يُحكي أنه أيام الدولة الأموية في الأندلس اجتمع ثلاثة
من الحَمَّارين –يحملون البضائع للناس من الأسواق إلى البيوت على الحمير– فقال
أحدهم واسمه "محمد": افترضا أنني أنا الخليفة، فماذا تتمنيا؟
قال الأول: أريد حدائق غنّاء، وإسطبلاً من الخيل، ومائة
جارية، ومائة ألف دينار ذهب .
التفت
إلى صاحبه الآخر وقال :وأنت، ماذا تريد أيها الرجل؟
فقال
الرجل: إسمع يا محمد... إذا أصبحتَ خليفة فاجعلني على حمار، ووجِّه وجهي إلى
الوراء، واطلب من المنادي يمشي معي في أزقة المدينة ويُنادي
الناس: أيها الناس! هذا دجّال محتال، من يمشي معه أو
يحدثه أودعته السجن .
وانتهى
الحوار ونام الجميع، ومع بزوغ الفجر استيقظ "محمد" وصلى صلاة الفجر، ثم
ذهب إلى السوق وباع حماره، وقرر أن يعمل في الشرطة، اجتهد وكدّ وجدّ، أُعجب به
الرؤساء والزملاء والناس وترقّى في عمله حتى أصبح رئيساً لقسم الشرطة في الدولة
الأموية في الأندلس .
وفي
سنة 366هـ مات تاسع الخلفاء الأمويين في الأندلس الخليفة "الحكم المستنصر بالله"،
وتولى الخلافة بعده ابنه "هشام المؤيد بالله" وعمره 12 سنة، وأجمعوا على أن يجعلوا عليه وصياً،
ولكن خافوا أن يجعلوا الوصيّ من بني أمية فيأخذ الملك منه، فتم تعيين ثلاثة أوصياء
من غير بني أمية: رئيس الشرطة "محمد ابن أبي عامر"، و"ابن أبي غالب"
و"المصحفي"!
وكان
"محمد ابن أبي عامر" مقرباً إلى والدة الخليفة "صبح البشكنجية"
فكسب ثقتها، واستطاع بذكائه وحنكته أن يأخذ الوصاية بمفرده على الأمير "هشام"،
وأصبح في عهده حاجب الدولة، ثم المتصرف في كل شؤونها، إلى أن وصل إلى سُدَّة الحكم
في الأندلس ولقب نفسه بـ"الحاجب المنصور".
ثم
انشأ الدولة العامرية في الأندلس، وكان اسمه يرعب الملوك، وافنى عمرة في الجهاد،
ولم يهزم في معركة، ولم تخفض له راية طوال ثلاثين سنة من الجهاد في سبيل الله،
وكان بعد كل غزوة يجمع التراب الذي التصق بملابسة من جراء المعركة في قارورة،
واوصى أن تدفن القوارير معه في قبره.
وفي
يوم من الأيام وبعد ثلاثين سنة من بيع الحمار و"الحاجب المنصور" يعتلي
عرش الخلافة وحوله الفقهاء والأمراء والعلماء، تذكّر صاحبيه الحمّارين، فأرسل أحد
الجند في طلبهما.
وصل
الجندي ووجد الرجلين بنفس الصفة وفي نفس المكان، فأحضرهما إلى "الحاجب
المنصور"، فعرفاه، فقصّ على حاشيته قصته مع رفيقيه الحمّارين، وقال للأول
ماذا تمنيت أنت؟ فذكر له ما تمنى، فقال: أعطوه كل ما تمناه، ثم التفت للثاني وقال:
وأنت ماذا تمنيت؟ قال الرجل: أعفني يا أمير المؤمنين، قال: بل تخبرهم، قال الرجل: قلت
إن أصبحتَ خليفة فاجعلني على حمار واجعل وجهي إلى الوراء واطلب من المنادي ينادي
في الناس: أيها الناس! هذا دجال محتال، من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن، قال: "الحاجب
المنصور محمد ابن أبي عامر": افعلوا به ما تمنى حتى يعلم أن الله على كل شيء
قدير...!!!
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
للمزيد
حدوثة
قبل النوم قصص للأطفال
كيف
تذاكر وتنجح وتتفوق
قصص
قصيرة معبرة
معالجة
المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
قصص
قصيرة مؤثرة
مراهقون:
مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
تربية
الأبناء والطلاب
مواضيع
حول
التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضًا وأيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق