الأحد، 19 يناير 2020

• قصة ملهمة: رئيس موريتانيا لا يُغيّر ثيابه


في مارس (آذار) سنة 1973، زار الرئيسُ الزائيري وقتذآك الجنرال "موبوتو سي سي سيكو" موريتانيا وكانت تُعتبر من أفقر بلدان القارة، واقتصادها يعتمد على صيد الأسماك والزراعة والرعي.

أثناء المباحثات في الأيام الثلاثة لاحظ الرئيسُ الزائيري أن مضيفه الرئيس الموريتاني لم يغير بدلته طيلة الايام الثلاثة، فأدرك "موبوتو" أن مضيفه لا يملك المال الكافي لشراء البدلات، وعند اختتام زيارته، سلّم الرئيسُ الزائيري شيكاً بمبلغ خمسة ملايين دولار لسكرتير الرئيس الموريتاني، لكي لا يُحرج مضيفه، ومع الشيك ورقة فيها عناوين أشهر مصممي ودور الأزياء في العاصمة الفرنسية والتي يُحيك "موبوتو" بدلاته عندهم. ولاحقاً سلّم السكرتيرُ رئيسَه الشيك. استلم الرئيس "المختار وِلد داداه" الشيك وأعطاه على الفور لوزير المالية الموريتاني لكي يضعه في حساب الدولة ليتم بناء وتجهيز المدرسة العليا لإعداد المعلمين في موريتانيا.
بعد مرور خمس سنوات، أي في العام 1978 توقف الرئيس الزائيري في المغرب فإتصل به "وِلد داده" ودعاه لزيارة موريتانيا، وفي الطريق من المطار إلى القصر الرئاسي لاحظ "موبوتو" وجود لافتات باللغة الفرنسية تزين الشوارع مكتوب عليها "شكراً زائير.. شكراً موبوتو.. شكراً على الهدية". قبل أن يصل الموكب الرئاسي إلى القصر توقف في مدرسة إعداد الأساتذة والمعلمين، ترجّل "موبوتو" من السيارة، استفسر وسأل "وِلد داده" بتعجب: ما الهدية التي يشكرني عليها الشعب الموريتاني، فإني قد وصلت قبل ساعة إلى نواكشوط وللأسف لا أحمل هدايا معي؟
عندئذ إبتسم الرئيس "المختار" وأشار إلى المعهد وقال له: هذه هي هديتك الثمينة، فبمبلغ الخمسة ملايين دولار التي قدمتها لي قبل خمس سنوات بنينا مدرسةً لإعداد الأساتذة والمعلمين، فشعبنا بأمسّ الحاجة إلى المال لكي نحارب الأُميّة والفقر، وأكمل حديثه، مظهري وهندامي لا يجوز أن يكون من أرقى بيوت الازياء العالمية بينما شعبي يعاني من الفقر.
ومن المعلوم أن المدرسة العليا للأساتذة كوّنت نُخباً موريتانية في شتى المعارف، وكانت مدرسة مهنية وجامعة يوم لم تكن لموريتانيا جامعة، وبفضلها طوّر الموريتانيون تعليمهم أيام كان التعليم قوياً وجاداً.

إقرأ أيضاً
للمزيد              
أيضاً وأيضاً








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق