مغامرة في الغابة
فِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ، فِي كُوخٍ صَغِيرٍ فِي قَلْبِ الغَابَةِ، عَاشَ طِفْلَانِ لَطِيفَانِ اسْمُهُمَا هَانْسِل وَجْرِيتِل مَعَ وَالِدِهِمَا الحَطَّابِ الفَقِيرِ. تُوُفِّيَتْ وَالِدَتُهُمَا عِنْدَمَا كَانَا صَغِيرَيْنِ جِدًّا، وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ تَزَوَّجَ وَالِدُهُمَا مِنِ امْرَأَةٍ جَدِيدَةٍ كَانَتْ قَاسِيَةً جِدًّا.
كَانَتْ
زَوْجَةُ أَبِيهِمَا تَأْكُلُ كُلَّ الطَّعَامِ الجَيِّدِ وَتَتْرُكُ لَهُمَا
الفُتَاتَ. كُلَّ يَوْمٍ كَانَ عَلَى هَانْسِل وَجْرِيتِل العَمَلُ بِجِدٍّ،
وَكَانَا يَتَمَنَّيَانِ أَنْ يَسْمَعَ وَالِدُهُمَا مَعَانَاتَهُمَا، لَكِنَّهُ
لَمْ يَكُنْ يَسْتَمِعُ إِلَّا لِزَوْجَتِهِ القَاسِيَةِ.
ذَاتَ
يَوْمٍ تَوَسَّلَتْ جْرِيتِل إِلَى وَالِدِهَا قَائِلَةً: "أَرْجُوكَ، أَبِي،
نَحْنُ نَعْمَلُ طِوَالَ اليَوْمِ وَنَحْنُ جَائِعُونَ جِدًّا!"، لَكِنَّ
زَوْجَةَ أَبِيهِمَا صَفَعَتْهَا وَصَاحَتْ: "يَا لَكُمْ مِنْ أَطْفَالٍ
غَيْرِ مُمْتَنِّينَ! أَنْتُمْ تَأْكُلُونَ مِنْ بَيْتِنَا!"
فِي
تِلْكَ اللَّيْلَةِ، لَمْ تَسْمَحْ لَهُمَا زَوْجَةُ أَبِيهِمَا بِالنَّوْمِ
دَاخِلَ المَنْزِلِ، وَكَانَ عَلَيْهِمَا النَّوْمُ خَارِجًا فِي البَرْدِ. وَفِي
صَبَاحِ اليَوْمِ التَّالِي، قَالَتْ جْرِيتِل لِأَخِيهَا الصَّغِيرِ:
"هَانْسِل، لَا يُمْكِنُنَا البَقَاءُ هُنَا بَعْدَ الآنَ. يَجِبُ أَنْ
نَهْرُبَ اليَوْمَ! لَا بُدَّ أَنْ هُنَاكَ طَعَامًا أَكْثَرَ فِي الغَابَةِ مِمَّا
نَحْصُلُ عَلَيْهِ فِي المَنْزِلِ."
قَالَ
هَانْسِل بِقَلَقٍ: "لَكِنْ مَاذَا لَوْ ضَلَلْنَا الطَّرِيقَ؟ كَيْفَ
سَنَجِدُ طَرِيقَ العَوْدَةِ؟"
فَكَّرَتْ
جْرِيتِل قَلِيلًا ثُمَّ قَالَتْ: "سَآخُذُ الخُبْزَ مَعَنَا، سَأَتْرُكُ
فُتَاتَ الخُبْزِ خَلْفَنَا حَتَّى نَتَمَكَّنَ مِنْ تَتَبُّعِهَا إِذَا
احْتَجْنَا."
وَانْطَلَقَا
فِي الغَابَةِ، أَسْقَطَتْ جْرِيتِل بِعِنَايَةٍ فُتَاتَ الخُبْزِ أَثْنَاءَ
سَيْرِهِمَا. لَكِنْ لَمْ يَجِدَا أَيَّ طَعَامٍ فِي الغَابَةِ. كَانَتِ
الأَشْجَارُ وَالشُّجَيْرَاتُ قَدْ تَجَاوَزَتْ وَقْتَ الإِثْمَارِ. وَعِنْدَمَا
حَاوَلَا العَوْدَةَ، اكْتَشَفَا أَنَّ الطُّيُورَ قَدْ أَكَلَتْ فُتَاتَ الخُبْزِ!
عِنْدَمَا
غَابَتِ الشَّمْسُ وَسَمِعَا عَوَاءَ الذِّئَابِ، أَصْبَحَا خَائِفَيْنِ جِدًّا.
لَكِنَّ جْرِيتِل رَأَتْ ضَوْءًا صَغِيرًا بَعِيدًا وَقَالَتْ: "انْظُرْ،
لَابُدَّ أَنَّ هُنَاكَ مَنْ يَعِيشُ هُنَاكَ. رُبَّمَا يَكُونُونَ لُطَفَاءَ
وَيَأْخُذُونَنَا."
رَكَضَا
نَحْوَ الضَّوْءِ وَوَجَدَا مَنْزِلًا مَصْنُوعًا بِالكَامِلِ مِنَ الحَلْوَى!
فَرِحَا وَبَدَآ فِي تَنَاوُلِ الحَلْوَى، لَكِنْ فَجْأَةً سَمِعَا صَوْتًا
حَادًّا يَقُولُ: "مَنْ يَقْضِمُ بَيْتِي؟" اسْتَدَارَا لِيَجِدَا
سَاحِرَةً خَضْرَاءَ تُحَدِّقُ بِهِمَا عَابِسَةً.
قَالَتْ
جْرِيتِل بِلُطْفٍ: "كَانَ هُنَاكَ الكَثِيرُ مِنَ الحَلْوَى، وَنَحْنُ
جَائِعُونَ جِدًّا."
رَدَّتِ
السَّاحِرَةُ بِنَبْرَةٍ أَلْطَفَ: "تَعَالُوا إِلَى الدَّاخِلِ، سَأُحْضِرُ
لَكُما شَيْئًا لِتَأْكُلاهُ."
ظَنَّا
أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ سَيَكُونُ بِخَيْرٍ، وَدَخَلَا المَنْزِلَ. أَعْطَتْهُمَا
السَّاحِرَةُ وَجْبَةً مِنَ الحسَاءِ وَالخُبْزِ، لَكِنْ فِي الصَّبَاحِ،
اسْتَيْقَظَ هَانْسِل لِيَجِدَ نَفْسَهُ مَحْبُوسًا فِي قَفَصٍ، وَزَأَرَتِ
السَّاحِرَةُ فِي وَجْهِ جْرِيتِل: "سَيَبْقَى أَخُوكِ هُنَاكَ حَتَّى
يُصْبِحَ سَمِينًا بِمَا يَكْفِي لِأَكْلِهِ!"
عَمِلَتْ
جْرِيتِل بِجِدٍّ طِوَالَ اليَوْمِ فِي أَدَاءِ الأَعْمَالِ المَنْزِلِيَّةِ،
بَيْنَمَا كَانَ هَانْسِل يَتَغَذَّى جَيِّدًا. كُلَّ صَبَاحٍ، كَانَتِ
السَّاحِرَةُ تَطْلُبُ مِنْ هَانْسِل أَنْ يُظْهِرَ لَهَا إِصْبَعَهُ لِتَرَى
مَدَى سُمْنِهِ، لَكِنَّهُ كَانَ يُقَدِّمُ لَهَا عَظْمَةً رَقِيقَةً بَدَلًا مِنْ
ذَلِكَ.
ذَاتَ
يَوْمٍ، قَرَّرَتِ السَّاحِرَةُ أَنَّهَا لَمْ تَعُدْ تَسْتَطِيعُ الانْتِظَارَ،
وَأَخْبَرَتْ جْرِيتِل أَنْ تُشْعِلَ النَّارَ فِي الفُرْنِ. عَمِلَتْ جْرِيتِل
بِبُطْءٍ قَدْرَ الإِمْكَانِ، ثُمَّ قَالَتْ: "لَسْتُ مُتَأَكِّدَةً مِنْ
كَيْفِيَّةِ التَّحَقُّقِ مَا إِذَا كَانَتِ النَّارُ سَاخِنَةً بِمَا يَكْفِي."
تَمْتَمَتِ
السَّاحِرَةُ وَهِيَ تَخْطُو دَاخِلَ الفُرْنِ، لَكِنَّ بِمُجَرَّدِ أَنْ كَانَتِ
السَّاحِرَةُ دَاخِلَ الفُرْنِ، أَغْلَقَتْ جْرِيتِل البَابَ بِسُرْعَةٍ.
قَالَ
هَانْسِل: "جْرِيتِل، لَقَدْ أَنْقَذْتِنَا!"
وَجَدَتْ
جْرِيتِل مِفْتَاحَ قَفَصِ هَانْسِل وَحَرَّرَتْهُ. تَعَانَقَا وَضَحِكَا ثُمَّ
وَجَدَا بَرْمِيلًا مَلِيئًا بِالجَوَاهِرِ الثَّمِينَةِ!
مَعَ
جُيُوبِهِمَا مَلِيئَةً بِالجَوَاهِرِ، رَكَضَا خَارِجَ مَنْزِلِ السَّاحِرَةِ
وَوَجَدَا طَرِيقًا صَغِيرًا قَادَهُمَا إِلَى البَيْتِ. وَعِنْدَمَا وَصَلَا
إِلَى المَنْزِلِ، كَانَ وَالِدُهُمَا فِي غَايَةِ الفَرَحِ لِرُؤْيَتِهِمَا،
وَعَلِما أَنَّ زَوْجَةَ أَبِيهِمَا قَدْ مَاتَتْ.
عَاشَ
هَانْسِل وَجْرِيتِل بِسَعَادَةٍ مَعَ وَالِدِهِمَا فِي الكُوخِ فِي الغَابَةِ، وَقَضَوْا
سَنَوَاتٍ كَثِيرَةً مُبْهِجَةً مَعًا.
قصة عجيبة: الأحذية تبحث عن الحرية
قصة صُدفة: بيدو والصخرة العجيبة
قصة نفسية: عتريس والبلدوزر السحري
قصة للأطفال: الأمير الذكي والأميرة الجميلة
قصة للأطفال: هيدي والجبال السحرية
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
مصدر
الصُّوَر: 1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق