لماذا رفض توماس اديسون جائزة نوبل
كان توماس إديسون والمعروف بأنه المخترع الذي روض الكهرباء- يظن أن الاستخدام العملي للكهرباء يجب أن يعتمد على التيار المستمر، وغضب كثيراً حين ظهر نجاح العالم الصربي نيقولا تسلا في اختراع نظام يعتمد على التيار المتردد، فعزم على تدمير سمعة تسلا بجعل الجمهور يعتقد أن التيار المتردد خطير بطبيعته، وأن من الاستهتار بالناس أن يُرَوِّجَ له تسلا.
لتحقيق
غايته لجأ إديسون إلى صَعْقِ كافة الأنواع من الحيوانات المنزلية بتيار كهربي
متردد، وحين لم يجد ذلك كافياً أَقْنَعَ سلطات سجن نيويورك في عام 1890
بتنفيذ أول حكم بالإعدام صَعقاً بالكهرباء باستخدام تيار متردد، لكن الإعدام فشل،
لأن تجارب إديسون السابقة كانت على حيوانات صغيرة، وقد أدى التيار الكهربي
المستخدم في الإعدام إلى إنهاك الرجل وليس موته، واضطرت السلطات إلى تكرار
الإجراءات في واحدة من أكثر عمليات الإعدام التي سمحت بها السلطات قـوة.
على
الرغم من نجاة سُمْعَةِ إديسون لاحقاً، إلا أنه في وقت هذه الحملة كان ما لحق
بسمعته من دمار أكثر بكثير مما لحق بسمعة تسلا، فقد أُبعِدَ عن بؤرة الضوء
والاهتمام، والدرس هنا بسيط:
لا
تُفَرِّط أبداً في هجمات من هذا النوع لأنه يظهرك حاقداً ومنتقماً أكثر مما يظهر
عيوب الشخص الذي تريد تشويه سمعته. حين تَسْتَقِّرُ شهرتك عليك أن تستخدم طرقاً
ألطف للهجوم مثل السخرية والاستهانة لإضعاف خصمك بينما تظهر أنت في صورة المُتَجَبِّرِ
اللطيف، مثل الأَسد الذي لا يفعل مع فأر قَطَعَ عليه الطريق إلا أن يعبث ويتلاعب
به لأن أيّ ردِّ فعلٍ آخر يقلل من قوته وجبروته.
كان
العالم العظيم توماس إديسون يعرف أنه لكي يجني المال عليه أن يسعى بكل السبل
للإبقاء على جذب انتباه الجماهير إليه، كانت طريقة عرض الاختراعات وإبرازها
للجمهور على نفس القدر من الأهمية لديه كالاختراعات نفسها.
كان
إديسون يعرض اكتشافاته حول الكهرباء بتجارب تخطف الأبصار، وكان يتحدث عن اختراعات
مستقبلية كانت تبدو وقتها من الخيال مثل الإنسان الآلي والآلات التي يمكنها أن
تصور الأفكار فوتوغرافياً. لم يكن يُهْدِرُ وقته في مثل هذه الاختراعات بل كان
يقصد بها أن تُحَفِّز الجماهير للحديث عنه، وقد فعل كل ما يستطيع ليحصل على المزيد
من الانتباه عن أكبر منافسيه نيقولا تسلا والذي ربما كان أكثر عبقرية من إديسون
ولكنه كان أقل منه شهرة بكثير.
في عام 1915 انتشرت شائعة بأن إديسون وتسلا سوف يقتسمان جائزة نوبل للفيزياء في هذا العام لكنها ذهبت عنهما إلى عالمين إنجليزيين، وقد شاع لاحقاً أن اللجنة توجهت بالفعل إلى إديسون لكنه رفض اقتسام الجائزة مع تسلا. كانت شهرة إديسون وقتها تفوق شهرة تسلا ورأى أن الأجدى له أن يتنازل عن شرف التكريم من أن يسمح لمنافسه بالشهرة التي قد يمنحها له اقتسام الجائزة..
مواضيع تهم الطلاب والمربين
والأهالي
إقرأ أيضاً
قصة مُخيبة: الموسيقى مجانية للملايين
قصة مؤامرة: صديقان منذ الطفولة
قصة للأطفال: الضبع وقط الأدغال
قصة للأطفال: من حفر حفرة وقع فيها
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7
مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على
المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين
وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن
شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة
شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث
عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات
وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات
وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق