الأربعاء، 10 يوليو 2013

• قصة نجاح: الفكرة التي حطمت قضبان الزنزانة


كل من عرفه قال عنه أنه فتى سيء جدًا، فقد قضى 11 عاماً كاملة فى السجن، بتهمة حيازة وتعاطى المخدرات، فضلاً عن جرائم أخرى...

في أولى أيامه في السجن، كان المُجرم الأسمر "كلايد بيزلي" يُشاهد التلفزيون في زنزانته، من خلال تلك القناة التى كانت تعرض التصفيات النهائية لإحدى مُباريات لعبة الجولف التى كان يهوى مُشاهدتها بشغف.. ولكن لسوء الحظ، لم تستمر المباراة، وتم إيقافها فى منتصفها بسبب هطول الأمطار الغزيرة على أرض الملعب بشكل مُفاجئ..
هذا التوقف جعل الفتى يتذمر، ألا يكفيه السجن والضياع الذي يعيشه، فيأتى ذلك المطر ليُفسد عليه واحدة من أفضل لحظاته، وهو يتابع الرياضة الاولى المفضلة له، وفي هذه اللحظة بالذات قفزت فى ذهنه فكرة مدهشة!
فكما تم تحويل لعبة "التنس" إلى "تنس الطاولة"... لماذا لا يتم تحويل لعبة "الجولف" إلى "جولف الطاولة Table Golf".. وتكون مزيجاً من لعبة الجولف ولعبة البلياردو؟!
وعلى الرغم من غرابة الفكرة، إلا أنها استهوته بشدة لدرجة أنه بدأ فى وضع تصميمات وتخيلات للعبة الجديدة، وبدأ يرسمها على الورق، ويضع قوانينها وحدودها ومساحة الطاولة، وغيرها من التفاصيل...
وبعد 11 عاماً فى غياهب السجون، خرج "كلايد بيزلي" حرًا طليقًا بعدما أدى فترة عقوبته... خرج بأفضل شيء على الإطلاق يُمكنه الخروج به، خرج بفكرة جديدة!
وبمجرد خروجه من السجن، أول شيء فعله "كلايد" هو أن توجه إلى محل لبيع الادوات والمعدات، وقام بشراء ما يلزمه لتطبيق فكرته، كلفته حوالي 200 دولار.. وعاد إلى منزله، وعكف ليالٍ طويلة فى صنع نموذج أولي للفكرة..
وبعد أن صنع نموذجه بالفعل، وقام بتجربته واختباره بنفسه عدة مرات، لم يكتف بذلك، بل قام بدعوة بعض الأطفال والمراهقين والشباب فى المنطقة التى يسكن بها، وطلب منهم تجربة نموذجه الجديد المُبتكر، فما كان منهم إلا أن أبدوا جمعياً إعجابهم الشديد باللعبة التى صممها، وفكرتها وقوانينها..
هنا عرف "كلايد بيزلي" أن في يده كنز ثمين، قام بتصميمه وتصنيعه، ولم يتبقى له سوى الجزء الأهم والأصعب وهو تسويق مُنتجه الجديد الغير مسبوق..
انطلق كلايد فى حماس إلى كل الجهات التى يُمكنها أن تتبنّى فكرته هذه، بدءًا بالنوادى الرياضية والمتاجر الترفيهية وأماكن التسلية يعرض على كل من يقابله مُنتجه وتصميمه المُبتكر..
ولكن، وكعادة أي فكرة جديدة مجنونة، يجب أن تلقى استهجانًا من الأشخاص التقليديين، رفضت العديد من النوادى والهيئات مجرد الإستماع له، ومُشاهدة منتجه..
ولكنه لم ييأس مُطلقاً، واستمر فيما يقوم به بمنتهى الصبر والإصرار..
وفي أحدى المرات، اقترح عليه صاحب أحد المحلات، بعد أن قام "كلايد" بعرض فكرته عليه، اقترح عليه أن يتوجه بلعبته الجديدة إلى معرض البلياردو الموسمي الأمريكي الذي يُقام فى مدينة لاس فيجاس، وكان هذا المعرض فى يوليو من العام 2003...
في ذلك المعرض، انبهرت إحدى شركات تصميم طاولات البلياردو بفكرة "كلايد بيزلي"، وقامت بتبني فكرته وتصنيعها وتسويقها، وبدأت فى الانتشار بين المُستهلكين بسرعة مدهشة، ووضعت أسعارًا للعبة الجديدة تتراوح مابين 150 دولار إلى 700 دولار امريكي..
وفي العام 2005 تجاوزت مبيعات اللعبة التى صممها "السجين السابق" الخمسة ملايين دولار أمريكي، وذلك بعد أن قام بوضع الكثير من الخيارات والتطويرات فى تصميماتها..
كلايد الآن رجل أعمال مليونير شهير، مازال حتى يومنا هذا مواظبًا على إلقاء مُحاضرات تشجيعية فى مناسبات متعددة، يحكي فيها قصة حياته، التى بدأها مُدمنًا خارجًا عن القانون، ووصلت به إلى أن يكون رجل أعمال ناجح مُبتكر، ولديه عدة ملايين من الدولارات! بسبب فكرة واحدة جاءته فى ليلة ممطرة وهو يشاهد مباراة للجولف!
إقرأ أيضًا






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق