عندما غزا "نابليون" مصر في سنة 1798، وجد هو
وقواته الفرنسية أنفسهم في بلد مسلم خالٍ تقريباً من الكحول. بعد أن نجح البريطانيون
في تدمير الأسطول الفرنسي في معركة نهر النيل، وجد الفرنسيون أنفسهم هذه المرة في معزل
عن وطنهم، على وجه الخصوص أصبح إمدادهم بالنبيذ أمراً مستحيلاً.
وجّه الفرنسيون في مصر أنظارهم إلى مادة أخرى غير
الكحول، فقد كانوا قد اكتشفوا لتوِّهم الحشيش، وسرعان ما استساغوه وعشقوا تعاطيه. قبل
أن يمضي وقت طويل، اجتاح وباء الإدمان على الحشيش صفوف جيش نابليون في مصر، فتسببت
هذه العادة الجديدة في الإخلال بالنظام العسكري والانضباط بين أفراده، كما أثرت بشكل
سلبيّ وسيِّئ على فعالية الجيش لدرجة أن "نابليون" نفسه أصدر حظراً تاماً
على استهلاك الحشيش.
رأى
قادة الجيش الفرنسي أن قواتهم كانت أكثر فعالية عندما كانت مدمنة على الكحول، لذا من
أجل المساعدة على حمل رجاله على التخلي عن عادة الإدمان على الحشيش الجديدة وإعادتهم
إلى استهلاك النبيذ والكحول، أمر "نابليون" بإنتاج نبيذ التمر والمشروبات
الروحية المستسقاة منه. غير أن هذا الأمر لم يجد نفعاً، حيث استهلك الفرنسيون كحول
التمر المصنّع حديثا واكتشفوا بأنه يتفاعل بشكل جيد مع الحشيش الذي استمروا في استهلاكه
بالطبع. لذا بدلاً من الاضطرار للتعامل مع جنود يدمنون الحشيش، أصبح "نابليون"
مضطراً للتعامل مع جيش مدمن على الحشيش والكحول معاً.
المصدر:
1
المصدر:
2
إقرأ أيضاً
للمزيد
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق