يحكى أن رجلا عجوزا كان له ثلاثة أولاد: "حكيم" و"أمين" و"قوي"،
أراد العجوز أن يمتحن أولاده الثلاثة، فطلب منهم أن يأتوا له بفاكهة لا تظهر إلا مرة كل مئة عام في مكان
نائي وسط غابة مليئة بالوحوش والهوام، وقبل أن يودعهم قال لهم: "تذكروا: لا
تتركوا الحبل!!".
لم يفهم الأولاد ماذا يقصد أبوهم وودعوه مبتسمين. أثناء الطريق وجدوا
كوخًا صغيرًا فتوقفوا عنده علّ أحدًا يرشدهم إلى وجهتهم، طرقوا الباب فإذا بشيخ وزوجته
الحسناء يفتحان، فسألوهما أن يدلوهما إلى الطريق، رحب بهم الشيخ وأحسن ضيافتهم ووعدهم بأن
يرشدهم إن هم قضوا ليلتهم عنده، أعجب الأخوة باقتراح الشيخ وقرروا أن يبيتوا الليلة
عندهما. كانت زوجة الشيخ شابة جميلة تفيض أنوثة وكانت ترمق "قوي" بنظرات
الإعجاب التي كادت أن توقعه في شباكها، لولا أن أمين همس في أذنه قائلا: "لا تخن من
أستأمنك"، في الصباح الباكر انطلقوا بعد أن شكروا الشيخ على كرم ضيافته وواصلوا رحلتهم،
وبعد مسيرة نصف يوم داخل الغابة المخيفة عثروا على شبل صغير فأراد "قوي"
أن يبطش به فمنعه حكيم قائلا: "إذا كنت قويًا فهناك الأقوى"، فأطعموه شيئاً من
زادهم وأكملوا طريقهم، وبعد سويعات وصلوا إلى المكان الذي وصفه لهم الشيخ فوجدوا شجرة وعليها
بعض الثمر فأراد "أمين"
أن يصعد ويجلبها ظنًا منه بأنها الفاكهة، فامسك يده "حكيم" مستوقفًا
إياه وهو يقول: "ما كل ما
يلمع ذهبا" فهم "أمين" ماذا يقصد أخوه بعد أن رأى عصفورًا هوى من
على الشجرة بعد أن أكل من ثمارها، فانتابتهم
حالة من الأحباط واليأس لأنهم لم يوفقوا في العثور على الفاكهة وقفلوا راجعين إلى أبيهم.
رأى العجوز وجوه أبنائه والحزن باد فيها، وبعد أن قصّوا حكايتهم عليه ابتسم العجوز وقال: "لا
تبتئسوا طالما لم تتركوا الحبل"، نظر بعضهم إلى بعض متعجبين وسألوه بصوت واحد: "أي
حبل؟!" أجابهم العجوز: (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا)، ففهموا ما كان
يرمي إليه أبوهم من رحلتهم : فالأمانة لا بد لها من قوة وحكمة مع التمسك بشرع الله.
Waw c'est très bien, et très jolie
ردحذف