أمر المأمون أن يُحمل
إليه من أهل البصرة عشرةٌ كانوا قد رُموا بالزندقة عنده فحُملوا، فبينما أحد
الطُفيليين يرتاد إذ رآهم مجتمعين للمسير إلى بغداد، فقال: ما اجتمع هؤلاء إلا
لوليمة، فانسّلَّ معهم ودخل في جملتهم، ومضى بهم الموكلون إلى البحر، فأطلعوهم في
زورق قد أُعدَّ لهم.
فقال الطفيلي: لا شكّ
إنها نزهة فصعدَ معهم في الزورق، فلم يكن بأسرع من أن قُيِّد القوم وقُيِّد
الطفيلي معهم، فعلم أنه قد وقع في ورطة، ورام الخلاص فلم يقدر، ثم دفع الملاح
وساروا إلى أن وصلوا بغداد، وحُملوا حتى أُدخلوا على المأمون، فأمر بضرب أعناقهم،
فاستُدعوا بأسمائهم رجلاً رجلاً، فكل من دُعِي سأله وأمر بضرب عنقه، حتى لم يبقَ
إلا الطفيلي، وفرغت العُدّة.
فقال المأمون للموكلين بهم: ما هذا؟!!
قالوا: والله ما ندري يا أمير المؤمنين،
غير أنّا وجدناه مع القوم فجئنا به.
فقال المأمون ما قضيتك ويلك؟!!
فقال: يا أمير المؤمنين أنا لا أعرف غير
لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأنا إنما رأيتهم مجتمعين فظننت أنهم يُدعون إلى
وليمة أو دعوة فالتحقت بهم.
فضحك المأمون ثم قال: بَلَغَ من شؤم التطفُّلِ
أن أحلَّ صاحِبهُ هذا المحل، لقد سَلِمَ هذا الجاهل من الموت، ولكن يُؤدَّب حتى
يتوب.
إقرأ أيضاً
للمزيد
حدوثة قبل النوم قصص للأطفال
كيف تذاكر وتنجح وتتفوق
قصص قصيرة معبرة
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال
والطلاب
قصص قصيرة مؤثرة
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
تربية الأبناء والطلاب
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير
الذات
أيضاً
وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق