سرقة البنك المركزي في مدينة فورتاليزا البرازيلية
تبدو أشبه بالأفلام، فقد قام اللصوص بحفر نفقٍ بطولٍ يبلغ حوالي 80 متراً وذلك من
عقارٍ قاموا باستئجاره إلى قبو البنك المركزي، وقد كان شابٌ يبلغ من العمر 26
عاماً يُدعى (لويس فرناندو ريبيريو) هو العقل المفكر وصاحب فكرة هذه السرقة.
قام (لويس) وفريقه المؤلف من 25 لصاً في شهر أيار من
عام 2005 باستئجار عقارٍ تجاري قريبٍ نسبياً من البنك، لكن مخططهم القاضي بحفر
نفقٍ ضخم يمتد إلى قبو البنك يعني وجود الكثير من التراب الناجم عن الحفريات،
وتحديداً حوالي 30 طناً من التراب، لذا قاموا بإعلان عقارهم هذا كشركةٍ تهتم
برعاية الحدائق والمناظر الطبيعية.
بهدف
جعل الشركة هذه تبدو حقيقيةً قاموا بتنصيب لافتةٍ تُعلن عن شركتهم، كما وضعوا
عشباً صناعياً، كما قاموا بشراء شاحنةٍ صغيرة ووضعوا إعلاناً عن الشركة على جانبها
وقاموا بركنها أمام العقار الخاص بهم، بل قاموا حتى بالذهاب إلى كل منزلٍ في الحي
معرفين الناس بأنفسهم ومعلنين أنّهم خبراء الحدائق الجديدون في الحي.
بعد
أن أصبحت شركتهم المختلقة كافية للتغطية على حفرياتهم، بدأ اللصوص الحفر باستخدام
مناشير كهربائية وقواطع ونظام تحديد للمواقع
GPS ومجرفة،
ونجحو بحفر نفقٍ بطول 4 أمتار إلى أسفل العقار مباشرة، ثم بدأوا بالحفر باتجاه
البنك، ويُمكن القول أنّ النفق كان تحفةً هندسية، فقد نجح اللصوص بحفر نفقٍ بطول
80 متراً وبعرض مترٍ تقريباً، وقام اللصوص بتغطية النفق بألواحٍ خشبية، بل أنهم
نصبوا إضاءةً كهربائية ونظاماً لتنقية هواء النفق، وقدرت الشرطة أنّ كلفة إنشاء
هذا النفق بلغت حوالي 200 ألف دولار أمريكي.
في
مساء يوم السبت الموافق للسادس من شهر آب من عام 2005 قام اللصوص باختراق جدارٍ
أسمتني معزز بالفولاذ يبلغ سمكه حوالي 1.2 متراً وبذلك أصبحوا داخل خزنة البنك،
بعدها قاموا بنقل أموالٍ عبر النفق إلى العقار المستأجر يبلغ وزنها 3.5 طن وتبلغ
قيمتها حوالي 160 مليون ريال برازيلي (أي ما يُساوي 70 مليون دولار أمريكي)، هناك
قاموا بوضع الأموال في سياراتٍ مجهزة للهرب وغادروا المنزل.
بالطبع
لم يعلم موظفو البنك بما يحدث حتى عادوا إلى عملهم صباح يوم الاثنين، حيث وجدوا
خزنةً فارغة مع حفرةٍ كبيرة فيها، لكن الأمر الأكثر غرابة كان أنّ مشعرات الإنذار
وكاميرات المراقبة لم تكن تعمل في يوم السرقة، كما وجد موظفو البنك علب فارغة من
مشاريب الطاقة التي اعتاد اللصوص على شربها لتنفيذ مهمتهم.
شكلت
هذه السرقة أخباراً سيئة للحكومة البرازيلية وذلك لكون البنك الذي تعرض للسرقة هو
البنك المركزي، لذا بذلت الشرطة البرازيلية كافة جهودها في محاولةٍ للتعرف على
اللصوص والقبض عليهم، لكن اللصوص كانوا بارعين في إخفاء أثارهم، فقد وجد المحققون
كميةً كبيرة من الطبشور في كافة أنحاء النفق استخدمها اللصوص لتغطية بصماتهم، لكن
رغم ذلك فقد تمكنت الشرطة من كشف بضع بصمات.
الخطأ
الثاني الذي ارتكبه اللصوص حدث في اليوم التالي، حيث قام أحد اللصوص بشراء عدة
شاحنات دفعة واحدة ودفع سعرها نقداً مما جذب أنظار السلطات مباشرةً ومكنهم من
القبض عليه، تمكنت الشرطة من جعل هذا اللص يتكلم كاشفاً كافة التفاصيل، حيث كشف
للشرطة وجود شخص يعمل في البنك قام بمساعدة اللصوص، كما كشف تعاون بعض السياسيين
الفاسدين.
قادت
الشرطة في النهاية حملةً طويلة ودامية للقبض على اللصوص ونجحت في القبض على 36
شخصٍ، 26 منهم حُكم عليهم بالسجن لارتكابهم 133 جريمةً، وقد كان لمعظم هؤلاء ألقاب
مثل (أرماديلو) و(بيغ بوس) و(الألماني)، لكن رغم كل هذه الجهود لم تتمكن السلطات
من استعادة سوى 8 مليون.
في
النهاية نجح (بيغ بوس) في الهرب من السجن وما زال هارباً حتى يومنا هذا، أما
(أرماديلو) فقد حُكم عليه بالسجن لمدة 17 عاماً لكن أُفرج عنه بعد عامين فقط، أما
الألماني فقد حُكم عليه بالسجن لمدة 70 عاماً، أما (لويس فرناندو ريبيريو) والذي
كان يُلقب بـ (فرناندو الصغير) خُطف وتم احتجازه طلباً للفدية ثم تم قتله في
النهاية.
حتى
يومنا هذا ما زالت هذه السرقة تُعتبر من أكبر السرقات في التاريخ، لكن على ما يبدو
فبعض المنخرطين بهذه السرقة لم يكتفوا بما أنجزوه وحصلوا عليه بل أرادوا المزيد،
لذا قرر بعضهم في عام 2011 محاولة سرقة البنك المركزي البرازيلي مرةً أخرى، لكن
هذه المرة فرعه الأكبر الواقع في مدينة ساو بأولو البرازيلية.
هذه
السرقة كانت أكبر من السابقة بكثير، فالنفق المطلوب حفره يبلغ طوله حوالي 600 متر،
أما المبلغ الذي كانوا يُريدون سرقته فقد كان يُعادل ما يُقدر بـ 97 مليون دولار
أمريكي، لكن محاولتهم هذه فشلت وتم إلقاء القبض عليهم في المراحل الأخيرة من
خطتهم، وذلك لأن بعض المشاركين كانوا بالأصل تحت مراقبة الشرطة كلصوصٍ محتملين
وذلك بعد سرقة عام 2005.
المصدر:
1
المصدر:
2
إقرأ أيضاً
للمزيد
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق