الثلاثاء، 24 مارس 2020

• قصة وعبرة: شيخ القبيلة والبدوية الجميلة


تَزوّجَ بدويٌّ فتاةً من قبيلته ذات حسنٍ وجمال وأدب واخلاق ودين، وبعد مدة عام من زواجه قَتَلَ أحدَ أبناءِ عمّه ورحلَ بعيداً عن دِياره وتَوَجّه إلى ديار قبيله ثانية، وكان كل ليلة يجلس عند شيخ القبيلة في مجلسه للسمر وتدارس أمور العشيرة...

وفي أحد الأيام مَرَّ الشيخُ من أمام بيت صاحبنا وشاهد زوجته وسُحر بجمالها، فاستولت على قلبه وعقله، فخطرت له فكرة شيطانية أن يُبعد الزوجَ عن البيت، وفي مجلسه قال لأفراد العشيرة :الدِيرة الفلانية فيها خيرٌ وفيرٌ، أُريد أن أُرسل إليها أربعةَ رجالٍ يتأكدون منها، واختار الرجالَ ومن بينهم زوجُ المرأه الجميلة، فانطلق الرجال حيث تستغرق الرحلة عدة أيام للوصول إلى المكان.
وعندما ارخى الليل سدوله انتظر الشيخ إلى أن نام الناس وسار إلى بيت المرأة، وقبل أن يصل ارتطم في أحد أعمدة البيت وأحدث صوتاً فاستيقظت المرأه وصاحت: مَنْ في البيت؟
قال الشيخ: أنا فلان شيخ القبيلة اللي تسكنون فيها.
ردت البدوية: حيّاك الله، وماذا تريد يا شيخ العرب في مثل هذا الوقت؟
أجاب: أذهلني جمالُك عندما رأيتُك وسلبتِ عقلي وقلبي...!
قالت البدوية: لا مانع عندي بشرط، عندي لغزٌ إذا عرفته أكن لك ما تريد.
الشيخ: اشرطي وتشرّطي وجميع شروطك مُجابة.
قالت: حتى لا يَفْسَدَ اللحمُ يرشون عليه الملح، فمن يُصلحُ الملحَ إذا الملحُ فَسَدَ؟
وذهب الشيخ الى بيته وأمضى الليل يفكر بحلّ اللغز دون نتيجة، وفي اليوم التالي سأل الشيخ الرجال الجالسين في مجلسه: حتى لا يَفْسَدَ اللحمُ يرشون عليه الملح، فمن يُصلحُ الملحَ إذا الملحُ فَسَدَ؟
وكلٌ رَدَّ على قدر فهمه، وكان أحد الرجال الفطنين موجوداً في المجلس، ذهب الجميع وبقي هو، فقال له الشيخ: أنت لم تُجب على سؤالي.
ردَّ الرجل: أردتُ أن أُكلِّمَك على انفراد، فأصل اللغز بيتٌ من الشعر يقول:
يا رجالَ العلمِ يا ملحَ البلد   مَنْ يُصلحُ الملحَ إذا الملحُ فَسَدَ؟
وإن لم يخب ظني فإنك راودتَ امرأةً عالية المقام في الذكاء والعلم والدين والأدب، فأرادت أن تَصُدَّكَ ولا تفضحك، وأن تكسبك ولا تخسرك، وأن لا تزيد إلى أعدائها أعداءً، وتحفظ زوجها إن غاب وإن حضر، وكأنها تريد أن تقول لك ولمن سمعك: يا شيخ العرب يا ملح البلد، مَنْ يُصلحُ الملحَ إذا الملحُ فَسَدَ؟ فهي تقصد أن الرجل من القبيلة إذا فسد أصلحه شيخ القبيلة كما يصلحُ الملحُ اللحمَ، فمن يُصلحُ الشيخَ إذا الشيخُ فَسَدَ؟

إقرأ أيضاً
للمزيد              
أيضاً وأيضاً








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق