السبت، 27 يوليو 2013

• قصة وعبرة: ماذا تعلمت الأم من ابنتها؟


كانت فاطمة جالسة حين استقبلت والدتها الجارة التي قدمت لزيارتها، كادت الأم تصعق، وهي ترى ابنتها لا تتحرك من مقعدها فلا تقوم للترحيب معها بالجارة الطيبة الفاضلة التي بادرت إلى بسط يدها لمصافحة فاطمة..

 لكن فاطمة تجاهلتها ولم تبسط يدها للجارة الزائرة، وتركتها لحظات واقفة باسطة يدها أمام ذهول أمها التي لم تملك إلا أن تصرخ فيها: قومي وسلمي على خالتك، ردت فاطمة بنظرات لا مبالية دون أن تتحرك من مقعدها كأنها لم تسمع كلمات أمها!
أحست الجارة بحرج شديد تجاه ما فعلته فاطمة ورأت فيه مسًا مباشرًا بكرامتها، وإهانة لها، فطوت يدها الممدودة، والتفتت تريد العودة إلى بيتها وهي تقول: يبدو أنني زرتكم في وقت غير مناسب!
هنا قفزت فاطمة من مقعدها، وأمسكت بيد الجارة وقبلت رأسها وهي تقول: سامحيني يا خالة.. فوالله لم أكن أقصد الإساءة إليك، وأخذت يدها بلطف ورفق ومودة واحترام، ودعتها لتقعد وهي تقول لها : تعلمين يا خالتي كم أحبك وأحترمك؟!
نجحت فاطمة في تطيب خاطر الجارة ومسح الألم الذي سببته لها بموقفها الغريب، غير المفهوم، بينما أمها تمنع مشاعرها بالغضب من أن تنفجر في وجه ابنتها.
قامت الجارة مودعة، فقامت فاطمة على الفور، وهي تمد يدها إليها، وتمسك بيدها الأخرى يد جارتها اليمنى، لتمنعها من أن تمتد إليها وهي تقول: ينبغي أن تبقى يدي ممدودة دون أن تمدي يدك إلي لأدرك قبح ما فعلته تجاهك.
لكن الجارة ضمت فاطمة إلى صدرها، وقبلت رأسها وهي تقول لها: ما عليك يابنتي.. لقد أقسمت إنك ما قصدت الإساءة.
ما إن غادرت الجارة المنزل حتى قالت الأم لفاطمة في غضب مكتوم: ما الذي دفعك إلى هذا التصرف؟ قالت: أعلم أنني سببت لك الحرج يا أمي فسامحيني.
ردت أمها : تمد إليك يدها وتبقين في مقعدك فلا تقفين لتمدي يدك وتصافحيها؟!
قالت فاطمة: أنت يا أمي تفعلين هذا أيضًا! صاحت أمها: أنا أفعل هذا يا فاطمة؟!
قالت : نعم تفعلينه في الليل والنهار.
ردت أمها في حدة: وماذا أفعل في الليل والنهار؟ قالت فاطمة: يمد إليك يده فلا تمدين يدك إليه!
صرخت أمها في غضب : من هذا الذي يمد يده إليّ ولا أمد يدي إليه؟ قالت فاطمة: الله يا أمي.. أخاف عليك يا أمي وأنت لاتصلين، وأول ما تحاسبين عليه يوم القيامة الصلاة، وأحزن وأنا أراك تخرجين من البيت دون الخمار الذي أمرك به الله سبحانه، ألم تحرجي من تصرفي تجاه جارتنا.. أنا يا أمي أحرج أمام صديقاتي حين يسألنني عن سفورك، وتبرجك، بينما أنا محجبة!.
سالت دموع التوبة على خدي الأم، وشاركتها ابنتها فاندفعت الدموع غزيرة من عينيها ثم قامت إلى أمها التي احتضنتها في حنو بالغ، وهي تردد : "تبت إليك يا رب .. تبت إليك يارب".


تابعونا على الفيس بوك
إقرأ أيضًا







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق