الاثنين، 23 يناير 2023

• قصة للأطفال: الأَسَدُ يَقُول الحِكْمَةَ!


اخْتَر الصديق قبل الطريق

- هل أنتَ صديقي؟

قالها ياسر لعمرو وهما يلعبان معًا في فناءِ المدرسةِ.

ردّ عمرو في ثقةٍ: طبعًا، وبالتأكيدِ أنتَ أعزَّ أصدقائي.

سألهُ ياسر: هل تحبّني؟

أجاب عمرو: أحبّك مثل أخي!

- وهل تخاف عليَّ!

- أخاف عليكَ وأفديكَ بحياتي.

مرّت الأيامُ والشهورُ، وذهبَ ياسر وعمرو ضمنَ فريق الكشافةِ للتخييمِ في إحدى الغاباتِ القريبةِ من المدينةِ، وأثناء تجوالهما، سمعا صوتًا يشبهُ الزئيرَ، وسرعان ما اكتشفا أنه أحدَ الأسودِ على مسافةٍ قريبةٍ منهما. حاول ياسر أن يتحدّث إلى صديقِهِ عمرو للبحثِ عن طريقةٍ للنجاةِ، ولكن عمرو لم يلتفتْ إلى ياسر، ولم يرد عليه لأنه أسرعَ بالهربِ إلى أقربِ شجرةٍ، وصعدَ فوقَها، وفي الوقتِ نفسِهِ، كان الأسدُ قد اقتربَ على بعد خطواتٍ من ياسر الذي تَعَثَّرَ ساقطًا على الأرضِ وهو يرتعشُ فزعًا، ومن شدّةِ خوفِهِ، فشل في التحرّك للهربِ، وعندما حاول أن يزحفِ مبتعدًا أَحَسَّ بكل جسدِهِ وكأنه تجمّدَ، فأغمض عينيه مستسلمًا لما قد يحدثُ عندما يصبحُ فريسةً بين فكّي الأسدِ.

كان ياسر يشعرُ بوقعِ خطواتِ الأسدِ، وبدأت اللحظاتُ تمرُّ ثقيلةً، وبرائحةٍ تقتربُ منه مع أنفاسٍ لاهثةٍ. فتح عينيه، كان الأسدُ يلاطفَه وهو يمرُّ بإحدى قدميهِ بلطفٍ على رقبتِهِ، وتوقفَ لحظةً عن الحركةِ، وأصدرَ زئيرًا مفاجئًا، ثم هدأ واقتربَ من وجهِ ياسرَ، وهو يمسحـه لحسًا بلسانِهِ وكأنه يمسحُ دموعَه التي كانت تتساقطُ دون أن يشعرَ، ودار حولَه ثلاثَ مراتٍ ثم أوقعَه أرضًا، واقتربَ بفمِهِ من أذنِهِ وكأنه يقول له أحدَ الأسرارِ، وعاد مرةً أخرى إلى مداعبتِهِ، وفجأةً جرّه من ملابسِهِ ووضعه تحت الشجرةِ التي اختبأ فوقَها صديقه عمرو وهو يزأرُ غاضبًا، محرّكًا رأسَه إلى أعلى الشجرةِ، وتحرّك مبتعدًا ببطءٍ، بينما كان ياسر يتحسّسُ جسمَه غير مُصَدِقٍ أنه نجا.

مع اختفاءِ الأسدِ، أسرع عمرو بالنزولِ من فوقِ الشجرةِ، وهو يسأل ياسرَ بلهفةٍ، مستفسرًا:

- لماذا لم يفترسْك الأسدُ؟

ردّ ياسر شاردًا:

- لا أعرف!!

سأله عمرو:

- لقد رأيته يقتربُ بفمِهِ من أذنك كأنه يحدّثك بشيءٍ ما، فماذا قال لك؟

أجابَ ياسرٌ في هدوءٍ:

- سألني: «هل الشخص الذي تركَكَ وهربَ فوقَ الشجرةِ صديقُكَ؟».

وطبعًا من شدّةِ خوفي لم أنطق. فأكملَ الأسدٌ في لهجةٍ ساخرةٍ:

«في أوقاتِ الشدةِ يظهرُ الناسُ على حقيقتِهِم!»... ثم طلبَ مني أن أتذكّر هذه الحكمة: «اختر الصديق... قبل الطريق!».

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضاً

قصة للأطفال: يبتسم في نومه

قصة للأطفال: صُلح الحيوانات

قصة دينية: حمائم المسجد

كيف تُعَلمين طفلك التحدث أمام الجمهور

قصة للأطفال: الأميرة المحبوبة

قصة للأطفال: اليمامة الحنونة

 

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

المصدر: 1





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق