عَاقِبَةُ الْكَسَلِ
يُحْكَى أَنَّهُ فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ... فِي غَابَةٍ مُمتَلِئَةٍ بِالْحَيَوَانَاتِ وَالأَشْجَارِ المُخْتَلِفَةِ الأَشْكَالِ وَالأَلْوَانِ وَالأَحْجَامِ... وَحَتَّى الزُّهُورِ؛ مَا بَيْنَ الأَحْمَرِ وَالأَصْفَرِ وَالأَبْيَضِ وَالْبُرْتُقَالِيِّ وَالْوَرْدِيِّ، وَبَيْنَ رَائِحَةِ الزُّهُورِ الْبَرِّيَّةِ؛ حَيْثُ تَتَنَقَّلُ الْفَرَاشَاتُ بِانسِجَامٍ، كَانَتْ تَعِيشُ الْحَيَوَانَاتُ بِأَمَانٍ وَفَرْحَةٍ وَسَعَادَةٍ بِمَا كَتَبَهُ اللَّهُ لَهَا فِي الْحَيَاةِ.
وَفِي
صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ تَخْرُجُ الْحَيَوَانَاتُ بِهِمَّةٍ وَنَشَاطٍ وَهِيَ
تَبْتَسِمُ لِتَبْحَثَ عَنْ طَعَامِهَا وَشَرَابِهَا فِي الْغَابَةِ مِنْ
حَوْلِهَا، وَيَحْدُثُ أَنْ تَمُرَّ عَلَى الدُّبِّ الْكَبِيرِ جِدًّا، الْكَسُولِ
جِدًّا جِدًّا، وَالَّذِي لا يَفْعَلُ شَيْئًا سِوَى الاسْتِلْقَاءِ وَالنَّوْمِ
بِخُمُولٍ شَدِيدٍ دُونَ حَرَكَةٍ تَحْتَ شَجَرَةِ الصَّنَوْبَرِ الْعِمْلاَقَةِ،
وَلا يَهْتَمُّ بِالْبَحْثِ عَنْ طَعَامِهِ مِثْلَ بَقِيَّةِ الْحَيَوَانَاتِ
وَالَّتِي كَانَتْ تَتَعَجَّبُ مِنْ كَسَلِهِ، فَتَرْمِي عَلَيْهِ التَّحِيَّةَ
وَالسَّلامَ وَتَمْشِي.
فِي
حِينِ كَانَتْ بَعْضُ الْحَيَوَانَاتِ الْمُقَرَّبَةِ مِنْهُ مِثْلَ: الْفِيلِ
وَالزَّرَافَةِ تُحَاوِلُ إِقْنَاعَهُ بِالْخُرُوجِ لِلْبَحْثِ عَنْ عَمَلٍ أَوْ
طَعَامٍ، لَكِنَّ الدُّبَّ الْكَسُولَ جِدًّا لا يَتَعَلَّمُ، وَكَانَ
يُوَبِّخُهَا وَيَنْهَرُهَا بِشِدَّةٍ، وَيُشِيرُ إِلَى شَجَرَةِ الصَّنَوْبَرِ
الضَّخْمَةِ الَّتِي يَسْتَلْقِي أَسْفَلَهَا قَائِلًا: وَلِمَاذَا أَعْمَلُ يَا
حَمْقَى، لَسْتُ بِحَاجَةٍ إِلَى الْعَمَلِ وَالْخُرُوجِ وَالتَّعَبِ وَالإِرْهَاقِ،
هَذِهِ الشَّجَرَةُ بِهَا كَثِيرٌ مِنَ الْعَسَلِ الطَّازَجِ الشَّهِيِّ، وَهَذَا
يَكْفِينِي، ارْحَلُوا وَلا تَتَدَخَّلُوا فِي شُؤُونِي.
تَحْزَنُ الْحَيَوَانَاتُ وَتَتْرُكُهُ وَهُوَ يَنْظُرُ بِاسْتِمْتَاعٍ إِلَى كَنْزِهِ الثَّمِينِ، وَهُنَا شَاهَدَ الدُّبُّ ثُعْبَانًا ضَخْمًا جِدًّا فَوْقَ الْعَسَلِ كَانَ يُطَارِدُ فَأْرًا، فَأَلْقَى الثُّعْبَانُ بِسُمِّهِ فَوْقَ الْفَأْرِ وَتَسَمَّمَ الْعَسَلُ بِالْكَمَالِ، وَمَاتَ الْفَأْرُ، أَخَذَ الدُّبُّ الْكَسُولُ يَصْرُخُ وَيَبْكِي عَلَى طَعَامِهِ وَعَسَلِهِ الَّذِي أَصْبَحَ مَسْمُومًا، فَلَنْ يَتَمَكَّنَ مِنْ تَنَاوُلِهِ مَرَّةً أُخْرَى، وَظَلَّ عَلَى حَالِهِ حَتَّى أَوْشَكَتْ الشَّمْسُ عَلَى الْغُرُوبِ وَحَلَّ الظَّلامُ، وَغَدًا كَانَ يَوْمًا جَدِيدًا لِلدُّبِّ الْكَسُولِ الَّذِي سَوْفَ يُضْطَرُّ لِسَمَاعِ الْكَلَامِ وَالنُّزُولِ مَعَ أَصْحَابِهِ الْحَيَوَانَاتِ لِيَبْحَثَ عَنْ عَمَلٍ وَطَعَامٍ.
قصة للأطفال: القراشل المغربية عيدية
قصة وحكمة: اتقن فن اختيار التوقيت المناسب
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق