هَرَبَ اليزيد بن المهلب من سجن الحجاج بعد أن عذّبه وأضناه في ماله وجسده،
وقصد الشام مستجيراً بسليمان بن عبدالملك بن مروان. كان الخليفة في ذلك الوقت هو
الوليد بن عبدالملك. كتب الحجاح إلى الوليد يُعلمه أن يزيد هرب وأنه عند سليمان أخ
أمير المؤمنين، وأن أمير المؤمنين، له الرأي أول الأمر وآخره.
فكتب الوليد لأخيه سليمان بذلك وأمره بأن يُسَلِّم
اليزيد على جناح السرعة مغلولاً ومقيداً بما يليق بخارج على الدولة. فلما ورد ذلك
لسليمان أحضر ولده أيوب فَقَيَّدَه، ودعا يزيد بن المهلب فَقَيَّدَه ثم شَدَّ قَيْدَ
هذا إلى قيد هذا بسلسلة وأرسلهما إلى أخيه الوليد وكتب إليه:
أما
بعد يا أمير المؤمنين فقد وَجَّهتُ إليك يزيد وابن أخيك أيوب بن سليمان، ولقد هَمَمْتُ
أن أكون ثالثهما، فإن هَمَمْتَ يا أمير المؤمنين بقتل يزيد فبالله عليك ابدأ بأيوب
من قبله، ثم اجعل يزيد ثانياً،
واجعلني إذا شئتَ ثالثاً والسلام.
فلما
دخلا عليه في سلسلة واحدة أطرق الوليد استحياء وقال: لقد أسأنا إلى أبي أيوب.
وأحضرَ حداداً وأزال عنهما الحديد، وأحسن إليهما.
إقرأ أيضاً
للمزيد
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق