تحدّث
الخليفة أبو العباس السفاح، وهو من هو، مع إحدى النساء يوماً عن نزاهة نفس "عمارة
بن حمزة". وعمارة هو الكريم ابن الكرام، للنفس عنده جلالها ولكبريائه منزلةٌ
لا تدانيها منزلة.
قالت المرأة بدهاء المرأة المجربة الخبيرة بأسرار
النفوس والعارفة بأقدار الرجال، تزنهم بميزان الذهب، وتنصب لأصحاب الكبرياء منهم
فخاخها لتختبرهم:
أدع
به وأنا أهب له سُبحتي هذه، فإن ثمنها خمسون ألف دينار، فإن هو قبلها علمناه غير
نزيه. دعاه السفاح فدخل على المسجد يسبقه كبرياؤه وجلس فحادثته المرأة ساعةً ثم
رمت إليه بالسبحة وقالت: هي هدية، وهي لك برضى النفس تعبيراً عن المودة، فجعلها
عمارة بين يديه ثم قام وترك السبحة.
فقالت
المرأة: لعله نسيها. فبعثت بها إليه مع خادمٍ، فقال له عمارة بنفس كبريائه: هي لك
ومضى في طريقه كأنما ما حدث له لا يخصه. فرجع الخادم وقال للجمع: لقد وهبها لي. عند
ذلك أُرتِجَ عليها، فأعطت الخادم الف دينار واستردت السبحة.
إقرأ أيضاً
للمزيد
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق