الاثنين، 15 يوليو 2024

• قصة للأطفال: الساموراي أَشْكِينْ

حِكايةٌ مِن اليابانِ

كانَ في قديمِ الزمانِ امرأةٌ تُدعى (هانا) تَعيشُ مع زَوجِها (تانجو) في بيتٍ صغيرٍ قُربَ المعبدِ، وكانَ كلاهما يَتوقانِ إلى إنجابِ طفلٍ. وفي أَحَدِ الأَيَّامِ، حَمَلَت (هانا) قُرباناً إلى المعبدِ، وأَخذَت تَتوسَّلُ إلى اللهِ أَن يمنَحَها طِفلاً صغيراً ولو بحجمِ زَهرةِ اللوتسِ. واستَجابَ اللهُ لدعائِها، فَحَمِلَت وأنجَبَت طِفلاً جَميلاً لَكنَّهُ كانَ صغيراً جِداً، وصاحت الأُمُّ: (سوفَ يَسخَرُ مِنِّي الجَميعُ!).

أَطلقَ الأبوانِ على وَلَدِهما اسمَ (أَشْكِينْ) وتَكفَّلاهُ بالرِّعايةِ الوافرةِ، ولكِنَّهما لم يُحِبَّاهُ. ومَضَت السِّنونُ وكَبُرَ (أَشْكِينْ) وصارَ شُجاعاً ومِقْداماً، لكنَّ حجمهُ لم يَتَجاوز زَهرةَ اللوتسِ، وهذا ما كانَ يَجعلهُ حزيناً. وكانَ يَتَمَنّى مِن كُلِّ قَلبهِ أن يَكونَ مِثلَ الآخرينَ. لِذا في أَحدِ الأيامِ، قالَ لِوالدتِهِ: (سَأَضْرِبُ في الأرضِ عَسَى أن أَجِدَ وسيلةً أَنمو بِها وأَصبحَ كالآخرينَ).

وقبلَ رَحيلِهِ، صَنَعَ (أَشْكِينْ) لِنفسِهِ سيفاً حادّاً مِن الإبرِ ودِرعاً قَويةً وبزَّةً لِلحربِ، وأَخذَ يَتَدَرَّبُ على قِتالِ الحشراتِ الكبيرةِ المُخيفةِ حتَّى صارَ مُحارباً قَويّاً. وأَبحرَ في إِحدى الأَمسياتِ على مَتنِ قاربٍ صغيرٍ، وابتعدَ عن المدينةِ مُتجهاً نَحوَ عَرضِ البحرِ، وبيْنَما كانَ يُفَكِّرُ في وجهتِهِ المُقبِلةِ، التَقَطَتهُ يدٌ كبيرةٌ مِن قاربِهِ وسمِعَ صوتاً أَجَشَّ يُخاطبُه قائلاً: (مَن أَنتَ؟)، فَأجابَ: اسمي (أَشْكِينْ) وأنا أَمهرُ مُقاتلٍ في إمارةِ (سانجو).

فقالَ الصوتُ: (أنا الأَميرُ (سانجو)، عليكَ أَن تُبرهنَ لي كَم أَنتَ ماهِرٌ في القتالِ)، ووَضعَهُ أرضاً ثُمَّ استَأنَفَ قائلاً: (والآنَ أيُّها الجُنديُّ الصغيرُ، عِندي مهمةٌ خاصةٌ بِكَ، ستُسافِرُ ابنتي إلى مَعبدٍ في أَحدِ الجبالِ البعيدةِ، وعليكَ أن تَتَكفَّلَ بِحِمايتِها طيلةَ اليومِ).

انحنى (أَشْكِينْ) تَقديراً وأَخذَ مكانهُ في مَركبةِ الأَميرةِ. ومِنَ الغدِ، عندَما وصلَ الموكبُ إلى المعبدِ القديمِ، كانت الأَشباحُ تَتراقصُ بينَ الأَشجارِ، فوقفَ (أَشْكِينْ) على كَتِفِ الأَميرةِ حتى يَستطيعَ أن يَحميَها أَكثرَ، وفَجأةً اعتَرَضَ طريقَهما شيطانانِ ناريانِ، فشَحَبَ وجهُ الأَميرةِ رُعباً، لكنَّ (أَشْكِينْ) استَلَّ سيفَهُ الصغيرَ استعداداً لِبَذلِ حياتِهِ في سبيلِها، وصَرَخَ في وجهِ الشيطانينِ قائلاً: (اقتربا أَكثرَ وسَوفَ أُمَزِّقُكما)، فأجابَ أَحدُهما في تهكُّمٍ: (أَنتَ مُخيفٌ جِداً! أَتعلَمُ أنَّهُ بِإمكاني التهامُكَ في لُقمةٍ واحدةٍ؟!).

فاندَفعَ نَحوَهُ (أَشْكِينْ) بسيفِهِ الحادِّ قبلَ أن يَتَفَطَّنَ الشيطانُ الآخرُ إلى ذلكَ، وشرَعَ سيفَهُ عالياً، ثمَّ انهالَ به على أَنفِهِ فاقتلَعَهُ، وفرَّ الشيطانانِ أَثَرَ ذلكَ.

في تلكَ الآونةِ، انفَتَحَت أَبوابُ المعبدِ، وأَخذَ (أَشْكِينْ) في النُّموِّ شيئاً فشيئاً مكافأةً لهُ مِن اللهِ على شَجاعَتِهِ، وعندَما رَأَت الأَميرةُ الفتى الجَميلَ على تلكَ الهيئةِ، امتلَأَ قَلبُها فَرَحاً، وعادا إلى القصرِ مَعاً ليبارِكَ الأَميرُ زَواجَهما، وأَصبحَ (أَشْكِينْ) مُنذَ ذلكَ الحينِ أَكبرَ مُحاربِ ساموراي على وَجهِ الأَرضِ، وعاشا حياةً مَلؤها الفَرَحُ.

سونيا مندلاوي

 المصدر: 1

 إقرأ أيضاً:

قصة للأطفال: جميلة والوحش

قصة للأطفال: الجليد في الغابة

نوادر العرب: الربع قرش رحلة الغش والخداع

قصة للأطفال: دموع الشوكولاتة

قصة للأطفال: الدّب الكسول والعسل المسموم

للمزيد            

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً 

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية 







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق