من أجل التفوق في الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918)
وجه المهندسون العسكريون اهتمامهم إلى تصميم أسلحة جديدة قد ترجح الكفة في تلك
الحروب، وطوّر الكثير منهم نماذج جديدة من الدبابة، وكان أكثر نموذج خارق للعادة بدون
منازع هو "الدبابة القيصر" الروسية.
كان ارتفاع هذه الدبابة يبلغ حوالي تسعة أمتار وكانت
تزن ستين طناً، وكان لها مظهر يشبه العربة ثلاثية العجلات كتلك التي اخترعها "بول
بونيان"، وتضمن التصميم عجلتان خلفيتان هائلتي الحجم اللتين كان المراد منهما
تمكين الآلة من تجاوز كل العقبات التي قد تجدها في طريقها.
كانت
"الدبابة القيصر" الروسية من بنات أفكار المهندس العسكري الروسي "نيكولاي
ليبيدينكو" الذي عمل على التصميم الأولي مع كل من المهندسين "نيكولاي
زوكوفسكي" و"بوريس ستيشكين" و"ألكسندر ميكولين".
كانت
الدبابة القيصر عملاقة حتى بالمعايير الحديثة، حيث كان طولها يبلغ ثمانية عشر متراً،
وعرضها تسعة أمتار، وتضمنت عربة نقل ضخمة على شكل حرف (تي)
T مع برج دبابة علوي مجهز بمختلف أصناف المدافع
والرشاشات الثقيلة، كانت جوانب الدبابة السفلية كذلك مجهزة بالرشاشات لتوفير تغطية
للجنود من خلال إطلاق النار على نقاط العدو، وكان يعمل على قيادة هذه الدبابة فريق
مكون من عشرة رجال.
كانت
كل عجلة كبيرة من عجلتي الدبابة تستمد الطاقة من محرك منفصل بقوة 250 حصاناً
بخارياً تم تعديله نقلاً عن محركات استلهمت من عربات الـZeplin
الألمانية،
التي تم الاستيلاء عليها خلال الحرب.
بلغت
سرعة الدبابة القيصر القصوى 20 كيلومتراً في الساعة في أفضل الأحوال، وفي خلفيتها
كان توجد ثلاثة عجلات صغيرة تعمل على محرك دوار من أجل منح الدبابة التوازن اللازم
أثناء عملها، الأمر الذي منحها في نفس الوقت مظهر عربة ثلاثية العجلات هائلة الحجم.
حظيت
الدبابة القيصر باسمها هذا على يد "نيكولاس الثاني" زعيم روسيا آنذاك، بدأت
بعد ذلك أعمال الصناعة على المشروع في سرية تامة، حيث كانت جميع قطع الدبابة تصنع
مثلما لو كانت ستستخدم في ماكينات صناعية ضخمة حتى لا يعلم أياً كان بحقيقة
المشروع.
في
الـ27 من أغسطس سنة 1915، أُخضعت الدبابة القيصر لأول اختباراتها الميدانية، حيث
تمت قيادتها خلال طريق صعب عبر مستنقع، فنجحت في سحق شجرة وتجاوزها ثم حادت عن
الطريق واتجهت صوب أراضٍ موحلة حيث توقفت.
كانت
العجلات تدور في أماكنها ولم تتكمن من دفع الدبابة إلى الأمام وإخراجها من الوحل
الذي غرقت فيه، فقد كان معظم وزنها مركزاً على الجهة الخلفية مما تسبب في غرق
المحرك الدوار الخلفي بسهولة تامة في الأوحال، وعلى الرغم من كونهما تشتغلان على
محركات ضخمة غير أن العجلتين الكبيرتين لم تحوزا على القوة الكافية لسحب الدبابة
خارج الوحل.
على
إثر هذا الفشل الذريع، تم التخلي عن المشروع الذي هُجر في نهاية المطاف، وبقيت
الدبابة قابعة هناك حيث توقفت في الأوحال إلى غاية سنة 1923 عندما تم سحبها ليعاد
استخدامها كخردة حديدية.
المصدر:
سفيان عشي dkhlak.com
هذا فيديو عن الدبابة الروسية الرهيبة
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضاً
للمزيد
حدوثة
قبل النوم قصص للأطفال
كيف
تذاكر وتنجح وتتفوق
قصص
قصيرة معبرة
معالجة
المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
قصص
قصيرة مؤثرة
مراهقون:
مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
تربية
الأبناء والطلاب
مواضيع
حول
التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضًا وأيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق