السبت، 8 فبراير 2020

• نوادر العرب: أمٌّ لا تتكلم إلا بالقرآن

قال عبدالله بن المبارك: خرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام، فبينما أنا في الطريق فإذا بعجوز عليها درعٌ من صوف، وخمارٌ من صوف، فقلت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
فقالت: سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ.
 فقلت لها: يرحمك الله ما تصنعين في هذا المكان؟

قالت: مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ.
فعلمت أنها ضالة عن الطريق. فقلت لها أين تريدين؟
قالت: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى.
فعلمت أنها قضت حجها وهي تريد بيت المقدس، فقلت لها أنت منذ كم في هذا الوضع؟
قالت: ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا.
فقلت: ما أرى معك طعاماً تأكلين؟
قالت: هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ.
فقلت لم لا تكلميني مثل ما أكلمك؟
قالت: مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ.
قلت: أيُّ الناس أنت؟
قالت: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا.
قال عند ذلك ناديت بعض الشبان وسألتهم: أخـبـروني بأمر هذه المرأة، فقالـوا: هذه أمّنا، وأنها منذ أربعين سنة لم تتكلم إلا بالـقرآن مخافة أن تَزِلّ. فقلت شاخصاً للسماء: ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.

إقرأ أيضاً
للمزيد              
أيضاً وأيضاً





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق