِهِ وَيُحِبُّهَا كَثِيرًا.

• قصة للأطفال: الثعلب الماكر والغراب المغرور

تَمَلُّق

فِي يَومٍ مِنَ الأَيَّامِ، ظَفِرَ غُرَابٌ بِقِطْعَةِ لَحْمٍ شَهِيَّةٍ، فَقَبَضَ عَلَيْهَا بِمِنْقَارِهِ وَطَارَ بِهَا إِلَى غُصْنِ شَجَرَةٍ عَالِيَةٍ. وَبَيْنَمَا هُوَ يَسْتَقِرُّ عَلَى ذَلِكَ الغُصْنِ، مَرَّ بِهِ ثَعْلَبٌ مَاكِرٌ شَدِيدُ الجُوعِ، فَرَأَى اللَّحْمَ فِي مَنْقَارِ الغُرَابِ، فَاسْتَشَاطَ طَمَعًا وَتَوَقَّدَتْ فِي ذِهْنِهِ فِكْرَةٌ جَهَنَّمِيَّةٌ. فَتَقَدَّمَ نَحْوَ الشَّجَرَةِ وَجَلَسَ تَحْتَهَا مُخَاطِبًا الغُرَابَ بِكَلَامٍ مَفْعَمٍ بِالحِيلَةِ:

• نوادر العرب: دهاء المُغيرة بن شُعبة

داهية

فِي عَهدِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضيَ اللهُ عنهُ، تَوَلَّى المُغِيرَةُ بنُ شُعبَةَ إِمَارَةَ البَحرَينِ، لَكِنَّ أَهلَهَا لَم يَطِيبُوا لَهُ نَفسًا، فَاستَوحَشُوا مِن حُكمِهِ وَاستَبغَضُوهُ، حَتَّى كَادُوا يَغصُّونَ بِهِ. فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ الخَلِيفَةَ العَادِلَ عُمَرَ، لَم يَتَوَانَ فِي عَزلِهِ، فَقَد كَانَ يَنظُرُ فِي أَمرِ رَعِيَّتِهِ وَلَا يَغُضُّ الطَّرفَ عَن شَكواهم.

• قصة للأطفال: النّملة والجندب

اِسْتِعْدادٌ

فِي يَومٍ مِن أَيَّامِ الصَّيفِ الدَّافِئَةِ وَالمُشرِقَةِ، كَانَ هُنَاكَ جُندُبٌ طَائِشٌ يُحِبُّ الغِنَاءَ وَالرَّقصَ وَالعَزفَ عَلَى الكَمَانِ. بَدَلًا مِنَ العَمَلِ بِجِدٍّ وَالاستِعدَادِ لِأَيَّامِ الشِّتَاءِ القَاسِيَةِ، كَانَ يَقضِي وَقتَهُ فِي اللهوِ وَالاستِمتَاعِ تَحتَ أَشِعَّةِ الشَّمسِ السَّاطِعَةِ، دُونَ أَن يُفَكِّرَ فِي الأَيَّامِ البَارِدَةِ التِي سَتَأتِي قَرِيبًا.

• قصة للأطفال: الأرانِبُ الثَّلاثَة

نَدَم

فَوقَ أَرضِ المَكسيكِ، بِمَقَرِّ الأَرانِبِ، كانَ يَسكُنُ هُناكَ أَرانِبُ مُختَلِفَةُ الأَعمارِ. الأُمُّ... السَّيِّدَةُ سِنيورا/لابينوزا - كانَت تُشرِفُ بِعِنايَةٍ فائِقَةٍ على تَربيَةِ أَطفَالِها، حِينَما تُلاحِظُ شَيئًا غَيرَ طَبيعيٍّ، فَإنَّها تَصيحُ على الفَورِ:

• قصة وحكمة: النسر والسهم

كَمْ ذَا نَمْنَحُ أَعْدَاءَنَا الْوَسِيلَةَ لِتَدْمِيرِنَا

فِي يَومٍ مِنَ الأَيَّامِ، كَانَ هُنَاكَ نَسرٌ عَظِيمُ الجَبَرُوتِ، يُحَلِّقُ بِعِزَّةٍ وَكِبْرِيَاء فِي السَّمَاءِ الزَّرقَاءِ الوَاسِعَةِ، حَيثُ كَانَتِ الشَّمسُ تَشرُقُ بِأَشِعَّتِهَا الذَّهَبِيَّةِ لِتَزِيدَ مِن جَلَالِ مَشهَدِهِ.

• قصة للأطفال: دِفْءُ اللُّعَبِ الجَمِيلَةِ

صَداقَةٌ

كَانَ يَا مَا كَانَ فِي زَمَنٍ لَيْسَ بَعِيدًا، حَكَى أَبِي عَنِّي حِكَايَةً اِسْمُهَا: (لُعَبُ سُوسُو الجَمِيلَة). تَقُولُ الحِكَايَةُ: إِنَّ البِنْتَ الصَّغِيرَةَ (سُوسُو) تُحِبُّ لُعَبَهَا وَاللُّعَبُ تُحِبُّهَا، وَحِينَ سَافَرَتْ (سُوسُو) حَطَّ التُّرَابُ عَلَى اللُّعَبِ وَحَزِنَتْ حَتَّى رَجَعَتْ (سُوسُو)، فَعَادَتِ اللُّعَبُ تَرْقُصُ وَتُصَفِّقُ وَتُغَنِّي وَامْتَلَأَتِ الحُجْرَةُ بِالمُوسِيقَى وَالفَرَحِ.

• قصة حب: دعد ودوقلة المنبجي القصيدة اليتيمة

القصيدة اليتيمة

في زَمَنٍ سادَ فيهِ الشِّعْرُ، وأصبَحَتِ القَوافِي تُدرَكُ على ألسِنَةِ العَرَبِ كَما يُدرَكُ القَمَرُ في السَّماءِ الصَّافِيَةِ، كانَتْ هُناكَ أَميرَةٌ نَجدِيَّةٌ تُدعى "دَعد"، اشتَهَرَتْ بِجَمالِها الفائِقِ وبلاغَتِها العَظيمَةِ. كانَتْ دَعدُ لا تَقبَلُ بِأَيِّ رَجُلٍ زَوجًا لَها، إلّا إذا فاقَها شِعْرًا وبَيانًا، فَكانَ يُشتَرَطُ على مَنْ يَتَقَدَّمُ لِخِطبَتِها أَنْ يَنظِمَ قَصيدَةً تَفوقُ في جَودَتِها قَصائِدَها، وتُخَلِّدُها عَبرَ الدُّهورِ.

• قصة وعبرة: الْمَلِكُ وَالْوَزِيرُ الحكيم كالدهار

الوزير الداهية

فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ، فِي بِلَادِ الْهِنْدِ، كَانَتْ هُنَاكَ مَدِينَةٌ تُدْعَى "كَانْدَا"، وَاشْتَهَرَتْ تِلْكَ الْمَدِينَةُ بِجَمَالِهَا الْخَلَّابِ وَكَثَافَةِ أَشْجَارِهَا وَوَفْرَةِ زُهُورِهَا وَثِمَارِهَا، حَتَّى أُطْلِقَ عَلَيْهَا لَقَبُ "الْمَدِينَةُ الْخَضْرَاءُ".

• نوادر العرب: القاضي والمرأتان وكيد النساء

مَن حَفَرَ حفرةً لِأخيه وقع فيها

في زَمَنٍ مَضى، اشْتَهَرَ القاضي ابْنُ أَبي لَيْلى بِحِصافَةِ رَأْيِهِ وَدِقَّةِ حُكْمِهِ، وَذُكِرَ أَنَّ امْرَأَتَيْنِ دَخَلَتَا عَلَيْهِ في نِزَاعٍ عَظِيمٍ، كُلٌّ مِنْهُمَا تُرِيدُ أَنْ تَفُوزَ بِالْحُكْمِ لِصَالِحِهَا. فَلَمَّا وَقَفَتَا بَيْنَ يَدَيْهِ، كَانَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا قَدْ غَطَّتْ وَجْهَهَا بِالْحِجَابِ، فَقَالَتْ إِحْدَاهُمَا:

• قصة وحكمة: الأسدُ والتمثال

نُصَوِّرُ الأَشْياءَ كَما نَتَمَنَّى أَنْ تَكُون

فِي زَمَنٍ بَعِيدٍ، دَارَ حِوَارٌ بَيْنَ رَجُلٍ وَأَسَدٍ حَوْلَ مَسْأَلَةِ القُوَّةِ وَالقُدْرَةِ، وَكَانَا يَتَجَادَلَانِ فِيمَنْ هُوَ الأَقْوَى بَيْنَهُمَا. اِدَّعَى الرَّجُلُ بِتَفَوُّقِ البَشَرِ عَلَى سَائِرِ المَخْلُوقَاتِ، مُسْتَنِدًا إِلَى ذَكَائِهِمِ الفَائِقِ.

• قصة وعبرة: الإوزّة التي تبيض ذهباً

عاقبة الطّمع

في قَرْيَةٍ هادِئَةٍ، كانَ يَعيشُ مُزارِعٌ وَزَوجَتُهُ، يَمْلآنِ أيّامَهُما بالعَمَلِ وَالرِّضا، رَغْمَ بَساطَةِ حَياتِهِما وَقِلَّةِ مَوارِدِهِم. وَفي أَحَدِ الأَيّامِ، وَبينَما كانَ المُزارِعُ يَتَجَوَّلُ في حُقولِهِ، لَمَحَ إِوَزَّةً جَميلَةً ذاتَ ريشٍ ناصِعٍ يَلْمَعُ بَريقًا غَريبًا. شَعَرَ بِأَنَّ في تِلْكَ الإِوَزَّةِ سِرًّا دَفينًا، فَحَمَلَها إِلى بَيْتِهِ وَقَرَّرَ أَنْ يَعْتَنيَ بِها كَما لَوْ كانَتْ كَنْزًا ثَمينًا.

• قصة وعبرة: الكلب والظل

الطمع والجشع

في يَومٍ مِنَ الأيَّامِ، عَثَرَ كَلبٌ على عَظْمَةٍ كَبيرةٍ وشَهيَّةٍ. أَمسَكَ بِها بِإِحْكامٍ في فَمِهِ وقَرَّرَ العَودَةَ إلى مَنْزِلِهِ لِيَستَمْتِعَ بِها على مَهلٍ.

• قصة للأطفال: الأميرة وحبّة البازِلاء

 الصُّوَر في نهاية القصة

فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ، فِي مَمْلَكَةٍ نَائِيَةٍ، كَانَ هُنَاكَ أَمِيرٌ يَتُوقُ لِلزَّوَاجِ مِنْ أَمِيرَةٍ. إِلَّا أَنَّ هَذَا الأَمِيرَ كَانَ شَدِيدَ الاِنْتِقَاءِ، فَلَمْ يَكُنْ يَرْغَبُ فِي الاِقْتِرَانِ بِأَيِّ أَمِيرَةٍ عَابِرَةٍ، بَلْ كَانَ يَبْحَثُ عَنْ أَمِيرَةٍ جَمِيلَةٍ، لَطِيفَةٍ، ذَكِيَّةٍ، سَاحِرَةٍ، وَقَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، حَسَّاسَةٍ.

• قصة وعبرة: الدّيك واللؤلؤة

«إِنَّمَا النَّفَائِسُ لِمَنْ يُقَدِّرُهَا.»

كَانَ فِي مَزْرَعَةٍ هَادِئَةٍ دِيكٌ يَعِيشُ سَعِيدًا، يَعْمَلُ لَيْلًا وَنَهَارًا، يَخْدِشُ الأَرْضَ بِقَدَمَيْهِ وَيُنَقِّبُ فِيهَا. كَانَ دَائِمَ السَّعْيِ لِتَوْفِيرِ الطَّعَامِ لِعَائِلَتِهِ، لَا يَكِلُّ وَلَا يَمَلُّ.

• قصة للأطفال: فيل الملك الأبيض

الفيلُ الوفيّ

فِي قَرْيَةٍ صَغِيرَةٍ تُطِلُّ عَلَى نَهْرٍ هَادِئٍ وَتُحِيطُ بِهَا غَابَةٌ وَاسِعَةٌ، عَاشَ مَجْمُوعَةٌ مِنَ النَّجَّارِينَ الْمَهَرَةِ. كَانُوا فِي كُلِّ صَبَاحٍ يَسْتَقِلُّونَ قَوَارِبَهُمُ الصَّغِيرَةَ وَيَنْطَلِقُونَ نَحْوَ الْغَابَةِ حَيْثُ يَقْضُونَ سَاعَاتٍ طَوِيلَةٍ فِي قَطْعِ الأَشْجَارِ وَتَحْوِيلِهَا إِلَى أَخْشَابٍ رَائِعَةٍ لِأَعْمَالِهِمُ الْفَنِّيَّةِ.

• قصة للاطفال: الأرنب الضائع

حضن الأم

كانَ هُناكَ أَرْنَبٌ صَغيرٌ يُدعى بوني، وَهُوَ أَصْغَرُ أَفْرادِ عائِلَةٍ كَبيرَةٍ تَعيشُ في غابَةٍ قَديمَةٍ، حَيْثُ تَعْلُو الأَشْجارُ في السَّماءِ وَتَزْهُو الأَزْهارُ البَرِّيَّةُ بِكَثافَةٍ. لَطالَما حَذَّرَتْ والِدَتُهُ مِنَ الابْتِعادِ عَنْها خَوْفًا مِنْ أَنْ يَضِلَّ الطَّريقَ وَيَصْعُبَ عَلَيْهِ العَوْدَةُ.

• قصة وعبرة: الذِّئْبُ وَالْكُرْكِيُّ

«الْعِرْفَانُ وَالطَّمَعُ لَا يَجْتَمِعَانِ».

كَانَ الذِّئْبُ يَلْتَهِمُ حَيَوانًا افْتَرَسَهُ، إِذِ انْحَشَرَتْ فِي زَوْرِهِ فَجْأَةً قِطْعَةٌ صَغِيرَةٌ مِنَ الْعَظْمِ كَانَتْ فِي اللَّحْمِ، وَلَمْ يَتَمَكَّنْ مِنَ ابْتِلَاعِهَا، وَأَحَسَّ مِنْ فَوْرِهِ بِأَلَمٍ رَهِيبٍ فِي زَوْرِهِ، وَجَعَلَ يَعْلُو وَيَهْبِطُ، وَيِئِنُّ وَيَئِنُّ، وَيَبْحَثُ عَنْ شَيْءٍ يُخَفِّفُ عَنْهُ أَلَمَهُ.