الأحد، 2 مارس 2014

• قصة للأطفال: مريم تنتصر على الظلام


          مريم كانت تخاف من الظلام بشدة. فعندما تطفأ الأنوار، يظهر لها كل شيء وكل ظلّ كأنه وحش مرعب. ولقد حاول والداها يوميًا بشتى الطرق وبمنتهى الصبر أن يشرحا لها أن هذه الأشياء ليست وحوشًا.

          مريم كانت تفهم ما يقوله والداها ولكنها لم تستطع منع نفسها من الشعور بالخوف عندما يحل الظلام.
          في أحد الأيام، جاءت عمتها "نهاية" لزيارتهم، وقد كانت معروفة بشجاعتها وقوتها وبمغامراتها العديدة التي ذكرت في الكتب والأفلام. أرادت مريم أن تتغلب على خوفها من الظلام، فسألت عمتها عن سر شجاعتها وعما إذا كانت تخاف من أي شيء في يوم من الأيام.
          أجابت العمة: "نعم، شعرت بالخوف في العديد من المرات، مريم. وأتذكر عندما كنت صغيرة وأخاف من الظلمة بشدة، لم أكن أستطيع البقاء في الظلام ولو للحظة واحدة".
          شعرت مريم بالحماس. كيف يمكن لشخص بهذه الشجاعة أن يكون قد شعر بالخوف من الظلام في يوم من الأيام؟
          قالت العمة: "سأخبرك بسر، مريم. لقد تعلمت الشجاعة على يد الأطفال المصابين بالعمى. إنهم لا يستطيعون الرؤية، ولو أنهم لم يكتشفوا سر عدم الخوف من الظلام لأصبحوا خائفين للأبد".
          "هذا صحيح" قالت مريم، "هل يمكنك إخباري بهذا السر؟".
          "طبعا! السر هو أن تغيري مكان عينيك. بما أن الأطفال المصابين بالعمى لايستطيعون الرؤية، لذا فأيديهم هي عيونهم. وعليك حتى تتغلبي على خوفك أن تفعلي مثلهم. أغلقي العينين اللتين في وجهك وافتحي العينين اللتين في يديك. حسنًا، هيا نعقد اتفاقًا؟ الليلة عندما تتوجهين للسرير وتطفئي النور، إذا أثار أي شيء خوفك، أغمضي عينيك، انزلي من السرير بحذر وحاولي أن تشاهدي ذلك الشيء الذي يجعلك خائفة بيديك وليس بعينيك... ثم أخبريني غدًا ماذا فعلت".
          تقبلت مريم الفكرة ولكنها كانت قلقة لأنها تعلم أن الأمر يتطلب شجاعة كبيرة لكي تغلق عينيها وتذهب لتلمس ذلك الشيء الذي يشعرها بالخوف، لكنها أرادت المحاولة لأنها شعرت بأن عمرها قد كبر على هذه المخاوف ويجب أن تعالجها فورًا.
          عندما أخذها والداها إلى السرير، أطفأت بنفسها النور. بعد فترة قصيرة، شعرت بالخوف من أحد الظلال الموجودة بالغرفة. فقامت لتتبع نصيحة عمتها "نهاية" وأغلقت العينين اللتين في وجهها وفتحت العينين اللتين في يديها، واستجمعت شجاعتها وذهبت لتلمس ذلك الظل الغامض.
          في الصباح جاءت مريم تجري إلى المطبخ وعلى وجهها ابتسامة كبيرة.
          "الوحش في غاية النعومة..." صاحت مريم
          "إنه دبدوبي"!.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا

قصة ملهمة: رجل عجوز سيجعلك تخجل من نفسك

قصة ملهمة: الإسكندر والجندي الجبان

قصة وعبرة: قيصر روسيا يستطيع أن يفعلها

طفل صغير يصلي في المطار

قصة دينية: شمشون الجبار كما وردت قصته في العهد القديم

قصة تاريخية: صلاح الدين والمرأة النصرانية


للمزيد     






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق