الثلاثاء، 10 يونيو 2014

• قصة نجاح: اليابانيون والأسماك الطازجة


يعشق اليابانيون الأسماك الطازجة، ويدخل السمك الطازج أو الني في معظم الوجبات اليابانية، بل أن الكثير من اليابانيين يعتمد على الأسماك كوجبة رئيسة لا يمكن الاستغناء عنها.
بدأت المشكلة عندما زاد معدل صيد الأسماك في اليابان وأصبحت المياه القريبة من شواطئ اليابان تعاني من نقص حاد في الأسماك، فلم يتبقَّ في المياه القريبة عدد كاف من الأسماك يفي باحتياجات السوق.

لذلك صنعت شركات صيد الأسماك سفنًا كبيرة لتبحر إلى مناطق أبعد وتصطاد كمية أكبر من الأسماك، ومن ثم يتم جلبها وبيعها في الأسواق اليابانية.
لكن ذلك لم يحل المشكلة، لأن رحلة هذه السفن تستغرق عدة أيام قبل أن تعود إلى الشاطئ وتفرغ حمولتها من الأسماك، مما يجعل الأسماك تصل إلى السوق وهي غير طازجة، ومما يجعلها تفقد نكهتها الأصلية فلا تروق للمستهلك الياباني. 
بعد فترة وجيزة بدأ المستهلكون اليابانيون يميزون الفرق بين طعم الأسماك الطازجة والأسماك المجمدة، وأخذوا يشتكون من أن الأسماك المجمدة ليست بنفس جودة الأسماك الطازجة، وطالبوا شركات صيد الأسماك بتزويدهم بأسماك طازجة عوضًا عن هذه الأسماك المجمدة التي فقدت نكهتها الطازجة.
أخذت شركات الأسماك بالبحث عن وسائل جديدة لترضي ذوق عملائها، وأخيرًا توصلت إلى فكرة مبتكرة تقوم على تزويد سفن الصيد بخزانات ضخمة يتم ملؤها بمياه البحر وتوضع فيها الأسماك حية إلى حين العودة إلى اليابسة، ومن ثم يتم بيع الأسماك وهي طازجة.
لكن المستهلكين اليابانيين بدأوا بالتذمر والشكوى مرة أخرى. وتمثلت شكواهم هذه المرة في أن طعم الأسماك المحفوظة في الخزانات أقل لذة نظرًا لأن هذه الأسماك المحبوسة في مياه الخزانات وبالرغم من بقائها على قيد الحياة إلا أنها تفقد الرغبة في الحركة بعد فترة وجيزة من حبسها في خزانات المياه بسبب التعب والفتور، وهذا يؤثر سلبًا على جودة مذاقها ويفقدها النكهة المميزة للأسماك الطازجة، أي أن المستهلك الياباني استطاع تمييز طعم السمك التي تتوقف عن الحركة عن الطعم الطازج للسمك الذي يتم اصطياده من مياه البحر وبيعه مباشرة إلى المستهلكين، وطالبوا بتزويدهم بأسماك طرية كانت تتمتع بالحيوية قبل اصطيادها.
فكر اليابانيون في هذه المشكلة، وأخيرا توصلوا إلى حل ابتكاري وفعال ساهم في إرضاء العملاء وحقق أرباح مجزية لشركات صيد الأسماك، فقد قامت شركات صيد الأسماك بوضع سمكة "قرش" صغيرة في كل حوض من أحواض حفظ الأسماك الحية، حيث تقوم هذه السمكة بالدوران والحركة وتصطاد بعض الأسماك الحية لتتغذى عليها، وفي نفس الوقت فهي تبعث الحيوية والحركة والنزعة للبقاء لدى الأسماك المحفوظة التي تظل في حراك دائم إلى حين عودة السفن إلى الشواطئ، مما ساهم في بث الحياة فيها وجعل مذاقها طازجًا وكأنما تم صيدها في التو!
 تابعونا على الفيس بوك وتويتر
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا

 

للمزيد





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق