الخميس، 5 مارس 2020

• قصة مُخَيِّبَة: حصانان يغلقان مدرسة


كان والي مصر عباس باشا والياً ضيّق الأفق مختل العقل، يقضي معظم أيامه بين كلابه وجياده. وكان يسلب أراضي الفلاحين ويسمح لمموليه العديدين وبينهم نوبار باشا بأن يجمعوا له الأموال من أي طريق. ولم يكن لديه من حرج في اختلاط أموال الوالي الخصوصية بأموال الخزانة العامة فيبعثرها على رجاله من الأرمن والخدم والحشم والعبيد والغلمان والشماشرجية.

    ولعل من أطرف ما سجله التاريخ من أعراض لوثة الباشا حكاية الشعلاوي والأحمراني التي كانت سبباً في إغلاق مدرسة الطب البيطري. فذات يوم أصدر إرادته السنية مكتوبة بالخط الهمايوني بما نصه: (إن المتخرجين من مدرسة الطب البيطري والمعينين في تفاتيش الحكومة لإصلاح جنس الحيوانات، قد تسببوا في خسارات عظيمة وتلفيات جسيمة للحيوانات المعدة تحت أمانتهم. وبالزيادة على ذلك تسببوا في موت الجوادين الكريمين الشعلاوي والأحمراني الواردين من طرف حضره شريف مكة المبجل لابننا الأكبر، وبناء عليه ثبت أن كل التعب والمشقة والمصارف الوافرة المصروفة لهؤلاء البيطريين ذهبت هباء. فاستخدامهم اليوم مضر بالجهتين، مضر بالخزينة بالنسبة للأجور التي يتناولونها، ومضر بالحيوانات في التفاتيش بالنسبة لعدم مبالاتهم، لهذا أصدرنا أمرنا بإبطال وإلغاء مدرسة الطب البيطري وبنزع رتب ونياشين الحكماء البيطريين المستخدمين في الحكومة كبيراً كان أو صغيراً، وطردهم من جميع الوظائف الأميرية).
المصدر: 1
إقرأ أيضاً
للمزيد              
أيضاً وأيضاً








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق