كيف أنام من دون حكاية؟؟؟
كل مساء تحكي لي أمي حكاية جميلة قبل النوم، أغفو دائماً قبل أن تكمل أمي حكاياتها، لكن أحلامي تمتلئ بحكايات حلوة تودّعني حين يأتي ضوء الشمس صباحاً، ويقبل خدي قائلاً: صباح الخير.
هذا
المساء غريب من دون أمي، وضعني أبي في الفراش بعد أن غطاني جيداً وقبَّل جبيني مبتسماً
ثم غادر... لم أقل له أن يحكي لي حكاية ؟؟؟ لا أدري لماذا لم أقل له.. هل يستطيع
أبي أن يحكي حكايات تشبه حكايات أمي؟؟
أُغْمِضُ
عينيَّ لكنَّ النوم لا يأتي.
هل
النوم صديق الحكايات؟؟ ألا يستطيع أحدهما أن يأتي من دون الآخر؟
سأتذكر
الحكايات التي كانت أمي تحكيها لي، حكاية الفراشة ذات الأجنحة البيضاء أحبها،
حكاية جميلة حكتها أمي لي أكثر من مرة: كان يا ما كان في حقل جميل وملون
بالأزهار... وُلِدَتْ فراشة حلوة... أسماها الجميع بذات الأجنحة البيضاء.. لأن
أجنحتها كانت بيضاء تماماً، وذات يوم سَخِرْت منها بعض الحشرات الملونة وقلن لها
بأنها غير جميلة، بكت الفراشة طويلاً وغادرت الحقل لتبحث عن ألوانها الضائعة، في
طريقها صادفت يعسوباً عجوزاً ينظف جناحية بعناية شديدة، أجنحة اليعسوب كانت من دون
ألوانٍ شفّافة مثل قطعة زجاج، سألته عن لون جناحيه وهل أضاعها؟ ضحك اليعسوب من
سؤال الفراشة كثيراً، وقال لها إن الجمال الحقيقي ليس له لون ولا يستطيع أحد أن
يراه وإنما يشعر به فقط... وقال لها أيضاً قبل أن تستعد للتحليق بأن أصدقاءها إن
كانوا يحبونها حقاً سيبحثون عنها... حَلَّقَت الفراشة في العالي... تأَمَّلت
السماء.. لولا السحب لما كان لونها الأزرق جميلاً... تأملت الأزهار لولا الأزهار
البيضاء لما بدت الأزهار الحمراء والصفراء مختلفة... كل لون يعطي اللون الآخر
جمالاً وحياة... عادت الفراشة للحقل.. كان أصدقاؤها يبحثون عنها، افتقدوا لونها
الأبيض الصافي كثيراً جداً.
توتة
توتة.. تقولها أمي وتلمس أنفي الأفطس مداعبة إن لم أكن قد غفوت، وتحكي لي حكاية
ثانية... غالباً تحكي لي حكاية السلم القصير الساقين.. وأحياناً حكاية الحذاء
البني في قبو المنزل.. تبدأها أمي هكذا: ذات يوم لم تستطع مريم أن تلبس حذاءها
برغم محاولاتها العديدة، كبرت قدمها لكن الحذاء البني لا يزال كما هو.
اشترت
مريم حذاءً جديداً، لفت حذاءها البني القديم بعناية وخبأته في قبو المنزل، في
القبو وجد الحذاء البني أصدقاء جدداً: دبّ وردي وقرد يعزف على الطبل ومشط خشبي
وفساتين صغيرة وكبيرة كانت تلبسها مريم فيما مضى، كان الحذاء يشعر بالحنين لجولاته
القصيرة مع مريم إلى الحديقة والمدرسة وزيارة الأصدقاء، وكان الدب يفتقدها أيضاَ
وكذلك الألعاب والمشط والفساتين، حين زارتها مريم همس الحذاء في إذنها بسر صغير،
جعلها تأخذ الحذاء وبقيه الألعاب والملابس إلى أصدقاء لها في الحي، ترى ماذا قال
لها؟
تضحك
أمي دائماً حين أتظاهر بالتفكير كل مرة أسمع فيها الحكاية، لم أتظاهر اليوم وليست
أمي هنا لتداعب أنفي الأفطس... تذكرت حكايات كثيرة لكنني لم أنم... صوت أمي هو من
يجعل الحكايات حلوة ويأتي النوم سريعاً لعيني.. أين أنت يا أمي؟
قلتها
بصوت عال:
أين
أنت يا أمي؟
فتح
أبي الباب... لعله سمعني.
ألم
تنامي بعد؟
احكِ
لي حكاية ..
ضحك
أبي ولمعت عينيه تماماً كما تلمع عينا جدتي حين تخرج من كيسها الملون حكاية ما،
حسناً سأحكي لطفلتي الحلوة حكاية
كان
يا ما كا....
صوت
أبي دافئ وحكاياته حلوة و... وآ..آ
لا
أستطيع أن أفتح عيني، سأسقط الآن في النوم
تصبحون
على خير.
مها
ناجي صلاح
مواضيع تهم الطلاب والمربين
والأهالي
إقرأ أيضاً
قصة مثل: بعيني رأيت ذئباً يحلب نملة
قصة للأطفال: الفلاح يهزم السادة
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7
مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على
المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن
شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة
شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث
عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات
وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات
وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق