فتح المعلم منفعلاً باب الإدارة دافعًا بالطالب
إلى المدير بعد أن كال له من عبارات السبّ
والشتم الكثير. قائلاً
للمدير: تفضل وألق نظره على طريقة لبسه لقميصه
ورفع أكمامه.
كتم الطالب عبراته، بينما المدير يتأمل مندهشًا، خرج المعلم بعد أن سلم ضحيته للجلاد - كما يظن - تأمل المدير ذلك الطفل، نظر إلى طريقة لبسه لقميصه الطويل، وقد شمّر أكمامه بطريقة توحي أنه "بلطجي".
أومأ المدير للطالب بالجلوس، فجلس الطفل
متعجبًا من تعاطف المدير، ساد الصمت المكان، والمدير يحدّث نفسه بأن سن الطالب
وصغره لا توحي بأنه "شبّيح".
تعجب الطالب من ردة
فعل المدير الهادئة رغم انفعال المعلم وتأليبه عليه، انتظر الطالب السؤال عن سبب المشكلة بفارغ الصبر حتى حان
الفرج، وسأله المدير: ما المشكلة ؟
أجاب الطالب: لم أُحضر الواجب.
فقال المدير: ولمَ؟ قال الطالب بخجل: لقد تركت الدفتر لأخي الذي يدرس في المدرسة المسائية كي يعمل واجبه، فنحن لا نملك إلا دفترًا واحدًا.
أجاب الطالب: لم أُحضر الواجب.
فقال المدير: ولمَ؟ قال الطالب بخجل: لقد تركت الدفتر لأخي الذي يدرس في المدرسة المسائية كي يعمل واجبه، فنحن لا نملك إلا دفترًا واحدًا.
نظر المدير إلى الطالب نظرة الأب الحاني وقال
له: ولماذا تقلد
الكبار يا بني وتلبس ثوباً طويلاً وتشمر أكمامك؟ فرد عليه الطفل بحسرة: القميص ليس
لي، إنه لإخي الكبير، ألبسه في الصباح، ويلبسه في المساء بعد عودتي من المدرسة،
لكي يذهب إلى المدرسة الليلية.
هذا الطالب عينة من كثيرين أمثاله، فرأفة بطلابنا...
ومهنة التعليم ليست وسيلة لكسب المال فقط، بل
هي مهنة إنسانية، فلنبحثْ عن الجانب الإنساني فيها.
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق