دَخَلَتْ
على الرشيد امرأةٌ تحملُ له الكراهية وحِقْد النفس وسواد القلب، والجماعة تلتف حول
الرشيد.
حين
لمح الرشيد المرأة أمامه انتبه وقال :ما تريدين؟
أجابته:
يا أمير المؤمنين أَقَرَّ الله عينك، وفَرَّحك بما أتاك وأتم سعدك.
صاح
الجميع بفصاحة المرأة إلا الرشيد فسألها:
من تكونين أيتها المرأة؟
فقالت:
من آل برمك، ممن قتلتهم، وسلبت أموالهم.
فأجاب:
أما الرجال فقد مضى فيهم أمر الله، وأما المال فَمَرَدُّه إليك.
ثم
التفت للجمع قائلاً: أتفهمون ما أجابت به
المرأة؟
قالوا:
لقد قالت كل الخير يا أمير المؤمنين.
فقال:
ما أظنكم فهمتم شيئاً.
أما
قولها: "أقر الله عينك" أي أسكنها، فالعين لا تسكن إلا بالعمى ،
وأما قولها: "فرّحك بما آتاك" فأخذته من قوله تعالي في سورة
الأنعام آية 44
" حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا
أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً" وأما قولها:
"وأتم الله سعدك" فأخذته من قول الشاعر
:
إذا
تَمَّ أمرٌ بدا نَقصُهُ تَوَقّع
زوالاً إذا قيلَ تَمَّ
فتعجب
القوم من بداهة الرشيد وسعة أفقه.
إقرأ أيضاً
للمزيد
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق