الثلاثاء، 3 يناير 2023

• قصة للأطفال: الضَّبعُ وقطُّ الأَدغال


أَعْمَالٌ تُنْجِزُ نَفْسَهَا (حكاية من أفريقيا)

كان للضَّبع صغيرٌ ومات، وكان لِقِطِّ الأدغال صغيرٌ أيضًا، ومات هو أيضًا. وَكَرِهَ القطُّ مَوْطِنَه، وحدث الشيء نفسه للضَّبع. عندئذ هاجرَ كل منهما بحثًا عن مكان أفضل.

وعندما وَصَلَ الضَّبعُ إلى منطقة أَحَبَّها قال: «ها هنا مكانٌ مناسب. غدًا عند طلوع الفجر سوف آتي إلى هنا وأَنتزعُ الحشائش». وبالصدفة اختار القطُّ المكان نفسه وأَعْجَبَهُ أيضاً، فَنَزَعَ الحشائشَ وذهب لِيَنَامَ بعيدًا.

وفي الصباح التالي عادَ الضَّبعُ إلى المكان فصاحَ مُتَعَجِّبًا: «يا له من مكان ممتاز، كنتُ أستعدُّ لِنَزْعِ الحشائش، والآن ها هي الحشائش قد نَزَعَتْ نفسَها». فاسْتَعَدَّ للعمل ونَظَّفَ الأرض وغادر المكان. وعاد القطُّ بدوره، فصاح متعجبًا: «يا لها من منطقة طيّبة! كنتُ على وشك أن أُنَظِّفَ الأرض وها هي قد نَظَّفَتْ نفسَها». فقطع بعض الأشجار ليستخدمها أعمدةً للبيت، وتركها على الأرض وغادر المكان.

عاد الضبعُ، فَثَبَّتَ الأعمدة في الأرض وذهب لينام. عندئذ جاء القط، وقال: «الأعمدة! لقد زَرَعَتْ نفسَها». وقطّع بعض الخيزران ووضعه على الأرض. عندئذ حمل القط الحشائش وغطّى بها سقفَ البيت. وقال الضَّبع عندما عاد: «كيف حدث ذلك، لقد اكتملَ السقف».

قسّم الضبع المنزل إلى جُزأين، فاحتفظ لنفسه بغرفةٍ وترك الأخرى لزوجته. فلما عاد القطُّ قال: «حسنًا! لقد قسّم المنزل نفسه إلى جزأين. سوف أحتفظ بهذا الجزء لنفسي وأترك هذا الجزء لزوجتي. وخلال خمسة أيام سوف أُحْضِرُ كلَّ ما يخصني إلى هنا، وأَسَتَقِرُّ».

وقَرَّرَ الضَّبعُ أيضًا الرحيل في الموعد نفسه.

بعد انتهاء الأيام الخمسة حمل القطُّ ممتلكاته وعاد مصطحبًا زوجته معه. وفَعَلَ الضبع الشيء نفسه. دخل الضبع إلى غرفة، والقط إلى الغرفة الأخرى. وكان كل منهما يظن أنه لا يوجد غيره في البيت. وفي لحظةٍ واحدةٍ كَسَرَ كلٌّ منهما شيئًا، وصاح كل منهما: «مَن الذي يُحَطِّمُ الأشياء في الحجرة الأخرى»؟ ثم فَرَّ كلٌّ منهما هاربًا يملؤه الخوف.

وجرى كل منهما بأسرع ما يمكنه من كيتا إلى أموتينو، حتى تقابلا. سأل القط: «ما الذي جاء بك إلى هنا أيها الضبع؟». قال الضبع: «كنت قد بَنَيْتُ بيتًا. ثم حدث شيء طردني من البيت. ولا أعرف ما هو». فقال القط: «هذا ما حدث لي أيضًا». وقال الضبع: «كنت قد قطعتُ أشجارًا، وزرعت الأعمدة نفسها»، «وكنت قد وجدتُ مكانًا أحببته، وعندما ذهبت لانتزاع الحشائش كانت الحشائش قد نزعت نفسها!».

حينئذ واصَلَ القطُّ والضَّبعُ الْجَرْيَ من جديد، ولم يَسْتَطِعْ أحدُهما أن يلتقي بالآخر أبدًا منذ ذلك الحين.

جمع وتحرير: روجر د. أبراهامز

ترجمة: عزت عامر

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضاً

قصة غريبة: إسلام شعب المالديف بسبب عفريت الجن

قصة للأطفال: كل شيء يرقص حولنا

قصة للأطفال: الأسد والثور الأصهب

قصة نجاح: النجاح دائماً محفوف بالمخاطر

قصة فكرة: كل حشد له بطانة من الفضة

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق