الاثنين، 7 مايو 2018

• قصة مشاهير: أخطر امرأة قنّاصة في التاريخ


كانت "ليودميلا بافليتشينكو" السوفياتية (1916 – 1974) في طفولتها تتحدى الصبيان المتبجحين في إصابة الأهداف بدقة وتتفوق عليهم، التحقت بعدها بمدرسة للقنص، وعندما كانت في الرابعة والعشرين من عمرها، انضمت للتدرب على القنص بين صفوف الجيش الأحمر السوفييتي، ولم يخيفها نقص العنصر النسوي في الجيش، ولم يثنها عن مساعيها، بل جعلها تنافس الذكور وتحاول جاهدة تحقيق أهدافها.

لم يكن الجيش يستعين بالعنصر النسوي آنذاك، ولم يكن مقتنعاً بعمل امرأة كقناصة، ومن أجل جعلها تتراجع وتنسحب من هذا العمل دفعوا بها إلى الميدان مباشرة وأسندوا إليها مهمة قنص إثنين من الجواسيس الرومانيين المتعاونين مع الألمان، لكنها اعتبرت أن الهدفين كانا بالنسبة لها مجرد تدريب روتيني وعملية اختبار سهلة المنال، وتمكنت من إصابة الهدفين بنجاح، فتم قبولها على الفور، ثم راحت تخوض المعركة تلو الأخرى، مثبتة بأنها قناصة ممتازة وموهوبة...

وخلال كل الشهور اللاحقة، بقيت ثابتة ومركزة على واجبها أشد تركيز، فشاركت في معركتين كبيرتين، كانت المعركة الأولى هي معركة "أوديسا" التي تمكنت خلالها من قتل 187 جندياً ألمانياً، وكانت المعركة الثانية هي معركة "سيفاستبول" التي رفعت خلالها حصيلة أهدافها المؤكدة وضحاياها إلى 257 جندياً ألمانياً.
وكانت "بافليتشينكو" قد رقّيت إلى رتبة رقيب أول بعدما حققت 100 عملية قتل مؤكدة، وتواصلت ترقيتها من رتبة إلى رتبة إلى أن وصلت في نهاية المطاف إلى رتبة ملازم.
بالإضافة إلى عمليات القنص الاعتيادية، أُسنِدت إلى "ليودميلا بافليتشينكو" كذلك مهمات أكثر خطورة، وهي مهمة القنص المضاد، وينخرط الجنود عادة في عمليات القنص المضاد في مواجهات ثنائية، فيطلقون النار على بعضهم البعض مراراً وتكراراً دون المجازفة بالكشف عن مواقعهم إلى أن يسقط أحد طرفي المواجهة، وخلال مسيرتها المهنية كلها كقناصة، لم تخسر "بافليتشينكو" مواجهة واحدة على الرغم من أن البعض منها دام ثلاثة أيام بلياليها، والتي تعتبر من أشد المواجهات في حياتها، ولهذا أصبحت "ليودميلا" المرأة الأكثرة تداولاً في الصحف السوفيتية من جهة، والجندية الأكثر رعباً بين النازيين من جهة أخرى، حيث كان النازيون يتداولون أساطير عن "قناصة سوفيتية" تسمع الهمس بين الألمان عن بعد نصف كيلومتر.
ولكن الفيرماخت الألماني لم يترك وضع دحر جنوده من قبل قناصة كما هو، فقرر إرسال أقوى القناصين في الرايخ الثالث لقتل المرأة السوفيتية، ففي إحدى المبارزات بين القناصة "ليودميلا" وأحد القناصين الألمان، التي استمرت لمدة يوم كامل، التقت عين "ليودميلا" بعين خصمها في نفس اللحظة... ولكن "ليودميلا" كانت سبّاقة بالضغط على زناد البندقية، وعندما وصلت "ليودميلا" إلى موقع القناص المقتول، عثرت على دفتره لتسجيل حصيلة القنص، فوجدت أن القناص النازي بدأ المشاركة في الحرب من أيام احتلال فرنسا، وعلى حسابه أكثر من 400 ضابط وجندي من مختلف أنحاء أوروبا.
مع نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت "بافليتشينكو" قد قتلت 309 جنود ألمانيين، من بينهم 36 قناصاً نازياً كان قد أرسلهم الفيرماخت الألماني للقضاء على القناصة السوفيتية، لكنها قتلتهم جميعاً، وخلال حياتها كقناصة تعرضت للإصابة عدة مرات، لكنها في المرة الرابعة التي أصيبت فيها إصابة بليغة عمد الجيش إلى إعفائها من المشاركة في المعارك والقتال المباشر، وتم تكليفها بمهمات تدريب القناصين الجدد في الجيش.
على الرغم من إصابتها، بدأ قادة "بافليتشينكو" يخشون أن يتقرب منها ضباط العدو لإغرائها بالانضمام إلى صفوفهم، فعندما سُحبت من أرض المعركة كان واضحاً أن الألمان كانوا على دراية بهويتها، فقد كانوا خلال الكثير من المناسبات يوجهون إليها رسائل تذيعها مكبرات الصوت، فكانت الرسائل تبدو كالآتي: "تعالي إلينا يا ليودميلا بافليتشينكو، سنعطيك الكثير من الشوكولا وسنجعلك تتقلدين رتبة ضابط ألماني"، وبالطبع قابلت بافليتشينكو عروضهم تلك كلها بالرفض، فهددها الألمان النازيون بتقطيعها إلى 309 قطع على قدر عدد الجنود النازيين الذين قتلتهم، فقالت في ذلك متباهية: "لقد كانوا يعلمون حتى عدد الأهداف التي أحرزتها".
بعد انتهاء الحرب، شاركت "بافليتشينكو" في جولات بين بلدان الحلفاء كانت تجري فيها اللقاءات الصحفية، والجدير بالذكر أن لقب "السيدة الموت" أطلقه الشعب الأمريكي، عندما تعرف على قصة "ليودميلا بافليتشينكو" قبل زيارتها للولايات المتحدة في النصف الثاني من القرن الـ20، وعندما وصلت إلى العاصمة الأميركية واشنطن، أصبحت أول مواطن سوفييتي يرحَّب به داخل البيت الأبيض، ونشأت بينها وبين السيدة الأولى "إليونور روزفلت" علاقة صداقة قوية بفضل تشارك آرائهما حول حقوق المرأة، ولشدة إعجاب السيدة الأولى بها، رافقتها خلال جولتها حول الولايات المتحدة، وبقيت الاثنتان على اتصال وثيق خلال السنوات التالية، وعندما زار الرئيس الأمريكي "تيودور روزفلت" وزوجته السيدة الأولى "إيليونور" العاصمة الروسية "موسكو" بعد 15 عاماً، التقت الصديقتان مرة أخرى.
بعد انتهاء الحرب، عمدت "ليودميلا بافليتشينكو" إلى إنهاء دراستها في جامعة "كييف"، ونالت شهادة ماسترز في التاريخ الذي خلّدها بدوره ضمن لائحة أفضل القناصين، وأخطر قنّاصة أنثى تعرفها البشرية.
المصدر 1: dkhlak.com
المصدر 2: arabic.sputniknews.com
المصدر 3: ar.wikipedia.org

تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضاً

للمزيد                   

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات


أيضًا وأيضًا

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها                                         






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق